خيط الشفق الوردي، مؤذناً بالزوال. معلناً احتضار يوم عصيب..
يطيب لجارتي السودانية أن تنصت لأيات من القران الكريم المرتّل عالياً، هذا ديدنها مذ سكنت في الجوار،، انصت - منصاعة مرة ومهللة مرة - بخشوع لصوت عذب يتناهى إلي من شقوق النافذة .
- وما يستوي الأعمى والبصير….
- لا ، لا يستويان .
- ولا الظلمات ولا النور …
- بالتأكيد ، لا .
- وما يستوي الأحياء والأموات…
- لا .. ما من شك .. أردّد الجواب تكراراً بهمس عال .
اواصل الإصغاء بخشوع ، حتى يبلغني الصوت العذب.
- وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟؟
- ………..
يصيبني خرس مفاجئ، وانا اتمعن طويلاً بجلالة الحكمة في ذاك التساؤل البليغ ،، لينسحب السؤال على الأشخاص والأشياء حولي ،،، فأجدني عاجزة عن النطق،
- اجيبي ،، هيا ..
- أعوذ بك اللهم .. اخشى إن أجبت أن اكفر !
- إكفري الآن ، ثم استغفري بعد ساعة، إن الله غفار الذنوب !! هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟؟
- لا ،، لا يستوون. فالذين لا (( يعلمون )) أعلى رتبة، وارفع منزلة، وأشد بأساً ممن يعلمون.
هذا هو الحال مذ هبط آدم من السموات العلى، ليستقر، ويستولي - وذريته المتصارعة على لقمة أدسم، ومتر ارحب - على شعاب الأرض.
الأسئلة..
[post-views]
نشر في: 26 فبراير, 2017: 09:01 م