14لِنُشِدْ برغبات أرواحنالِنُشدْ برغبات أرواحنا وإن كانت وسطَ سوء العالموأوبئتِه الروحية. مؤسفٌ أنّ هناك مَنْ سعادتُهم في انكسارنا، علما بأنّا بعضُ الجحفل الذييُدير الحياةَ لهم ويفتح الطرُق. ماذا نفعل وابتهاجُهم في رؤية أشجارِنا ساقطةً في الطريق؟لكن

14

لِنُشِدْ برغبات أرواحنا
لِنُشدْ برغبات أرواحنا وإن كانت وسطَ سوء العالم
وأوبئتِه الروحية. مؤسفٌ أنّ هناك مَنْ سعادتُهم في انكسارنا، علما بأنّا بعضُ الجحفل الذي
يُدير الحياةَ لهم ويفتح الطرُق.
ماذا نفعل وابتهاجُهم في رؤية أشجارِنا ساقطةً في الطريق؟
لكن هكذا سارت الحياة منذ قرون. مع ذلك
قطعتْ أشواطاً كبيرةً وأقامت مَعالم انتصاراتٍ في كل مكان.
وظلت الجسومُ المتعَبة تترك
أفراحاً وقصائد في أشدّ الأمكنة قتاماً.
الآخرون ليسوا أقلَّ تعباً لكنهم ارتضوا،
او ائتلفوا وسوءَ العالم.
قتالٌ يومي من أجل الربح وينامون على فُرُشٍ
مُشَمْئِزة، فيها شيء باهتٌ مما في الصحارى البعيدة.
لستِ الضحيةَ الوحيدة للحلم، فلنأسَ للآخرين
ولنُشِدْ برغباتِ أرواحنا.
لكننا ياعزيزتي، بعيداً عن التوصيات،
بعيدا عن الشعارات التي قد نحبها او لا نحب،
لن نستطيع تحقيقَ أماني كبيرةً مثل هذه،
لا نستطيع أن نُوجِدَ عالماً نظيفاً ونخلّصَ
الحياة من سيئاتها، ومن الوحوش المتزايدة فيها،
ومن السيئين الجوالين في كل البقاع.
لن نستطيع عمل هذا وحدنا.
يمكن أن نحلم منفردين ، لكن لن نستطيع تحقيق أحلامنا إلا جموعاً،
إلا بعملٍ ضخم هائل مشتركٍ من جميع الناس، جميعِ المدن، جميع القرى.
لكننا ايضا لا نستهين بعملكِ او بعمله فرداً
شجرةٌ صغيرةٌ تطلع جديدةً هي ميلادُ حياةٍ جديدة.
هي علامةُ انتصار.
هي ابتسامةُ امتنان لكِ ولنا وللعالم
هي تقول شكراً أطلعتِني للضوء!

حبيبتُكَ تنتظر
نحن نفنى في كلِّ حال،
نفنى ونحن ننمو ونفنى
ونحن نزرع أو نوقد أو نقتلُ أو نضحّي.
كيف إذن نحيا؟
ليس غير أن نتعلّمَ الحبَّ،
الحبَّ بأقصى ما يمكن
و أوسع
و أشمل
و أكثرَ اعتناقاً،
أشدَّ تماسّاً حقيقياً مع أبعد الخلايا
في صاحبك
أو حبيبتك
أو الفكرِ الذي أحببتَه لعبور النار إلى الفردوس.
كن راقصاً في الأغنية
وكن رياضيّاً مروِّضاً في العمل
والكتابةِ والتقبيل.
وفي الحب، سَمِّ الزهورَ بأسمائها
وليكن ارتعاشُكَ
وارتعاشاتُ حبيبتك
حقلاً ربيعياً واحداً وأنجماً ملونةً وعصافير.
الموسيقى تحتفلُ بالنصر
النصرِ على العزلة
والنصرِ على الاكتئاب البارد
والنصرِ على الأنا الكارهة والتي لا تَرى.
حتى الآن،
هل عرفتَ الاتحادَ مع الحب
التوغّلَ الأبعد، الأبعد،
الأبعدَ أكثر حتى لا تُرى؟
حسناً، أجملُ شمس!
سترى، ستحسُّ، ستتنفسُ
ستعيشُ أفضلَ مما كان.
إجعلْ من  تراب الموتِ
سماداً، حوِّلْهُ حياةً،
لأفكارك
وأزهارِكَ الجديدة.
وأبدل قميصّك بآخرَ ملونٍ
وأسرعْ
حبيبتُكَ تنتظر
لا تلتفت، قبِّلها قبل دخول المحطة
القطارُ ينتظر
ستصلان الحياةَ التي وصفَتْها الأساطير!

متعة لابــدَّ منها!
أحس أنّ لديَّ القوة لحراستكِ من السأم،
من أحزان الليل القفْر،
من ألمِكِ وصمتكِ، ومن الخوف يفاجؤك.
مهنتي، من أجل فرادتِكِ، ان أحرّض الحياةَ،
ان التصق بحشودها،
ونأتي جميعا رافعين رايات الحب الشامل
والشرفَ الانساني
نعلنُ الأصرارَ على العيش معاً فوق هذا الكوكب
وعلى بقائك بيننا بجمالك البهيج
وبالربيع المحارَب والمحاصَر، فيك سنين
وهو يصرُّ على الازدهار
غير مبالٍ بشرور النوء ولؤم العاصفة.
أنا أعلم بما تخفين
وأعلم ان ليالي طويلةً لا تستطيعين النومَ فيها
وأعلمُ ان صبراً قاسياً يلجم كلَّ شيء حواليك.
لكني اعلم ايضا انك تتفجرين اشواقاً ذهبية
لدى أوّلِ كلمةِ حب وأول وعدٍ برؤية الأجمل،
وان ضحكتَكِ الهادئةَ كبزوغ فجر،
تنشر السلامَ في العالم.
كم أُريد ان أكون حارساً للحياة،
واحداً من فناراتها المشتعلة،
لأحمي، ضمن ما أحميه وأذود عنهُ، كبرياءك المخملية
وابتسامتَكِ الأسطوريةَ بعد التقبيل.
اللقاءُ بكِِ كل يوم متعةٌ لابدَّ منها!