اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > استعان العثماني بصانعي "بيغ بن" الانكليزية ..القشلة التركية تشهد احداث مثير

استعان العثماني بصانعي "بيغ بن" الانكليزية ..القشلة التركية تشهد احداث مثير

نشر في: 14 فبراير, 2010: 05:52 م

"القشلة" كلمة اصلها تركية وتعني بالمفهوم العسكري الثكنة التي يتجمع فيها الجند.. و"القشلة" العثمانية القائمة في بغداد حتى تاريخنا المعاصر ليست مبنى حجريا وحسب، انما هي رمز قديم من الرموز التي تحكي او تسرد حقبات سياسية مهمة في التاريخ العراقي القديم، ولما يزيد على المئة والعشرين عاما.
قبل قرن ونيف من الزمن كانت"القشلة"، حاشدة بجنود الاحتلال العثماني الذين تحكموا ببلاد المشرق العربي قاطبة على مدى خمسة قرون، وتسميتها مرة اخرى وباللغة التركية ايضا مشتقة من كلمة "قشلاق" وهي تعني مشتى الجنود الذين يرتاحون فيه طوال شهور فصل الشتاء استعدادا للقتال في فصلي الربيع والصيف، حيث تكون ظروف المعارك احسن وافضل. وبالعودة الى التاريخ يتبين لنا ان ان الوالي العثماني "نامق باشا" بنى هذه "القشلة" عام 1861 ولكن البناء لم يكتمل كما يجب فجاء الوالي العثماني الثاني مدحت باشا عام 1871 ، وانجز ما اخفق فيه الوالي الاول، وقد جاء البناء نموذجا للطراز العثماني العسكري الذي كان سائدا، انذاك. وقد امتاز المبنى بمتانته وحصانته، وضم مجموعة مع الغرف القائمة في الطابق الارضي تقوم فوقها مجموعة مشابهة من الغرف حيث تشكل طابقاً ثانيا، وقد خصصت اغلب هذه الغرف لاستراحة الجنود ورقادهم، اما مجموع الغرف فهي تشكل اضلاعا متعامدة طول ضلعها من الجهة الشرقية 182 متراً يتوسط هذا الضلع البوابة الرئيسة المكونة من مصراعين من الحديد المزدان بمسامير حديدية موزعة انتظام، وقد شاع استخدام هذا النوع من الابواب الضخمة في بناء مداخل المباني العسكرية والمدنية في تلك الفترة الزمنية الغابرة اما ضلعها الشمالي فكانن عرضه 15 متراً في حين بلغ الضلع الجنوبي 60 متراً واحتوى على مدخل اخر للمبنى بالمواصفات نفسها للمدخل الرئيسي. وكانت مداخل المبنى تغلق عند الليل ويحرسها الجنود العثمانيون، اما جانبها الغربي فكان يحاذي نهر دجلة ويفصله عن سور مشبك الضلع من الحديد تزيد من ترابطه دعامات بنيت من الاجر، واحتوى السور على مقر هرمي جميل الشكل. rnحماية السلطة  وانت تحاذي المبنى من الخارج تستوقفك الدعامة المستطيلة الشكل الضخمة التي توزعت على مسافات متساوية وقد اندمجت مع جدارها الخارجي، ولاتخلو جدرانها الداخلية بالطبع من دعامات لا تقل سماكة عن سابقتها وقد اندمجت ايضا مع الجدران الداخلية والملاحظ ان المبنى قد خلا من استخدامات الحديد ومشتقاته، فالحديد لم يكن قد عرف في تلك الحقبة من الزمن لذلك استخدم الطابوق والجص في انجاز البناء فكانت السقوف معقودة بشكل دائري اضفى على المبنى جمالية معمارية نفتقدها اليوم في مبانينا الحديثة. وحينما تولى الحكم الوالي العثماني مدحت باشا واكمل البناء امر ببناء طابق ثان للمبنى مكون من مجموعة من الغرف تطل على رواق سقف مسطح يشرف على الساحة الداخلية وبشكل نصف دائري. لاشك ان حماية الجند تعني حماية السلطة واختيار هذا الطراز يقف وراءه هدف تحقيق حماية السلطة العثمانية من الاهالي وثورتهم. اما عملية ايقاظ الجند فهي مهمة شاقة تشغل تفكير الوالي العثماني مدحت باشا، فاشاروا عليه بوضع ساعة "دقاقة" في الساحة الوسطية للمبنى تدق كل ساعة من الزمن لتوقظ الجنود، فامر ببناء برج لها بلغ ارتفاعه 30 مترا وبقاعدة مربعة طول ضلعها اربعمئة امتار، ولها سلم من داخل البرج. وكان الوالي مدحت باشا قد اجرى اتصالاته مع شركة انكليزية بهدف صنع ساعة دقاقة فكانت الشركة نفسها التي صنعت ساعة بيغ بن الساعة اللندنية الشهيرة وما ان حل عام 1871 حتى اتمت ساعة القشلة، وتم نصبها فوق البرج فكانت ساعة القشلة اول ساعة برجية دقاقة يعرفها اهالي بغداد وغالبا ما كانوا يتجمهرون خلف المبنى بسماع دقاتها ومشاهدة عقربيها الكبيرين. وحينما دخل الاحتلال الانكليزي الى بغداد عام 1921 بقيادة، "مود" بحث الانكليز عن اعلى برج في بغداد ليرفعوا عليه العلم البريطاني فكان اختيارهم برج ساعة القشلة، وجرى احتفال بالمناسبة حضره القادة العسكريون فيما شهد المبنى نفسه انزال العلم البريطاني فيما بعد واخراج جنود الاحتلال البريطانيين ، ويذكر ان الانكليز وضعوا اسهما لتحديد اتجاه الريح كما رفعوا تمثالا صغيرا فوق الاسهم لقائدهم الكولونيل "لجمن" اما اسهم اتجاهات الريح فما زالت باقية حتى اليوم لكن التمثال انزله العراقيون بعد ثورة عام 1958. rnالملك..في القشلة وفي صبيحة اليوم الثالث والعشرين من شهر اب (اغسطس) من عام 1921 كانت القشلة تفتح ابوابها ليوم مشهود حضره الاعيان وممثلو الحكومة البريطانية  في العراق، انه حفل لتتويج الملك فيصل الاول اول ملك على العراق وكان من بين الحضور السيد عبد الرحمن محمد عارف البياتي صاحب اول مؤسسة فوتوغرافية اهلية في بغداد، وعبر عدسته سجل تلك اللحظة التاريخية من حياة الشعب العراقي. استخدم المبنى فيما بعد كمقر للحكومة العراقية حيث مارس فيه اهل السلطة ادارة شؤون البلاد الادارية والسياسية وكثيرا ما كانت تعقد فيه الاجتماعات السياسية المهمة وخلال العقود الماضية حاولت جهات عديدة صيانة هذا المبنى من اجل الحفاظ عليه من الطوارئ الطبيعي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram