TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > سعاد الهرمزي.. وذكرياته

سعاد الهرمزي.. وذكرياته

نشر في: 14 فبراير, 2010: 05:42 م

عصام الخطاطالاذاعي العراقي سعاد الهرمزي من الاذاعيين الاوائل في البلد مضى عليه في العمل الاذاعي اكثـر من ثلاثين عاما، وهو من ادق الا ذاعيين ضصياغة ونطقاً، في البدء نسأله عن الملامح الاساسية التي يتشكل منها الفن الاذاعي الذي تحمل مسؤوليته خلال ثلاثين عاما فيجيب قائلاً: *ان الفن الاذاعي اشبه بلوحة متكاملة فنيا، ليست اللوحة وحدها، بل الاطار معها ايضا،
وان اعظم برنامج اذاعي ممكن ان يخفق بسبب صوت غير مؤهل.. او اصوات غير مؤهلة، كما تستطيع موسيقى غير متجانسة ان تؤدي الى فشل برنامج جيد، ومن ناحية اخرى فان اعظم صوت اذاعي لا يستطيع ان يرفع من شأن برنامج تافه المضمون، وان البرنامج الاذاعي الناجح هو الذي يجمع بين الصوت المعبر.والموسيقى المعبرة والنص المكتمل المضمون. *لقد اتاحت ظروف السيد سعاد الهرمزي، بحكم موقعه الاذاعي المتقدم، الفرص العديدة في الالتقاء بنخبة من كبار الفنانين العرب، ونسأله عن هذه الفرص وانطباعاتها عنها فيقول: لقد شببت على حب المذياع، ف عشقت الموسيقى والغناء ثمة صوتان لعبا دورا كبيرا في صقل احساس الموسيقى والغنائي، هما: الموسيقار محمد عبد الوهاب والسيدة ام كلثوم ، بل ان هذا الدور دفعني الى تعلم العزف على عدد من الالات الموسيقية بينها العود، كما تعرفت على المقامات الشرقية كلها، الموسيقار عبد الوهاب علمني ان اكون قادرا على التمييز بين الاصوات، وتقييمها علميا، وام كلثوم علمتني ان اصغي جيدا وباحترام. *لقد تعرفت على الموسيقار عبد الوهاب في عام 1959 وكنت متهيبا مقابلته في مسكنه بحي الزمالك في القاهرة ، لكن طلعة عبد الوهاب الباشة، ازالت عني التهيب، وعبد الوهاب ودود متواضع مؤدب، ويصل ادبه الى الحد الذي يجعله يختار كلماته بدقة متناهية. قلت لموسيقار الجيل: يتصور الناس ان اغاني عبد الوهاب القديكة اكثر التصاقا بنفوسهم، فيجيبني ان عبد الوهاب الان هو امتداد لعبد الوهاب القديم الذي تتحدث عنه فهل تقصد الملحن ام الصوت؟ الملحن هو نفسه ، لكن الصوت تغير، اليس هذا طبيعيا؟ كيف تريد مني ان احتفظ بصوتي القديم؟ اليس هذا الذي تريده، هو ضد طبيعة الاشياء؟ *ويضيف السيد الهرمزي: ثم حدثني عبد الوهاب عن نفسه في (الليل لما خلي) ونفسه في (اسمح وقوللي يانور العين) وصورة كبيرة من فيلم (يحيا الحب) تصر السيدة نهلة القدسي زوجة الموسيقار عبد الوهاب ، على وضعها في صدر غرفة الاستقبال، كما حدثني عن سيد درويش ، وانه تاثر به واستمع اليه طويلا، ولا يعترض ابدا لو قيل عنه، انه امتداد للسيد درويش. *وينتقل السيد الهرمزي للحديث عن الفنان الكبير رياض السنباطي ، حيث يقول: هذا الفنان لا وقت له حقيقة ، هو خليط من تناقضات غريبة، انه يلحن قصيدة (نهج البردة) في ساعتين ويلحن قصيدة (الاطلال) في ثلاثة اعوام ، قابلته وبعد ان اجلسني على كرسي هزاز قال: ما الذي تعرفه عني ان القادم من بغداد؟ قلت له: كنت اتمنى ان يكون سؤالك : ما الذي لا تعرفه عني؟ ثم حدثته عن اغنية (على بلد المحبوب وديني). بصوته فنفى ذلك، فاسمعته الشريط بصوته، فسألني الفنان السنباطي عن مصدر الشريط ، فقلت: هذا سر المهنة! يمضي وقت طويل قبل ان يظهر فنان كبير، وموهوب على شاكلة فريد الاطرش، ويقول السيد سعاد: عرفت فريد الاطرش في عام 1962 بالقاهرة، واول ما لفت نظري فيه، ادبه الجم ورقته وتواضعه الشديد، حيث بادرني قائلا: انك قادم من بغداد..فاهلا بك. *وعندما سأله السيد الهرمزي عن الاوقات التي يضع فيها الحانه، كان رده انه يلحن وهو سهران، او وهو خارج. او وهو مسافر، ولقد وضع لحن اغنية (اول همسة) وهو يشاهد فيلما باحدى دور العرض، ولحن اغنية (يازهرة في خيالي) وهو في القطار من القاهرة الى الاسكندرية ان الوقت عنده ليس مشكلة، وقال من مبادئ العزف، انه تعلمها من والدته، ثم درس العود في المعهد العالي للموسيقى العربية، وتأثر بالاساتذة (القصبجي، السنباطي، عبد الوهاب) ومع هذا ينطوي عزفه على خاصية ذاتية ربما لا تجد لها شبيها عند كل العازفين العرب! وعندما سأله السيد الهرمزي عن رأيه بعبد الوهاب قال: ان عبد الوهاب هو استاذنا جميعا، ونكون مكابرين لو قلنا خلاف ذلك.. ان عبد الوهاب كان له الفضل الاكبر في اغناء الموسيقى العربية وتطويرها ونشرها على اوسع نطاق، وعبد الوهاب صوتا وتلحينا واداء، لا نظير له في الوطن العربي. *ولما سأل الاطرش عن عدم تعاونه مع أم كلثوم قال: لماذا لايسأل عبد الوهاب السؤال نفسه؟ (الف باء: لحن عبد الوهاب لأم كلثوم فيما بعد عدة الحان)، ومع ذلك قد تفاتحني ام كلثوم يوما ما بهذا الخصوص، (الف باء): رحل الموسيقار الاطرش ولم يلحن للسيدة ام كلثوم التي رحلت بعده باربعين يوما، ويضيف السيد الهرمزي: ولم ار فريد الاطرش بعد هذا اللقاء الا في عام 1970، ببيروت. *وبخصوص السيدة ام كلثوم يقول المذيع الهرمزي: حصلت منها على موعد في الساعة السابعة من مساء يوم 27 كانون الثاني ، من عام 1965 بعد ان شاهدتها على المسرح، ومع ذلك لماذهب اليها في الموعد المحدد. لأني كنت اتهيب الوقوف امام هذه المطربة المعجزة. ففات الموعد، ورحلت المطربة العظيمة، وخسرت انا لقاء تاريخيا كبيرا. مجلة الاذاعة والتلفزيون 1972

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram