بغداد / المدى الاقتصادي ناقشت ورشة عمل عقدت في بغداد أمس السبت الواقع الضريبي في العراق وسبل الارتقاء بالاداء بما ينسجم والتغييرات الاقتصادية المحتملة خلال العامين الحالي والمقبل .وقال مدير عام هيئة الضرائب كاظم علي عبد الله في كلمة استهلالية للورشة التي نظمت بالتنسيق مع كلية بغداد للعلوم الاقتصادية الجامعة  :
 بضوء التغييرات الكبيرة المتوقع حصولها في الاقتصاد اللعراقي تتجه الحاجة الى وجود نظام ضريبي فعال قادر على التعامل مع هذه المتغيرات .وأضاف عبد الله : ان دخول شركات الهاتف النقال والشركات النفطية العالمية ضمن عقود جولتي التراخيص الاولى والثانية يستدعي وجود أنظمة محاسبية ومالية ذات طبيعة متطورة تتعامل مع نظام ضريبي متطور أيضاً . ودعا عبد الله الى ضرورة التزاوج بين النظرية العلمية وبين متطلبات الاداة الضريبية العملية موضحاً ان ذلك التزاوج دعا هيئة الضرائب للتنسيق مع المؤسسات الاكاديمية لتنظيم ورش العمل والندوات والمؤتمرات التي تخص الشأن الضريبي سعياً لايجاد نظام ضريبي متطور قادر على استيعاب الحاجات العملية والميدانية التي تتعامل معها الهيئة .من جانبه قال عميد كلية العلوم الاقتصادية الجامعة الدكتور محمد طاقة : ان الضريبة تلعب دوراً أساسياً في عملية التنمية وهي ضرورة قصوى لمتطلباتها على مستوى الممارسات الاقتصادية اليومية العملية في مختلف النشاطات والفعاليات للمؤسسات الحكومية والخاصة على حد سواء .وعرضت الورشة التي حضرتها ( المدى ) الى جملة من المفاهيم والرؤى التي تتعلق بالجانب الضريبي في جلسات عدة شارك فيها عدد من الباحثين والاكاديميين المتخصصين .وحدد الباحث كريم سالم من هيئة الضرائب وسائل الاصلاح الضريبي  بانشاء هيكل تنظيمي يقوم على أساس الوظيفة لان ذلك سيمكن الادارة الضريبية من استخدام اسلوب متكامل في التعامل مع المكلفين إذ ان مختلف الضرائب تتطلب تعامل الادارة مع نفس المكلفين ومن غير المقبول الاتصال المستمر مع نفس المكلفين لجميع الضرائب.وبين سالم خلال ورقة العمل التي عرضها أثناء الورشة  ان الهيكل التنظيمي يسمح على أساس الوظيفة بمستوى أفضل للتخصص والاستخدام الامثل للكوادر ومستوى عال من السيطرة الادارية.ولفت الى امكانية استخدام مدخل اعادة هندسة العمليات بهدف تعظيم القيمة، هذا المدخل يهدف الى ادخال تحسينات جوهرية فائقة في معايير الاداء الحاسم مثل التكلفة والسرعة والاتقان وذلك باستخدام تكنولوجيا المعلومات المتطورة كعامل تمكين اساسي يسمح للمنظمة باعادة هندسة نظم اعمالها. فيما أكدا الباحثان باسم هادي عبود وابتسام خلف على ان الحكومة الالكترونية خطوة اساسية في تطوير ادارة تحصيل الضرائب . وطالبا بتشخيص الأفراد العاملين الذين يتمتعون بخصائص المفكرين الاستراتيجيين ورعايتهم واحتضانهم لإطلاق العنان الفكري لديهم لتوليد الأفكار الجديدة التي تنعكس على تطوير أداء الهيئة بشكل عام .وذهبا الى اهمية  بناء وتصمم قاعدة بيانات خاصة بالمكلفين بما يعزز البيانات المتعلقة بتحديد الوعاء الضريبي واقترحا على عمليات تحصيل الضرائب وفق نهج متواصل مع بناء قاعدة معلوماتية وبيانيه تؤمن للمكلف عملية الدفع بشكل سريع وكفوء وكذلك تؤمن له الانتقال الى متطلبات بناء الحكومه الالكترونية . وألقيت خلال الجلسة الاولى لورشة العمل بحوث وأوراق عمل تتعلق بالعلاقة بين التهرب الضريبي وضعف الادارة الضريبية للدكتور تقي عبد سالم فيما عرض الدكتور غسان قاسم لموضوعة إعادة هندسة العمليات كأساس معرفي لهيكلة وتحديث اللادارة الضريبية.  وألقى الدكتور مجيد الشرع بحثاً تضمن رؤيته المسقبلية للنظام الضريبي في العراق فيما تحدث الدكتور سعد سلمان عن دور الادارة الضريبية في الحد من الممارسات السلبية لادارة الارباح في الشركات فيما عرضا كل من الباحثين ناجحة عباس علي ومحمد عباي احمد للضريبة الموحدة على الدخل وامكانية تطبيقها في العراق .