مازالت آلية اختيار الملاكات التدريبية للمنتخبات الوطنية، تشهد جدلاً واسعاً عن حقيقة قدرتها على ضبط الأدوات التي تديرها ممثلة بلجنة المنتخبات ومن بعدها اتحاد الكرة، لتكون هي الحاكمة والمقررة بدلاً من تحويلها لغطاء تمرر من تحته رغبات واجتهادات وصفقات من يتحكم بالشأن الكروي.
ليس هناك دليلا دامغا على فشل السياقات الحالية من حدوث خلافات واتهامات وتشكيك مع كل توصية بالأسماء المرشحة التي ترفع من اللجنة المختصة الى الاتحاد وتأخذ صدى اعلامياً واسعاً بين مؤيّد ورافض لها لتتحول تدريجياً الى الشارع الكروي الذي يكون على دراية وثقة بمن سيتم اختياره حتى قبل تصويت اعضاء الاتحاد عليه.
مهمة قيادة المنتخب الاولمبي وكما هو متوقع عادت من جديد الى المدرب عبد الغني شهد، بعد أن ضمن تأييد اصوات اعضاء الاتحاد اكثر من منافسيه، إلا أن السبب الفني في تفوقه على زملائه بقي طي الكتمان، ولم يبادر الاتحاد الى شرح رؤيته المهنية وآلية المفاضلة التي اعتمدها حتى تتهاوى من بين يديه اسماء تدريبية، كباسم قاسم وايوب اوديشو وحسن احمد، وهم لايستطيعون في كل مرة من فرض سجل انجازاتهم وخبرتهم على طاولة البحث والنقاش المفترض انه قد جرى في أروقة اجتماع الاتحاد.
الحديث عن تولي شهد مسؤولية قيادة المنتخب الاولمبي، لايتعلق بالتشكيك بإمكاناته بل في تنقية قرار اختياره من عوالق وتساؤلات مشروعة اخذت تثار في الوسط الكروي تذهب الى وجود محطات فشل في مسيرته، كما هو عليه اغلب المدربين لاتمنحه امتيازاً خالصاً... وقد قدم له من الدعم والمؤازرة أكثر من غيره. إلا أنه لم يستطع تحقيق نتائج مرضية مع الاولمبي في نهائيات دورة ريو دي جانيرو 2016 اضافة الى حدوث اشكالات وتقاطعات له مع بعض افراد البعثة وعدم سيطرته على انفعالاته تستدعي التوقف عندها.. كما أن اللجنة الفنية لم تقدم تقريراً مفصلاً بمسيرة اداء المنتخب وتطوره منذ التصفيات النهائية ومدى نجاح الكادر التدريبي في وضع بصماته على الاداء الذي كان في كثير من الأوقات غير متوازن، وكاد أن يفقد بطاقة التأهل لولا فشل الفرق المنافسة في استغلال الفرص المتاحة لهم وخاصة في المواجهة الحاسمة امام المنتخب القطري...وعلى ذلك فإن الفوز أو التأهل وإن كان يمثل هدفاً آنياً ومطلباً لكنه لايمكن أن يكون مقياساً لصلاحية وملائمة الفكر التدريبي لمراحل أخرى وليس انتقاصاً من كفاءة المدرب، إنما هي قياسات فنية ومصلحة عامة تحدد شكل وطبيعة ما يناسب أهداف وطموح اعداد المنتخبات للمستقبل.
أما وجه العدالة فهو الآخر اصبح مشوهاً، بعد أن تم تكرار تجاهل باقي المرشحين والإيحاء في كل مرة إلا أنهم زجّوا لتكملة العدد ومنح ورقة الترشيح الوجه القانوني في الاجراءات المتبعة، بينما ميزان التقييم الفني يميل كثيراً باتجاه اسمائهم سواء بتحقيق الانجازات أو خبرتهم التي توزعت مع الكثير من الأندية التي اشرفوا عليها ونجحوا في قيادتها دون التحدد بمهمة واحدة ، باسم قاسم تاريخ حافل وهو من قاد الزوراء لحصد لقب الدوري ثم وضع القوة الجوية على منصة التتويج الآسيوي كأول انجاز لنادٍ عراقي منذ سنوات طويلة، لكن سر استمرار تجاهله وتعرضه للظلم هو لغز حيّر الكثير من المتابعين..!
باختصار.. أن الالتزام بوضع سياقات مهنية مجردة من الضغوط والإملاءات في فرض أسماء معينة لتولي مهمة قيادة المنتخبات الوطنية تعتمد على معايير ثابتة ومحددة، يجري إعدادها من قبل مختصين وخبراء ولاتستند الى السيرة الذاتية أو الإنجازات فقط بل تتعداها نحو دراسة وتحليل الشخصية والفكر والنهج الخططي ومدى ملائمته لهدف المهمة المرشح لها هي الوسيلة الأكثر ضماناً في الوصول الى القرار الصحيح، دون اجتهاد أو انتقاص من الاتحاد ولجانه الشكلية أو حتى المرشحين ومن تم اختياره.
قيادة الأولمبي...لاتغيير .!!
[post-views]
نشر في: 24 فبراير, 2017: 09:01 م