٢-٢
هاجس خفي على هيئة سؤال لحوح، يلاحقني، أردعه، يمسك بتلابيبي.. هل كان بإمكان سيارات الإسعاف والنجدة وإطفاء الحرائق، الحضور بهذه السرعة القياسية لولا النفط (ومشتقاته من بنزين وديزل و،.. و.)
.. عاد سكان البناية كلاً لمثابته.. ولكن أيّة عودة ؟ الظلام دامس، فلم يتحسب النزلاء حتى لإدخار شمعة.. عزَّ عليهم إعداد كوب شاي، ولو كوب شاي، فالنيران أصابت شبكة كهرباء البناية، بمقتل الماء مقطوع، لا كهرباء، يعني لا تليفزيون، لا تدفئة والبرد قارس، الكومبيوتر مشلول .. لا إنترنيت، لا أيميل، لا موبايل. افتقاراً للكهرباء.
لو مددنا هذه الحالة المتناهية في التبسيط والفردية، بالطول والعرض على مدار اٍقطار الكرة الأرضية لهالنا ما نرى. لنمدّها على المؤسسات الصناعية الكبرى،، على شاشات الحركة في المطارات ومحطات القطر، على مراكز البورصة، على المزارع وعمليات الري بالتنقيط. على معامل ومصانع الأدوية ومراكز الأبحاث، على المؤسسات الخدمية، على المستشفيات والمختبرات. على الرافعات العملاقة في البناء، على الجرارات ، على السفن الماخرة عباب البحار، على الفرقاطات وحاملات الطائرات على القاذفات، على وعلى وعلى، لأدركنا، أنها لا يمكن أن تنجز قيد أنملة لولا وجود الطاقة….
إذن.. تكراراً وللمرة الألف: النفط - ومشتقاته - ثمين ،، قطرات منه أثمن من ماسة نادرة.. والنفط نفيس، لأنه ناضب - غداً أو بعد غد- ولأنه ثمين ونفيس وناضب لا محالة. فلا يمكن الاستهانة به عن جهالة وسوء تدبير، دون تبصّر أو إدراك أو شعور طاغ بمسؤولية من يمسك بزمام سفينة تتقاذفها الريح من كل
جانب.
النفط .. حتى إشعار آخر
[post-views]
نشر في: 19 فبراير, 2017: 09:01 م