اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > يضمُّ مختلف المهن التراثية.. اختفاء معالم سوق المسقف الحلّي

يضمُّ مختلف المهن التراثية.. اختفاء معالم سوق المسقف الحلّي

نشر في: 25 فبراير, 2017: 12:01 ص

تم انشاؤه أوائل القرن السابق، إذ يقع بين محلات الحلة القديمة المهدية وجبران والجباوين الطاق، يمتد السوق لمسافة تصل لأكثر من (500) متر تعلوه صفائح مقوّسة من الجينكو تمنع حرارة الصيف وأمطار الشتاء ويتراوح عرضه بين أربعة الى خمسة أمتار وتتخلله اسواق فرع

تم انشاؤه أوائل القرن السابق، إذ يقع بين محلات الحلة القديمة المهدية وجبران والجباوين الطاق، يمتد السوق لمسافة تصل لأكثر من (500) متر تعلوه صفائح مقوّسة من الجينكو تمنع حرارة الصيف وأمطار الشتاء ويتراوح عرضه بين أربعة الى خمسة أمتار وتتخلله اسواق فرعية على جانبيه تعرف بعضها بـ (القيصريّة) وهو سوق صغير يضم العديد من المحال ويكون بطابق واحد ولاتزال في السوق آثار خانات قديمة كانت تستخدم كفنادق ودور استراحة للمسافرين.

اندثار بعض الأسواق الفرعية
الباحث في تراث الحلة د. سعد الحداد بيّن لـ(المدى): يبدأ السوق من جهة الشرق بالقرب من شط الحلة في المنطقة التي تعرف بـ(الجسر العتيك) أو سراي الشرطة القديم قريباً من شارع المكتبات القديم وينتهي عند الجنائن المعلقة في منطقة الجبل. مبيناً: أنه كان مخصصاً لتجار الحبوب والتمور والمواد الغذائية والأقمشة التي تأتي من كل مناطق المحافظة عن طريق الجمال. منوهاً: الى وجود أماكن خاصة لاستراحتها وتُدعى الخانات. لافتاً: الى سوق صغير يحاذيه من الجانب الجنوبي بني قديماً وهو ضيق يسمى بـ (سوق الغيبه) ذكره المؤرخون والرحّالة الذين زاروا مدينة الحلة واقترن اسمه بمقام الإمام المهدي.
وأضاف الحداد: في السوق مئات المحال الكبيرة والصغيرة وعشرات الأسواق المتفرعة منه، وهي أسواق الخضار والبزازين والهرج وكارتات الموبايل والقصابين والبقالين والخفافين والحدادين وسوق النجارين وسوق الصاغة والصفارين. منوهاً: الى اختفاء اسواق مثل القصابين والباقليين والجلدجية، إذ حلّت محلها محال لبيع الاقمشة والساعات والهدايا بكافة أنواعها. لافتاً: الى أن السوق المسقف لعب دوراً مهماً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بمدينة الحلة لعشرات السنين كونه يضم محالاً لبيع البضائع بمختلف أنواعها بسعر الجملة.

المحافظة على الإرث الحلّي
وقال الصحافي والباحث محمد هادي لـ(المدى): إن سوق الحلة الكبير، يعتبر عنواناً من عنوانين الحلة البارزة، وهو العمود الفقري للمدينة. موضحاً: كان في السوق العديد من من مسابك التمور وصناعة الدبس والراشي والدهن الحر التي كانت تتميز بها مدينة الحلة. مردفاً: الا انها انتقلت بداية الثمانينيات الى الحي الصناعي في حي نادر طريق حلة - ديوانية.
وأضاف هادي: أن سوق الحلة الكبير يحتاج اليوم للمحافظة على ابنيته القديمة ومنع أي تعديلات وبناء على محلاته القديمة، لانه يعتبر إرثاً حلّياً. داعياً: الى الاعتناء به وترميم المحال والبيوتات القديمة والخانات والمراقد الموجودة على جانبي السوق. موضحاً: أن السوق يعاني من تغييرات كثيرة  دون وجود أي رادع متناسين أن السوق هو مركز الحلة التجاري والاقتصادي.
فيما بيّن الباحث والكاتب حسام الشلاه لـ(المدى): أن سوق المسقف الكبير، عنوان بارز لمدينة الحلة وهو أحد رموزها التراثية. عاداً إياه  معلماً من معالم مدينة الحلة، ومزاراً مهماً لأهلها منذ عشرات السنين. منوهاً: أنه وفّر ما تحتاجه العائلة الحليّة من مختلف المواد الأولية. مسترسلاً: يقول المسنّون من أهالي الحلة والقدماء من سكنته، بأن نشأة هذا السوق تبدأ منذ نشأة تاريخ المدينة والتي عرفت بأن مؤسسها هو صدقة بن مزيد عام 495 للهجرة ومنذ ذلك التاريخ ليومنا في منطقة الغيبة القريبة من موقع السوق الحالي. موضحاً: أن الكثير من الاواق الفرعية والمهن اختفت بسبب التطور الصناعي والمستورد.

