اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حول بينالي سعاد الصباح في الكويت

حول بينالي سعاد الصباح في الكويت

نشر في: 17 فبراير, 2017: 09:01 م

يقولون ان الأوقات الجميلة تمضي بسرعة، هذا ما شعرت به تماماً أثناء مشاركتي في ورشة الرسم وبينالي سعاد الصباح للفنانين العرب في الكويت العاصمة. مرَّت الأيام السبعة بسرعة كبيرة، حيث سار الوقت وهو ينقل خطواته بين اجواء الرسم الممتعة والأماكن الجميلة والاصدقاء الرائعين. منذ لحظة وصولي الى مطار الكويت شعرت بنوع من العاطفة والراحة اتجاه الناس والمكان، وقد استقبلنا أعضاء جمعية الفنانين التشكيليين الكويتيين، أنا وباقي الفنانين المشاركين، حيث كان كل شيء مهيئاً للمضي في هذا المهرجان بروح جميلة واجواء مليئة بالتعاون سواء من المنظمين أو المشاركين على حدٍ سواء. في اليوم التالي لوصولنا التقينا جميعاً في جمعية التشكيليين الكويتيين، ليأخذ - بعد وقت التعارف والترحيب - كل واحد منا مكانه في القاعة الواسعة، وانفرد كل رسّام بلوحته وألوانه، وهكذا تداعت الخيالات والرؤى وامتلأت القاعة بأطيافٍ جميلة تطوف بين مساند اللوحات، لتخرج من بين أيدي الفنانين في النهاية خطوط واشكال ووجوه ملونة وحكايات تُحَلِّقُ في فضاء القاعة، لتستقر بعد ذلك من جديد بين أصابع الرسامات والرسامين وهم ساهمين وشاردي الذهن وسط عالمهم السرمدي. رائع ان أكون جزءً من كل ذلك، أعيش الأجواء وأتابع ما يجري وأراقب الاعمال وهي تنضج رويداً رويداً امام أنظار الجميع حيث يضع الرسامون طبقات اللون واحدة فوق الاخرى ليكتمل المشهد وتقترب الاعمال الفنية من خطواتها الاخيرة نحو قاعة العرض الجميلة التي هُيِّئَتْ لإقامة المعرض الكبير.
بعد أربعة ايام كاملة من الوقوف خلف مساند الرسم، انتهت اللوحات التي رسمها اكثر من ستين رسامة ورساماً، حيث تمَّ تصويرها تباعاً، لِتُنْقَلَ مباشرة الى مكان العرض. لقد أحسستُ منذ الدقائق الاولى بأن كل شيء سيمضي هادئاً وجميلاً، وقد زاد يقيني بحدوث ذلك حين رأيت التواصل الجميل بين الرسامين، والذي أخذ يتبلور وينمو مع مرور الوقت، وكذلك ما قامت به الجمعية مشكورة من حيث الدعم والتنظيم والإيثار ونشر روح التعاون والعمل المشترك بين الجميع وبأجواء دافئة وألفة نادرة وتقديم كل المساعدات الممكنة لانجاح هذه التجربة الجميلة وتسهيل جميع الصعوبات كي نستمر بعملنا ساعات وساعات وسط دهشة اللون ودفيء الضيافة وصحبة فنانين مرموقين حضروا من بلدان مختلفة مثل مصر وتونس والمغرب ولبنان والأردن وقطر والإمارات والبحرين وعُمان وهولندا والنرويج إضافة الى الكويت البلد المضيِّف. قاعة واحدة جمعتنا بين جدرانها، نحن القادمون من هذه البلدان المتباعدة والقارات المختلفة، حتى لتشعر بأن هذه القاعة قد تحولت بفعل الرسم الى عالم مختصر ضَمَّ بين جوانحه تجارب واتجاهات واساليب وطرق تعبير مختلفة.
في اماكن وظروف كهذه يتعلم الفنان تفاصيل واشياء لا تمنحها الأكاديميات والمعاهد، هنا تحتك بالفنانين وهم منغمسين بعملهم، ترى أصابعهم وهي تتحرك على قماشات الرسم وتشاهد عيونهم  وهي تتنقل من حافة اللوحة الى حافتها الأخرى، وتتابع فرش الرسم وهي تتراقص فوق ملامح الوجوه المرسومة وتستجيب الحواس للتناغمات والخطوط والمساحات، حيث تولد التكوينات التي تعطي للأعمال حياتها الخاصة وروحها النابضة بالحيوية. ممتعٌ ان تكون وسط هذه المجموعة الطيبة من الفنانين وتكون جزء من هذا المناخ الفريد حيث يتطاير عطر اللون في فضاء القاعة وتتحرك الأشكال الجميلة على سطوح اللوحات.
بعد انتهاء الورشة والبينالي، خطوت بخطواتي خارج الفندق الجميل عائداً الى مرسمي في هولندا وانا أفكر بأصدقاء رائعين ومبدعين تعرفت عليهم هناك وتقاسمت معهم اياماً ستبقى في الذاكرة كما ستبقى مدينة الكويت العزيزة في القلب، وسوف لن أنسى ناسها الطيبين وكرم فنانيها، نعم سأتذكر هذه المدينة الجميلة التي فتحت لنا ذراعيها بكل طيبة وصفاء ومحبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram