adnan.h@almadapaper.net
جاء في الأخبار أنّ وزارة الصحة والبيئة (العراقية) حذّرت، بلسان المتحدث باسمها، من أنّ الإعلانات الضوئية كبيرة الحجم والمساحة، التي اجتاحت كالاعصار شوارع مدننا وساحاتها وواجهات المحال التجارية، بما فيها متناهية الصغر، يؤثّر كثيراً على صحة العيون.
هل يبدو الخبر عادياً أم غير عادي؟.. بالنسبة لي هو خبر غير عادي. المعلومة المفيدة بأن الضوء المُبهر المنبعث من هذا النوع من الإعلانات يؤثر على صحة العيون هي معلومة عادية عادية إن كانت واردة في كتاب مدرسي لمرحلة الابتدائي أو حتى في صفحة الصحة في صحيفة أو مجلة، لكنّها تغدو غير عادية تماماً حينما ترد في صيغة تحذير من وزارة الصحة والبيئة، فهذه الوزارة من واجباتها الأساس اتّخاذ الاجراءات الكفيلة بصون الصحة العامة، وليس مجرد التحذير. ومن هذه الإجراءات استصدار القوانين المحقّقة لهذه الغاية، باقتراح مثل هذه القوانين على مجلس النواب لتشريعها.
شخصياً لا أتوقع أن تستمع الوزارة الى النصيحة فتشرع بالتقدّم الى الحكومة بمشروع قانون ينظّم عملية نشر الاعلانات الضوئية ويحدّدها بما يتوافق مع متطلبات الصحة العامة. بل حتى إذا حدث وشرّع مجلس النواب قانوناً كهذا نزولاً عند رغبة الحكومة، ومن خلفها وزارة الصحة والبيئة، لا أتوقع أن تكترث الوزارة بأمر تطبيق القانون، فالوزارة لديها الآن كل القوانين التي تخوّلها، مثلاً، سلطة إغلاق المطاعم والمصانع وورشات العمل غير المتوفرة فيها الشروط الصحية والبيئية، لكن العراق من أقصاه الى أقصاه برغم ذلك هو الآن حقل ألغام صحي – بيئي، ولا مبالغة
في هذا.
وزارة الصحة والبيئة لا تتفرّد لحالها بهذا الموقف، فالبلديات ومجالس المحافظات، وبينها أمانة بغداد، بين أيديها قوانين تساعدها في مكافحة التعدّيات والتجاوزات على الاملاك والخدمات العامة، وبينها أرصفة الشوارع، لكنّها لا تفعل شيئاً، مع أنها تُطلق من حين إلى آخر التصريحات المشحونة بالوعود والتعهدات بالقضاء على التجاوزات. وبالطبع فإن بعض أسباب ذلك يعود هو الآخر إلى الفساد الإداري والمالي، فبعض الموظفين البلديين مستفيدون مالياً من التجاوزات والتعديات على الأملاك العامة.
منذ أُاسبوعين قرأتُ تصريحاً لأحد مسؤولي محافظة بغداد أو أمانة العاصمة يحذّر فيه أصحاب الكرينات (الرافعات) من كتابة أرقام تلفوناتهم على الجدران ،لأنهم بذلك يشوّهون مناظر الشوارع والساحات في العاصمة.
الغريب في هذا أنّ التحذير اقتصر توجيهه على أصحاب الكرينات، مع أنّ جدران بغداد، وسائر مدن البلاد وقراها، مشوّهة بالشعارات السياسية وبصور الزعماء السياسيين ورجال الدين على نحو لا مثيل له في أي مدينة أخرى في العالم.. ثمة أماكن كُتبت عليها الشعارات وأُلصقت الصور والملصقات واللّافتات فوق بعضها البعض، والكثير منها تمزّقت وحالت ألوانها إلى درجة أنها أصبحت منفّرة ومثيرة للسخرية، ومع ذلك فلا الجهات التي شوّهت الجدران ولا محافظة بغداد وأمانة بغداد ولا مجالس المحافظات والبلديات قد تحرّك الدم في عروقها غيرةً على المنظر العام
للمدن!
جميع التعليقات 2
بغداد
استاذ عدنان حسين نصيحة لشباب العراق الغيارى ورجاله بالليل وعندما يحل الظلام اخرجوا الى شوارع بغداد ومزقوا صور أهل العمائم التابعة الى شياطين ملالي ايران وضعوها في اكياس بلاستيك سودة ثم ارموها في حاويات النفايات ولا تخافون لومة لائم لأنه لايوجد رجل كهنوتي
ابو احمد
هناك شئ اخر استاذ عدنان , الا وهو تستطيع ان تنظمها من خلال تاجير مساحات اعلانية او تاجير اماكن مخصصة للباعة المتجولين وكذلك تنظيم عمليات مواقف السيارات والدفع يكون بالساعات ....وهكذا تحصل على ايرادات دائمة وهذه الايرادات تصرفها على الخدمات التي تحتاجها لخ