مهن اندثرت وأخرى بطريقها
لأصحاب المهن في سوق الحلة الكبير، ذكريات تمتد لسنين طويلة زاخرة بالأحداث، ومنهم الصفار حامد محمد جاسم الذي بيّن لـ(المدى) ورثت المهنة عن أبي الذي علمها له جدي وتعلمت كل أسرارها. مضيفاً: انها مهنة صعبة وتحتاج لجهد عضلي كبير، وكانت مرغوبة جداً. مبدياً أسفه على اندثارها بسبب هجرة العاملين لها لإيجاد بدائل عنها، كالفافون والبلاستك ومادة الاستيل وارتفاع اسعار مادة الصفر. موضحاً: أنه فتح محلاً لبيع المواد التراثية القديمة كي يبقى مرتبطاً بمهنته التي تعد مصدر كسب قوته.
فيما بيّن الحداد رزاق عبيد زغير لـ(المدى) كان سوق الحدادين واحداً من الأسواق الفرعية المعروفة من السوق الكبير الذي يضم العشرات من محال المهتمين بصناعة الأدوات التي تدخل في الزراعة والحاجات البيتية مثل الفؤوس والمناجل والمساحي والمناخل والتي يحتاجها الفلاحون. مردفاً: الا انه في الوقت الحالي توقفت بسبب غزو البضاعة الصينية.
 الحاج كاظم علي، بيّن أن سوق الحلة الكبير يعد المركز التجاري الاول في المحافظة لعشرات السنين. مستدركاً: إلا أنه وبعد الانفتاح الاقتصادي وعشوائية الاستيراد، ظهرت أسواق جديدة وامتدت من نهاية سوق المسقف الى الشوارع المحيطة به. مضيفاً: أن البسطيات غزت السوق وغطت أغلب مساحته مسببة الزحامات الكبيرة. عازياً سبب كثرتها الى البطالة المنتشرة في صفوف الشباب.  
 أما الموطن علي عبد الحسين، فقد طالب من خلال (المدى) جميع الجهات من الحكومة التنفيذية والتشريعية وآثار بابل وبلدية الحلة، الحفاظ على جميع الأماكن القديمة بالسوق وعدم السماح بتغيير معالمها. التي عدّها ارثاً يجب المحافظة عليه. لافتاً: الى البيوت القديمة التي تقع في أزقة السوق والتي تمتاز بالبناء القديم المزخرف بالنقوش ومنها أقدم خستخانه بالحلة تم بناؤها في عشرينيات القرن الماضي، وهي الآن اشبه بالمتروكة وتحوّلت الى معمل للنجارة، ويتطلب الآن استملاكها لتكون متحفاً حليّاً بعد اجراء الترميمات اللازمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفلام إباحية على أرصفة الباب الشرقي تتحدى الحشمة والقانون!!

السِبَح.. أسرار عميقة وأسعار مرتفعة بعضها يعادل الذهب

الجمعية الانسانية: قوانين التقاعد لم تنصفنا أبداً

(شيء لا يخطر في بالكم) أهم مكونات العطر المزيف

كل شيء عن المخدرات فـي العــراق .. أنواعها ... مصدرها.... وطرق دخولها

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram