عبر صفحات مفكرة قديمة، اعثر على بعض الجذاذات، التي لم تتسلل إليها الشيخوخة بحكم السنين، ولا أصابها العطن بسبب طول الخزن ، أدرجها لأسجل سؤالاً بريئاً: ما الذي تغيّر بعد مرور كل تلك السنوات العجاف ؟؟
ما من أحد من العراقيين لم تصبه حمى الرغبة بالتغيير نحو الأحسن، بمعارضة تشير وتؤشر الأخطاء، لتمنع الخطايا.
حلم العراقيون طويلاً بدولة اللا خوف واللا ظلم ، واللا خديعة ، واللا استلاب، وعدالة الأحكام … دولة الجامعات النموذجية، والمدارس النموذجية ، والتعليم النموذجي والأساتذة الأكفاء.. دولة الضمان الاجتماعي للمحتاجين والعاجزين والعاطلين، دولة سيادة القانون على الفقير وفاحش الثراء ، من دون تمييز أو محاباة ، دولة لا يشكل فيها القادرون (العاطلون عن العمل) أرقاماً خرافية ،، دولة لا يستحي مواطنوها من أن يقولوا بكبرياء وتواضع جم ، بلى أنا عراقي،
دولة ،، لا يقول فيها الصبي لوالده : بابا، انا جوعان وبردان، ارجوك لا تخفي كيس الخبز بعيداً ، ولا تطفئ الفانوس !! دولة يتوسل فيها رجل عاطل عن العمل: اولادي جياع ، جدوا لي عملاً قبل أن أضطر
للسرقة ..
دولة، فيها، قوات التحالف التي قتلت الناطور، والإدارة الأميركية التي أكلت العنب. وتلذذ أهل الحكم بمذاق الحصرم ، ووزّع على جمهرة العراقيين خوص السلة. دولة يقول
فيها أحدهم لصاحبه: صه .. ما فائدة الشكوى ؟ ولمن ؟ وعلى من ؟ ألا تدري أننا في زمن تبويس اللحى، وحني الرؤوس، وثني
الركب ؟
…………
أهم ملامح الكتابات الخالدة الخلاقة ، قدرتها العجيبة على التغيير ، لا تغيير بدون تحريض، ولا تحريض من دون وعي، ولا وعي دون فكر مستنير، يحمل لواءه النخبة .. البحث جار عن نخبة مستنيرة ، في طباعها الجد والزهد والتقوى وليس أمامها سوى وطن يتضرع.
هوامش ذات شأن !
[post-views]
نشر في: 22 فبراير, 2017: 09:01 م