اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لكل جريمة حكاية: حوادث الدهس ... وهروب الجاني من مسرح الجريمة

لكل جريمة حكاية: حوادث الدهس ... وهروب الجاني من مسرح الجريمة

نشر في: 27 فبراير, 2017: 12:01 ص

استيقظ مفزوعاً من نومه الحاج يحيى قبل اذان الفجر باكثر من ساعة تقريبا لا لشيء فقط شعر ان النوم قد فارق عينيه وان الساعات القليلة التي نامها كأنها دهرٌ أشبعه نوما وهيهات ان يداعب النوم جفونه مرة اخرى ، ذهب ليتوضأ ويصلي وجلس يقرأ القرآن حتى يحين م

استيقظ مفزوعاً من نومه الحاج يحيى قبل اذان الفجر باكثر من ساعة تقريبا لا لشيء فقط شعر ان النوم قد فارق عينيه وان الساعات القليلة التي نامها كأنها دهرٌ أشبعه نوما وهيهات ان يداعب النوم جفونه مرة
 اخرى ،
ذهب ليتوضأ ويصلي وجلس يقرأ القرآن حتى يحين موعد اذان الفجر ... لم يشأ ان يقلق زوجته فهو يعلم انها مريضة بالسكر وامراض القلب قلّما سمحت لها ان تنام نوما عميقا من فرط الآلام التي تشعر بها . ولكن زوجته قد استيقظت من نومها بعدما رأته شاحب اللون وشارد الذهن يتأملها بصعوبة من خلف نظارته الغليظة ... وبالرغم من ان يحيى قد تخطى سن التقاعد الا انه ما زال مصرّا على العمل فراتبه يكفيه في الوقت الحاضر ولكن اذا أُحيل على التقاعد فالراتب لا يكفي ثمن الادوية الشهرية التي تأخذها زوجته وابنته المعاقة ذهنيا ؟!
كان الحاج يحيى يتصرف في صباحه هذا وكأنه يكتب وصيته الاخيرة ... ارتدى ملابسه وتناول افطاره على عجل فشروده قد اضاع عليه وقتا كبيرا وقبل ان ينصرف من منزله دخل غرفة بنته المعاقة ذهنيا والقى عليها نظره الوداع وسلم على زوجته وأوصى بها على هذه البنت الوحيدة ... بعدها خرج الى عمله في نفس الطريق الذي ظل يسير عليه لاكثر من ثلاثين سنة ... حيث يستقل الدراجة الهوائية متجها بها الى المدرسة ... وعندما وصل الى مفترق طرق كان يترجل من الدراجة للعبور الى الجهة الاخرى ينظر يمينا ويسارا ويتمهل في العبور وهو بطبيعة الحال رجل بطئ الحركة نظرا لكبر سنه وعندما تأكد من خلو الشارع من السيارات هم بالعبور وفي منتصف الطريق انشقت الارض عن سيارة (كيا) تسير بسرعة جنونية من مسافة الرؤية التي رآها بها لم تمهله الوقت ليفكر في ان يسرع ليعبر الشارع او حتى يرجع الى حيث اتى وفجأة سمع الناس صوت صراخ و"بريك" قوي لسيارة الكيا متزامنا مع صوت ارتطام قوي وجد الحاج يحيى مع دراجته يطير في الهواء لاكثر من ثلاثة امتار ...
وعندما تنبه الناس كان الحاج يحيى ساقطا على الارض وسط بركة من الدماء يصارع الموت ... تجمع الناس واحاطوا بالسيارة وسائقها الذي اجبروه على النزول لكي يقبضوا عليه وقبل ان يهم احد بالاتصال بالنجدة او الاسعاف ارتدى السائق قناع البراءة والشهامة وتطوع بان ينقله في سيارته لاقرب مستشفى لعلاجه ...
وللاسف لم يتطوّع احد من المارة ان يرافقه الى المستشفى ... فقط حملوه وألقوه على الكرسي الخلفي للسيارة التي كانت خاوية من الركاب والحاج يحيى يتأوه من شدة الامه وينزف وهو يصارع الموت ! هرب السائق من مسرح الجريمة وانطلق الى حيث هداه تفكيره الاجرامي ... فبدلا من ان يسرع به لإسعافه اتجه الى احدى الطرق الزراعية المهجورة وألقاه الى جانب الطريق بعدما أخذ هويته وساعته وكل ما يملك وهرب السائق بعد ان تركه وحيدا في هذه المنطقة المهجورة يصارع الموت لوحده ! هذا ما كان في مسرح الجريمة ، اما في منزل الحاج يحيى فقد مضى وقت عودة الحاج الى منزله وهو امر غير طبيعي جعل الشك والخوف يتسربان الى كل أسرته .. بدأ القلق يسيطر على زوجته ومن فرط قلقها عليه ارتفع الضغط والسكر عندها حتى اُغمي عليها في حين حضر أبناؤه وبناته ... سؤال واحد كان يتردد اين ذهب والدهم ؟ الساعات كانت تمر بسرعة مذهله بينما لا شيء يحدث والقلق بدأ يزداد ولم يجد ابنه بُدّأ من ان يسأل عليه في مدرسته ولدى اصدقائه ولم ترح الاجابة قلبه ، بل زادته قلقا عندما اخبروه في المدرسة ان والده لم يأتِ اليوم ولم يره احد ... وفي اليوم الثاني توجه ابنه الكبير الى الطب العدلي ليجد اباه داخل احدى الثلاجات من نحو يومين بعد ان تم العثور عليه من قبل احدى الدوريات في شارع مهجور بالقرب من المزابل وهو جثة هامدة ! انتقلت الشرطة الى الطب العدلي لأخذ صورة للمتوفى... وعند معاينته من قبل الاطباء تبين ان الوفاة حدثت نتيجة تصادم فالاصابات الظاهرية في الجثة كانت عبارة عن كسر في الجمجمة ونزيف في العين وتم ايداعها من قبل الشرطة كجثة مجهولة ... الجاني لا يزال هارباً ... وعائلته تنتظر عقاب السماء !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram