يعزل ثلثي احتياطي العالم ... وربما يتسبب بصعود النفط إلى 100 دولارما أن بدأت حرب التصريحات بين واشنطن وطهران، حتى بدت السوق النفطية أكثر اضطراباً، مما قد يشرعن فكرة حرق السوق لغايات سياسية، وفي وقت يرى المستشار المالي للعبادي أنه وفي حال اشتد ذلك ا
يعزل ثلثي احتياطي العالم ... وربما يتسبب بصعود النفط إلى 100 دولار
ما أن بدأت حرب التصريحات بين واشنطن وطهران، حتى بدت السوق النفطية أكثر اضطراباً، مما قد يشرعن فكرة حرق السوق لغايات سياسية، وفي وقت يرى المستشار المالي للعبادي أنه وفي حال اشتد ذلك الاحتراب لحد غلق مضيق هرمز، فإن العراق سيكون من مجموعة نصف المتضررين، لكنه يؤكد، أن ايران اذكى من أن تخوض غمار لعبة هرمز.
ويقول المستشار المالي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، لايمكن معرفة كم ستتغير العقيدة البحرية للولايات المتحدة الاميركية في مضائق الخليج والبحر الأحمر في سيناريو مواجهة مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومناطق نفوذها الستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، فتمددها وعقيدتها العسكرية البحرية، قائمان على حساب التهديد بغلق مضيق هرمز في الخليج عند أي مواجهة عسكرية مع الغرب.
ويضيف المستشار المالي مظهر محمد صالح، في حديث الى (المدى)، لكن غلق ذلك المضيق لا يعني في جوهره، سوى حصار نفطي ذاتي كلّي لإيران والدول المطلّة على الخليج التي لاتمتلك مسالك لتصدير نفوطها إلا من خلال المرور بذلك المضيق، الأمر الذي سيفضي الى معادلة عسكرية نفطية متناقضة قد تقصر أو تطول.
ويتابع، كما أن سيناريو اندلاع حرب وغلق مضيق هرمز، لا يعني في جوهره سوى تعطّل أو تعثر امدادات مهمة لسوق النفط العالمية بنسبة ٢٠٪ من النفط المصدر الى اسواق العالم، اضافة لعزل ثلثي الاحتياطي النفطي العالمي في دائرة الحرب والتوتر، فضلاً عن توقف أو انسحاب الاستثمارات النفطية الدولية الأخرى من تلك المنطقة، من ثم انخفاض نمو الانتاج النفطي في العالم.
ويستدرك، مما يعني أن اسعار النفط ستلتهب مجدداً الى اكثر من ١٠٠ دولار للبرميل الواحد وعند ذاك ستكون الفرصة مواتية لازدهار اسواق النفط الاميركية والكندية لتعظيم انتاج النفط الصخري الذي ستسوغ الأسعار المرتفعة تكاليف الانتاج الجديدة، لتكون منطقة الشرق الأوسط المنتجة للنفط التقليدية، وخصوصاً ايران هي الخاسر الوحيد بسب حصارها البحري.
ويواصل صالح، أما العراق وبسبب ضيق بدائل صادراته باستثناء خط الموصل من كركوك وحقول كردستان الى جيهان، فسيكون من مجموعة نصف المتضررين، وإيران اذكى من أن تخوض لعبة هرمز مهما اشتد التوتر أو منطق الحرب الباردة بينها وبين واشنطن.
خبراء بالشأن النفطي والاقتصادي، يصفون التصعيد الإعلامي بين أميركا وإيران بغير المدروس من قبل ترامب، فهو لا يستطيع اشعال حرب بأيّ مكان دون تفويض مجلسي الكونجرس والشيوخ الأميركيين، مبينين في الوقت ذاته بأن العراق لايزال غير مؤهّل لتقبل الصدمات الاقتصادية الخارجية بسبب ضعف اقتصاده الداخلي واعتماده بالمطلق على استيراد السلع والخدمات مع عدم وجود تنمية.
الخبير النفطي حمزة الجواهري من جانبه يرى، من الصعب وصف الأمر بالتصعيد الإعلامي بين أميركا وإيران، فما تقوم به إيران مجرد ردود على تصريحات نارية لترامب، قد تكون غير مدروسة كما عودنا قبل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.
