مع زيارة وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السرية الى مدن أربيل والبصرة وكربلاء، تتصاعد حدّة التصريحات التي يغلب عليها صفة الانتعاش من جدوى هذه الزيارة التي ربما ستضع نهاية جزئية لحدود المنع من الاضافة التي عانينا منها وتعاني فرقنا الوطنية وأنديتنا الكروية بحرمانها من أحد حقوقها المشروعة والمنجزة في آن واحد، بتواجد ومؤازرة جماهيرها الرياضية التي غالباً ما تكون أحد أهم الأسباب في انتزاع الفوز، وللمتتبع لمجرى الأحداث والمحاولات الكثيرة التي صاحبت سعينا لهذا الغرض، وإن كان البعض منها خجولاً ولا يوازي التعاضد الحالي الذي نشهد له بالهمة والمتابعة والحرص، فإن الاتحاد الدولي عبر لجانه المتعاقبة، لابد أن يكون قد وصل الى حالة الضجر من تكرار الأعذار وتجنب التجريب في اعطاء بارقة أمل للعراق في تطبيع أوضاعه إسوة بدول العالم، مع العلم أن من بين الدول وخصوصاً في قارتي آسيا وإفريقيا ممن لديهم متاعب جمّة لاتقل عن العراق، ومع ذلك يسمح لهم بتنظيم البطولات وتضييف الفرق الخارجية بمباريات وديّة وإن كانت ملاعبهم لاتفي بالغرض وفق قياسات فيفا المعروفة عالمياً .
إزاء هذه المعطيات سيتحتم على (فيفا) والعناصر الضاغطة، بأن يرضخوا بشيء من التنازل والإقرار بالأحقية لأجل منح العراق حق التضييف خاصة وأن وفدنا المفاوض قد رضي مبكراً برفع الحظر جزئياً وإن يكن السماح باللعب في مدينة واحدة من المدن الثلاث بالمباريات الوديّة في اقل تقدير، وهذا الكلام لايعني اننا نتكلم عن حقائق دامغة، فهامش التأخير والمطالبات والاطالة مازال قائماً حتى مع حالة الاستبشار التي افرزتها لقطات ضاحكة للوفد ومن رافقه، وفي العموم فإن الاحتمال الأغلب أن يسمح لنا بحق التضييف الجزئي للتجريب، وهنا لبّ الغرض وبيت القصيد لاختبار حقيقي سنقبل عليه وهو من سيفرز نجاحنا المطلوب، حيث ليس من المعقول أبداً، أن نركن الى نشوة الانتصار الذي نحاول أن نصوّره للجمهور بحساب مجهودات فردية، لأننا نشترك بخدمة الرياضة العراقية وجماهيرها والمهم ما بعد ذلك وما ينتظرنا من نجاح في فن الادارة للبطولات والمنشآت الرياضية.
الجميع يعلم حجم الهوّة التي تفصلنا عن العالم ببون شاسع في هذا الضرب المهم، من علم الادارة والتنظيم الذي يعد حجر الزاوية في أي نجاح مهما يكن شكله، وعلينا أن لا ننكر ونتجاهل عجزنا في هذا الجانب أبداً، واننا لا نقوى ببساطة على أن نكون منسجمين مع الحدث، وإن غالينا في استعراض عضلات القوة التنظيمية وليس من سبب يدعونا لاستعراض عناصر القصور المعروفة، كما أن العلاجات واضحة هي الأخرى، ولاتحتاج الى من ينبّه عنها، فاعتماد الشركات المتخصصة والخبيرة بتنفيذ وتنظيم اداريات الاحداث الرياضية، هو الحل والرهان على الاسلوب الروتيني الازلي وهو مكمن الخطأ والاعتراف بذلك لا يعني القصور أو الاحباط بل لتدارك المطبات والتعلم، وأخيراً يجب أن لا ننسى أو نهمل دور الاعلام الرياضي المهم في المرحلة المقبلة وتأهيل الجمهور للتعامل مع المرحلة الجديدة بحساب دقيق للوقت لا يحتمل التأجيل أو العودة الى ما يقال عنه (المربع الاول).
فيفا والحظر
[post-views]
نشر في: 22 فبراير, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
اختيار نواف سلام رئيساً للحكومة اللبنانية
البرلمان يُنهي القراءة الثانية لقانون الموازنة ويرفع جلسته
"تقدم" تقاطع جلسات البرلمان احتجاجاً على عدم إدراج قانون العفو العام
مصير قانوني العفو العام والأحوال الشخصية "غامض": لا اتفاق سياسياً على التمرير
التجارة تطلق وجبة جديدة من الطحين لصالح البطاقه التموينية
الأكثر قراءة
الرأي
من المسألة الصهيونية إلى التحدي الفلسطيني: ماهي الوسيلة نحو الانعتاق الذاتي وبناء الذات
محمد صبّاح (1-2)في نهاية القرن التاسع عشر، كانت أوروبا تمر بتحولات فكرية واجتماعية عميقة، حيث نشأت أفكار جديدة تتعلق بالهوية القومية والعرقية، وعلاقتها بالدولة. في هذا السياق، ووسط الأزمات التي كان يعيشها اليهود في...