بغداد/ رويترزيتساءل العراقيون الذين لا يحصلون سوى على ساعات قليلة من الكهرباء يومياً، ويعيشون وسط أكوام من القمامة وبرك من مياه الصرف الصحي عمّا اذا كان عليهم التصويت في انتخابات آذار المقبل؟ وبدأت حملات الدعاية الانتخابية، إذ يضع موظفو الأحزاب لافتات عليها صور أو شعارات انتخابية في أنحاء بغداد. وكما كان الحال أثناء انتخابات مجالس المحافظات في العام الماضي،
فإن من المحتمل أن تحول المنافسة الشديدة المدن العراقية مرة أخرى الى غابات من اللافتات والملصقات. وبعد سنوات من التفجيرات والمعارك بين الجماعات المسلحة، ما زال حي مدينة الصدر يعتبر رمزاً للعجز السياسي والفساد اللذين يثبطان من حماسة الناخبين، وأديا إلى سوء إدارة الثروة النفطية الكبيرة للعراق. تقول رزيقة فوكوس وهي أرملة وأم لخمسة أبناء: "سمعت أناساً يقولون إن مدينة الصدر غنية لكني لا أرى الثروة. لماذا لا يبدو أبنائي أثرياء؟ ... ولماذا الشوارع تبدو هكذا؟". وتتابع وهي تهم بالخروج لالقاء كيس قمامة في الشارع: "لن أشارك في الانتخابات لأنني لا أرى أي شيء ملموس من الحكومة". واشتكى ساكن آخر من أن القمامة تظل ملقاة لأشهر في الشوارع لا تجد من يجمعها. ويأمل مسؤولون عراقيون وأميركيون في أن تؤدي انتخابات السابع من آذار المقبل الى دعم الديموقراطية الناشئة في البلاد، وجذب المسلحين السابقين والميليشيات الى العملية السياسية، فيما تستعد القوات الأميركية للانسحاب. وفي حي مدينة الصدر الذي يعد أحد الأحياء الفقيرة والمملوءة بالشبان العاطلين عن العمل والمهيئين لأن تجندهم احدى الجماعات المسلحة أو الميليشيات أو عصابات الجريمة، كان هناك صبية يلعبون في بركة مياه راكدة، فيما تنبعث رائحة مياه الصرف الصحي والقمامة في الهواء. كما تتقاطع شبكة قبيحة من الأسلاك في الحي لتشكل شبكة كهرباء عشوائية متصلة بمولدات تعمل بالكاز لتعويض امدادات الشبكة الوطنية التي لا تزال توفر الكهرباء لفترات لا تغطي ساعات اليوم. يقول مهندس كهرباء رفض كشف اسمه: "انني مجرد موظف، الفساد وغياب التنسيق والقرارات العشوائية في وزارة الكهرباء مسؤولة عن هذا الوضع". ويعارض النائب جنان عبد الجبار عضو قائمة "ائتلاف دولة القانون" التي شكلها رئيس الوزراء نوري المالكي، الاتهامات بسوء أداء الحكومة، وخصوصاً أن الأمن تحسن في ظلها الى حد كبير. ومن المتوقع أن يبني المالكي حملته الانتخابية على ذلك. يقول عبد الجبار إن هناك أولويات، وأن الناس يدركون بأن الأمن أولاً ثم تأتي الخدمات. وكانت البنية التحتية في العراق تصدعت بعد عقود من الحرب والعقوبات، ما يجعل إعادة البناء في سنوات قليلة مهمة شاقة. ويشير عبد الجبار الى أن الحكومة نجحت في تحقيق الكثير برغم التحديات التي تواجهها. من جهته يؤكد شرطي أنه لم يظهر خلال الأشهر الأخيرة سوى عدد قليل من شاحنات جمع القمامة في حي مدينة الصدر الذي يعيش فيه حوالى ثلاثة ملايين نسمة. ولكنه يضيف أنه لا يتوقع أن تستمر هذه الخدمة طويلاً بعد الانتخابات. فيما يقول المحلل السياسي في جامعة بغداد سعد الحديثي إن الحال قد ينتهي بكثير من العراقيين الى التصويت وفقاً لانتماءاتهم الدينية والسياسية والقبلية، وليس على أساس كفاءة المرشحين. ويضيف الحديثي: "اعتقد بأنه لن يكون لنقص الخدمات تأثير كبير في العراق، وانما التأثير سيكون للانتماء لهذا الجانب أو ذاك. هناك ضغوط سياسية تسيطر على الناخب العراقي".
مدينة الصدر: ضعف الخدمات يثبط همة السكان للمشاركة في الانتخابات
نشر في: 13 فبراير, 2010: 06:28 م