ويضيف في حديث الى (المدى)، لكن وعلى الرغم من ردود الساسة الإيرانيين المتشنجة، إلا أنهم يدركون تماماً أن ترامب إما غير سوي عقلياً أو أنه يتعمد إخافة إيران كي لا تُقدم على عمل يمكن أن يُعد حماقة منها.
ويواصل الجواهري، هناك الكثير من المتناقضات المضحكة التي فعلها ترامب خلال عدة أسابيع من أيام حكمه، فكيف يصدق الايرانيون أو الصينيون تهديده لهم، مردفاً قوله لذلك فان اضطراب اسعار النفط في حقيقة الامر لا علاقة له بتصريحات ترامب، بل بعمليات الشراء المحمومة للنفط الفائض في السوق النفطية قبل تطبيق اتفاق خفض الإنتاج من قبل المنتجين.
ويتابع، ان هذه العمليات التي تصدى لها المضاربون ستستمر لبضعة أشهر أخرى حتى تنضب الكميات الفائضة من النفط لتعود حالة الاستقرار للأسواق وتستقر عند مستوى مقبول سعرياً للنفط، قبل انعقاد اجتماع الأوبك منتصف هذا العام.
ويشير الجواهري الى، أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، تدرك أن قدرَ العراق أن يكون جاراً لإيران القوية بالنسبة له، وهو ايضا وقّع مع الولايات المتحدة اتفاقية ستراتيجية طويلة الأمد، ولابد له من احترامها، لذلك فالعراق لن يتأثر بالزوابع السياسية خصوصاً وأنه يحارب الإرهاب بقوة نيابة عن العالم.
ويؤكد، إن لدى ترامب مؤسسات عريقة وقادرة على اتخاذ القرارات الصعبة وهي ليست بيده، بل هي من توعز له باتخاذ القرارات، ولا يمكن له أن يشعل حرباً في أي مكان في العالم، دون تفويض المجلسين، الكونجرس والشيوخ، وحرب كهذه لا ولن يتخذ بشأنها أي قرار من قبل المجلسين.
المختص بشؤون الطاقة والاقتصاد ضرغام محمد صادق يقول، إن السوق النفطية لم تتأثر عملياً بالتصريحات المتبادلة بين ايران والولايات المتحدة في ظل عدم وجود بوادر حراك عسكري، وقد ظلت حركة اسعار النفط خاضعة للعوامل المؤثرة السابقة مثل احتياطيات الولايات المتحدة ومواسم الطلب واتفاقات خفض الانتاج، في حين لا يوجد الآن ما يهدد تدفق النفط من مضيق هرمز.
ويبين صادق في حديث الى (المدى) من المستبعد أن يتم التصعيد بين ترامب وساسة ايران للوصول الى مستويات تأخذ طابعاً عسكرياً وربما قد تكون عقوبات محتملة في حال تم نقض الاتفاق النووي الذي يبدو غير مرضٍ لإسرائيل التي يميل ترامب لكفّتها في تعاطيه بالمواقف الدولية.
ويتابع، لكن وفي حال تجديد العقوبات النفطية على ايران، فقد تعود السعودية لسياسة رفع انتاجها وهو ما سيؤثر في الاسعار بشكل سلبي مجدداً، مما يضر بالدول المنتجة ومنها العراق، مما سيولد لديه ضغطاً على العملة الاجنبية، كون ايران ستعوض مخزوناتها من العملة عبر تشجيع الايداع في بنوكها بفائدة عالية وتزيد من التبادل التجاري والتشجيع على تدفق المزيد من السائحين العراقيين.
ويستدرك صادق، أما في حال تحقق سيناريو مواجهة عسكرية، فإن اغلاق مضيق هرمز قد يعوق امدادات النفط العالمية وهو ما يدفع العراق لخيارات التصدير عبر تركيا والاردن، لكن بكل الأحوال العراق لايزال غير مؤهل لتقبل الصدمات الاقتصادية الخارجية بسبب ضعف اقتصاده الداخلي واعتماده بالمطلق على استيراد السلع والخدمات بدون وجود تنمية.
ويتساءل مراقبون للشأن السياسي العراقي ، انه ومع إمكانية أن يتعدى الاحتراب الإعلامي بين ترامب والجمهورية الاسلامية الايرانية، الاعمال العسكرية المباشرة، هل يستطيع ازاءها أن يقف العراق محايداً على وفق فرضية تجعل اقتصاده أصلب عوداً ومستقراً، أم سيتحتم عليه المشاركة في المواجهة مع أحد طرفي النزاع.؟