زيدان الربيعيبرغم أن مباريات الدوري في الموسم الحالي لم تشهد استقرارا في الكثير من النواحي الفنية والتكتيكية والتكنيكية بسبب حالة الارتباك التي شهدتها انطلاقة الدوري اثر تداعيات أزمة اتحاد الكرة حيث أدت هذه التداعيات إلى إدخال المدربين في حيرة من أمرهم وهم لا يعرفون متى تنطلق مباريات الدوري الجديد. ورغم اعترافنا بحالة التذبذب التي تشهدها مباريات الدوري ،
إلاّ أننا نرى أن مجرد انطلاق الدوري وشعور اللاعبين والمدربين وإدارات الفرق بالمنافسة الجدية وضرورة تحقيق النتائج الجيدة والظهور بمستوى مقبول يعد أمرا جيدا، لكن هناك مستجدات برزت من صلب المباريات وأثارت العديد من التساؤلات لعل أهم هذه المستجدات هي أخطاء الحكام في الكثير من المباريات التي أدت إلى إرباك مسيرة بعض الفرق وبالتالي التأثير على نتائج الدوري. وهذه الأخطاء أنا واثق جدا أنها لم تكن متعمدة ، كما أنها لم تكن بنوايا مبيتة ، بل هي أخطاء واردة في لعبة الأخطاء لان لعبة كرة القدم هي لعبة أخطاء، على اعتبار أن الفريق "س" إذا لم يخطىء في إيصال كراته بين لاعبيه، فإن الفريق "ص" لا يمكن أن يمسك الكرة إلا في حالة واحدة وهي تحريك الكرة من منتصف الساحة بعد كل هدف يحرزه فريق "س". هذه الحقيقة تذهب بنا إلى أن الحكم العراقي يبحث عن النجاح والتألق والإشادة من قبل وسائل الإعلام والجمهور وكذلك عن رضا لاعبي ومدربي الفريقين اللذين يقود مباراتهما، وكل باحث عن النجاح والإشادة لا يتعمد الوقوع في الخطأ، لان الخطأ يسحب من نجاحاته. لذلك فأن الحكم العراقي الذي كان احد الأسباب الرئيسة في استمرار عجلة الدوري العراقي بالدوران منذ حدوث حالة التغيير ولحد الآن، لأنه قاد المباريات في ظروف استثنائية جدا واقل ما يمكن أن يقال عتها أنها صعبة حيث تعرض الحكام إلى الاعتداءات من قبل البعض من اللاعبين والمدربين والجمهور ولم تنه معاناتهم عند هذا الحد فقط ، بل أن قسما منهم تعرض للاختطاف والقسم الآخر تم تسليبه فضلا عن كثرة التهديدات التي تصلهم وهناك حوادث أخرى لا يسمح المجال للخوض فيها. لذلك ومن هذه الحقائق على الجميع أن يتعاونوا مع الحكام حتى وان اخطأوا ما دامت أخطائهم غير متعمدة وتتم بسبب ظروف المباريات وليس عن سبق الإصرار أو تصفية الحسابات، في الوقت نفسه على الحكام جميعا أن يحاولوا تطوير إمكاناتهم الفنية والبدنية حتى لا يضيعوا بأخطائهم جهود الفرق واللاعبين والإدارات وبالتالي حرق أعصاب الجماهير الرياضية خصوصا أن الظروف باتت متاحة الآن أمامهم لسببين. الأول يتعلق بالوضع الأمني الذي شهد تطورا ملحوظا وهذا التطور يساعد الحكام على الذهاب إلى الملاعب القريبة من سكناهم لكي يتدربوا ويطوروا لياقتهم البدنية، على اعتبار أن الحكم الذي تكون لياقته البدنية عالية يكون دائما قريبا من موقع الكرة وهذا القرب يساعده على اتخاذ القرار الصحيح، والعكس بالعكس، أما الحالة الثانية فهي تتعلق بكثرة الفضائيات الرياضية التي تقدم برامج تحليلية للكثير من المباريات الدوري في الدوري الأوروبي والدوريات العربية. وبالتأكيد فإن مثل هذه البرامج تسهم مساهمة فعالة في تطوير قدرات الحكام الذهنية وتجعلهم يتجنبون الأخطاء التي يقع فيها الحكام في تلك الدوريات اضافة إلى ذلك فإن القناة الرياضية العراقية تقوم بنقل مباريات الدوري وهذا النقل يوفر فرصة للحكم لكي يطلع على أخطائه حتى يتجنبها في المباريات اللاحقة. لذلك نجدد الدعوة للجميع بمساعدة الحكام في مهمتهم وأيضا بالمقابل ندعو الحكام للاجتهاد من أجل تجنب الأخطاء.
رايك وانت حر :رفقاً بالحكام
نشر في: 14 فبراير, 2010: 06:06 م