TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دور النزعة الإقليمية في الفشل والتخلف العربي

دور النزعة الإقليمية في الفشل والتخلف العربي

نشر في: 14 فبراير, 2010: 04:27 م

شاكر النابلسي نظر بعض المفكرين إلى الوحدة العربية كأمر وقضية بين الاستطاعة والإرادة. وردوا سبب عدم تحقيق الوحدة العربية حتى الآن، "ليس لأننا لم نستطع تحقيقها،  بل لأننا لم نُرد أن نحققها". وفي رأيهم هذا الكثير من الصواب والكثير من الواقعية. فالوحدة العربية يوم توفر الإرادة العربية، ليست معجزة يصعب على العرب اجتراحها. بل إن الوحدة هي أعظم مفاخر العربي وأجلّ مباهره،
 والتي بها يضمن مستقبل أبنائه وأحفاده ومن بعدهم.فهل عدم توفر الإرادة العربية هو السبب في عدم تحقيق الوحدة؟وإذا كان الأمر غير ذلك، فمن هو المسؤول؟مسؤولية الفكر العربيحمّل بعض المفكرين العرب الفكر العربي المسؤوليـة الكبرى في عدم تحقيق العرب لوحدتهم إلى الآن، وذلك نتيجة لضعف هذا الفكر، وعـدم قدرته على تشكيل "نظرية  للدولة العربية الواقعية الفعلية المتمثلة بالدولة القطرية العربية باختلاف أشكالها مما لم يُمكِّن هذا الفكر بالتالي من وضع نظرية علمية للوحدة العربية. زيادة على ذلك فإن الفكر العربي لم يطرح أسئلة على نحو ما اقترحه محمد عابد الجابري:- كيف تشكلت الدولة العربية، وكيف تعيد تشكيل نفسها؟- وما هي مقومات وجودها، وكيف تحافظ على هذا الوجود؟- وما نوع الشرعية التي تستند إليها؟ وما دورها الاجتماعي؟- وما طبيعة علاقتها بمواطنيها؟" ("المشروع النهضوي العربي"، ص، ص 97).ويضيف المفكر المغربي كمال عبد اللطيف على هذا، عدم توفر أبحاث تهتمبالمنطق التاريخي السياسي العربي عامة والفكر القومي على وجه الخصوص في مجال دراسة الدولة ونظم الحكم المعاصرة في الوطن العربي. ("مفاهيم ملتبسة في الفكر العربي المعاصر"، ص 99).مسؤولية الأنظمة العربيةوالواقع أن الفكر العربي لا يتحمل وحده مسؤولية تكريس القطريـة العربية وإنما تتحملها الأنظمة العربية من يسار ويمين. فيقول شبلي العيسمي (الأمين العام المساعد السابق لحزب البعث 1964-1992) وهو من شهد وقائع الوحدة المصرية – السورية في الفترة 1958-1961 أن رئاسة هذه الوحدة وقيادتها كرّست القُطرية عندما حققت الوحدة السياسية ولم تحقق الوحدة العسكرية. وظل لكـل قُطر جيشه الخاص، كذلك حظرت على التنظيمات السياسية القُطريـة أن تعمل في القُطر الآخر تكريساً للقُطرية التنظيمية السياسية. ("الوحدة العربية من خلال التجربة" ، ص61).كذلك، فإن حزب البعث كحـزب قومي كبير، قد لعـب هو الآخر دوراً لا بأس به في تكريس الإقليمية منذ العام 1960 عندما وقع قادة البعث القُطريين في معضلة الاختلاف بين الإيديولوجيا والتطبيق السياسي في سعيهـم لأن يجعــلوا من سوريا قُطراً قوياً ومستقلاً. وقد نما هذا الاتجاه القُطري أكثر فأكثر عندمـا حكـم البعثيون سوريا في العام 1963.rnدور اليمين في تكريس القُطرية أما اليمين العربي، فلا يمر يوم، دون أن نسمـع منه عبارات التمصير (مصر) والسعودة (السعودية) والتكويت (الكويت) والأردنة (الأردن) واللبننة (لبنان) وغير ذلك من العبارات الإقليمية المحدودة، التي تكرس الإقليمية خير تكريس. ولعل أبرز مظهر لانتفاء الروح القومية العربية وتكريس الإقليمية في نهاية القرن العشرين، هو ما جرى أثناء انتخابات رئاسة منظمة "اليونسكو" في شهر أكتوبر 1999 حيث رفض العرب أن يكون لهم مرشح قومي واحد. وأصرَّت مصر على مرشحها (إسماعيل سراج الدين) وأصرت السعودية على مرشحها (غازي القصيبي). فخسرت كلتاهما، وفاز بالرئاسة المرشح الياباني مستفيداً من الروح الإقليمية العربية المختلفة غير المتفقة.ولم يكُ اليمين العربي وحده هو الذي أصبح مكرِساً للإقليمية في نهايات القرن العشرين وإلى الآن، بل إن التيار الوحدوي الفكري، الذي كان يتمثل بأعداد كبيرة من المفكرين والمثقفين، أصبـح يعاني في السنوات الأخيرة حالة انحسار مخيفة لتزايد أعداد المفكرين الذي لا ينشغلون بالوحدة أو يهتمون بها، كما يؤكد المفكر القومي نديم البيطار.rnأسباب النزعة القُطريةوعندما نسأل أنفسنا، كيف انتهينا إلى هذه القُطريـة، فإن الجواب يتلخص عند معن بشّور كالتالي:1- أن القُطرية، كانت نتيجة حتمية لسيطرة فكرة الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها على العديد من القوى.2- أن القُطرية، كانت نتيجة للفشل الذي أصاب الحركة القومية العربية الحديثة في أكثر من موقع لا سيما بعد نكسه 1967. 3- أن القُطرية، كانت نتيجة لفكرة ترتيب البيت قبل الانصراف إلى البحث في العلاقة مع البيوت الأخرى.4-  كما كانت القُطرية نتيجة لفكرة بناء الإقليم – القاعدة الذي يبدو أنه شرط أساسي لقيام أي وحدة. 5- وأخيراً، كانت القُطرية نتيجة لفكرة (الثورة في بلد واحد) التي سبق وأطلقها ستالين، في وجه فكرة (الثورة الدائمة) التي أطلقها تروتسكي.rnمقومات الدولة القُطريةأما عن الأسئلة السابقة التي طرحها الجابري، والتي قال إن الفكر العربي لم يطرحها، فقد تم في الواقـع طرح بعض هذه الأسئلة من خلال هذا الكم الكبير من أدبيات الوحدة العربية المعروضة في الساحة العربية الفكرية السياسية. وإن لم تكن هذه الأسئلة قد طُرحت بهذا الشكل تماماً، وإنما طُرحت بأشكال عدة مختلفة، وكانت إجاباتها واضحة وضوح الشمس، وخاصـة فيما يتعلق بالإجابة عن سؤال:rnما هي مقومات الدولة القُطرية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram