سلام العبوديفي حديث متلفز، رد قائد الجيش التركي الكر باسبوج بغضب على ما ادعته مجلة مستقلة تصدر في تركيا منذ عامين فقط متهمة الجيش بالتخطيط لانقلاب يطيح بالحكومة التركية الحالية قائلاً "على الجميع أن يعلم أن هناك حدوداً لصبر الجيش حيال الاتهامات المتتالية التي يتعرض لها". ورغم أن تركيا قد شهدت في تاريخها الحديث ثلاثة انقلابات عسكرية،
أكد باسبوج في حديثه "إن عهد الانقلابات أصبح من الماضي وان الحكم لا يجب أن يتغير إلا بالسبل الديمقراطية"؛ فهل أن قائد الجيش التركي صادق في كلامه؟ يرى المتابعون للشأن التركي أن الجيش في تركيا لا يزال يلعب دورا سياسيا من وراء الكواليس، وقد سُمع الكثير من وسائل الإعلام والسياسيين خلال العامين الأخيرين الماضيين عن تدخلات يقوم بها الجيش في المجال السياسي. ومن أشهر هذه التدخلات ما بات يعرف بقضية (آرغينكون) التي سبق وأدى التحقيق في ملابساتها إلى اعتقال ومحاكمة عشرات الأشخاص من بينهم جنرالات متقاعدين.أما أحد الاتهامات الصادرة حديثا فيقول بأن هناك تقارير تشير إلى أن البعض في الجيش كانوا يخططون لزرع قنابل على مقربة من مساجد بهدف خلق حالة بلبلة واضطراب أمني تبرر تدخل الجيش وقيامه بانقلاب. وأحيلت هذه التقارير إلى المدعي العام التركي ليبدأ في التحقيق بها. ولكن باسبوج نفى هذه المعلومات والتقارير بشكل قاطع وصرح بأنه أمر بفتح تحقيق في أكثر من 60 قضية تتعلق بتسريب معلومات خاصة بالجيش إلى الإعلام، كما استهجن ما جاء في الادعاءات الأخيرة مشيرا إلى انه "لا يمكن أن يتصور أن الجيش يزرع القنابل في المساجد". غير أن الواقع يشير إلى أن الجيش التركي الذي كان في السابق يمثل المؤسسة التي لا غبار عليها أصبح اليوم محط جدل يضعه في موقع دفاعي. وهذه ليست المرة الأولى ، فقد سبق أن ذكرت جريدة (الحياة) اليومية الصادرة في لندن يوم 18 آذار 2008 أن وزير الثقافة والسياحة ارطغرل غوناي ربط بين السعي للإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية وشبكة إجرامية أعلن عن كشفها بداية 2008 كانت تسعى لتهيئة أجواء انقلاب عسكري على الحكومة، من خلال اقتراف جرائم تشيع وجود جو من التطرف الديني في تركيا. وتضم الشبكة عسكريين متقاعدين. rnمن هي آرغينكون؟يؤكد الخبراء بالشأن التركي أن بهدف محاربة حزب العدالة والتنمية الحاكم حالياً في تركيا، يتحالف التيار العلماني المتشدد في تركيا مع جمعية سرية متغلغلة في مؤسسات الدولة اسمها (آرغينكون) أيّ (تذويب الجبال) وهي جمعية غير معترف بها قانونا، ولا توجد لها مقرات وتضم عددا كبيرا من العلمانيين المتشددين المعروفين بميولهم القومية أو اليسارية، وهم مقربون من النخبة العلمانية المؤثرة في القرار التركي، وبالتالي يستفيدون من المؤثرين في صناعة القرار من أنصارهم العلمانيين. وترجع (آرغينكون) في الثقافة التركية إلى أسطورة قديمة تعود إلى ما قبل أكثر من 2000 عام، وتقول إن الأتراك في ذلك الوقت حوصروا بين جبال آسيا الوسطى، واقترح أحدهم إذابة أحد الجبال للخروج من هذا الحصار، وقد نجحوا بالفعل في إذابة جبل كان من خام الحديد، بحسب الأسطورة. وعن دلالة اتخاذ هذه الجمعية السرية لاسم (آرغينكون) يقول المحلل السياسي أقباب: "يرى أعضاء هذه الجمعية أن تركيا محاصرة الآن بفعل جبال حزب العدالة والتنمية بجذوره الإسلامية؛ لذلك فإن تركيا لن تتحرر –كما يرون- دون إذابة هذا الحزب من خلال حله".وجمعية (آرغينكون) ذات علاقات وثيقة بعصابات المافيا التي تحترف الاتجار في المخدرات والسلب والنهب، وقتل السياسيين الكورد، بحسب خبراء الشأن التركي. وعن سر تحالف عصابات المافيا مع جمعية (آرغينكون) يقول المحلل أوغلو: "هناك مصلحة لعصابات المافيا في التخلص من حزب العدالة؛ لأنه حاربها فور تشكيل حكومته الأولى عام 2002 وسجن معظم القياديين فيها". وكانت معظم الحكومات السابقة لحكومة حزب العدالة تغض النظر عن أنشطة هذه العصابات، التي كانت تربطها مصالح واسعة بالعديد من المسؤولين، ومن أشهر هذه العصابات: عصابة "سعدت بكر" الذي اعتقله حزب العدالة والتنمية في وقت سابق. وما يؤكد ارتباط جمعية (آرغينكون) بعصابات المافيا هو أن الذي يتزعمها الجنرال المتقاعد في الجيش التركي "ولي كوتشك"، وهو جنرال معروف بتحالفه مع المافيا، حيث قام بتشكيل وحدة عسكرية سرية عرفت باسم "جيتام"، وقد أنكر الجيش طوال سنوات وجودها قبل أن يقر أخيراً بهذا الأمر. واتهمت هذه الوحدة بتنفيذ إعدامات سرية في حق رجال أعمال وسياسيين كورد، وبالتعاون مع عصابات مافيا قومية، مما أدى إلى قيام علاقات غير قانونية بين أطراف مسؤولة عن أمن الدولة وأخرى خارجة على القانون، بحسب مراقبين أتراك.بداية حزيران 2007، وفي سياق التحقيقات الأمنية في قضية هذه الشبكة الإرهابية، عثرت الشرطة التركية، داخل منزل في منطقة عمرانية من اسطنبول، على مجموعة من الأسلحة المستخدمة في عمليات إرهابية كالقنابل اليدوية ومادة TNT المتفجرة؛ وتم اعتقال 39 شخصاً، بينهم عدد من ضباط الجيش المتقاعدين ورجال أعمال وأكاديميين وصحافيين فضلاً عن ممثلة البطريركية الأرثوذكسية التركية سفن أرن أرول، وهي كنيسة منشقة بلا أتباع غير عائ
هل سينجح عسكريو آرغينكون في تذويب حزب العدالة والتنمية؟ٍ
نشر في: 14 فبراير, 2010: 04:29 م