يُعدّ جاك فرومنتال هاليفي (1799 – 1862) بين أهم مؤلفي الأوبرا الفرنسية في القرن التاسع عشر، مع دانييل أوبير (1782 – 1871) الذي اشتهر بتأليف الأوبرا الساخرة، وجاكومو مايربير (1791 – 1864). ويتحدر هاليفي ومايربير من أصل ألماني، والاثن
يُعدّ جاك فرومنتال هاليفي (1799 – 1862) بين أهم مؤلفي الأوبرا الفرنسية في القرن التاسع عشر، مع دانييل أوبير (1782 – 1871) الذي اشتهر بتأليف الأوبرا الساخرة، وجاكومو مايربير (1791 – 1864). ويتحدر هاليفي ومايربير من أصل ألماني، والاثنان يهوديان. تميّز هاليفي بموهبة فائقة منذ طفولته، ودخل كونسرفاتوار باريس الشهير وهو في التاسعة أو العاشرة وأصبح تلميذاً للموسيقي لويجي كَروبيني (1760 – 1842) الذي دعمه لاحقاً. أشهر أعماله اوبرا "اليهودية" (1835) التي لا تزال تقدم في دور الأوبرا في بعض الأحيان. وربما يعود السبب في قلة العروض إلى طولها وصعوبة أدائها والمتطلبات المسرحية العالية، كذلك حساسية موضوعها الذي يتناول التعايش بين الأديان. لكن هذه المتطلبات المسرحية العالية والمعقدة هي بالذات ما أثّرت في ريشارد فاغنر (1813 – 1883)، ودفعته إلى بلورة أفكاره الخاصة بالأوبرا والتي تعتبر هذا الفن مزيجاً لا ينفصل من النص والموسيقى والفن المسرحي، رغم ما عرف عن فاغنر من معاداة اليهود، إذ عبر عن ذلك علانية. وكان فاغنر يحمل على فيلكس مندلسون لأنه لم يهتم له. بالرغم من اعجابه بفن مندلسون، كان يأسف لأنه يتحدر من أصول يهودية رغم اعتناقه الديانة البروتستانتية، لهذا لا يعتبره ممثلاً حقيقياً للروح الألمانية، وهذا هراء.كان هاليفي مربياً كبيراً، درّس في كونسرفاتوار باريس وكان جورج بيزيه شارل غونو (وكلاهما من أفضل كتاب الأوبرا الفرنسية) وكذلك كامي سين-سانس من طلابه المعروفين. تميز بذاكرته الجيدة. يحكى أنه ذات مرة حضر حفلاً للموسيقيين عزف فيه أوبير مارشاً جميلاً من آخر مؤلفاته. بعد فترة طلب الحاضرون من هاليفي عزف شيء من أوبراه "شارل السادس" التي يعكف على تأليفها، فجلس إلى البيانو لكنه أعاد عزف مارش اوبير وسط ذهول الحاضرين، بعد سماعه مرة واحدة في تلك الامسية. أثنى عليه الجميع لأنه عزف العمل بحذافيره إلا أوبير الذي قال أن هاليفي غيّر في بعض مقاطعه، لكن التغيير أضاف إلى العمل متانة وأنه سيأخذ بتلك التغييرات.
من الطرائف المتعلقة بهاليفي، أنه ذات مرة جلس مع استاذه كَروبيني يستمعان إلى إحدى أوبرات هاليفي الذي كان يتطلع إلى كلمة أو رد فعل من استاذه دون طائل. وبعدما انتهى الفصل الثاني دون أن يقول كَروبيني شيئاً سأله هاليفي "مايسترو! ألا تقول لي شيئاً ما؟" فرد الاستاذ عليه: "حتى أنت لا تقول شيئاً، رغم أنني أستمع إليك منذ ساعتين".










