لا زلت أجد من الصعوبة تخيل ماذا سيحدث في عهد ترامب؟
 
تُعد الممثلة ايما ستون الحائزة على جائزة الأوسكار هذا العام عن دورها في فلم "لالا لاند" ،. ممثلة أمريكية من مواليد 1988، بدأ حب التمثيل لديها وهي في سن مبكرة؛ فشاركت في صغرها في العديد من ا

لا زلت أجد من الصعوبة تخيل ماذا سيحدث في عهد ترامب؟

تُعد الممثلة ايما ستون الحائزة على جائزة الأوسكار هذا العام عن دورها في فلم "لالا لاند" ،. ممثلة أمريكية من مواليد 1988، بدأ حب التمثيل لديها وهي في سن مبكرة؛ فشاركت في صغرها في العديد من المسرحيات التابعة لإحدى الفرق المسرحية؛ كما قام والداها بإرسالها للحصول على دروس خاصة في التمثيل لتنمية موهبتها.

بعد أن أنهت دراستها الثانوية؛ نجحت ستون في إقناع والديها بالسماح لها بالذهاب إلى كاليفورنيا للبحث عن فرصة أكبر في التمثيل، وبالفعل قامت بذلك وهي في سن الـ15 بصحبة والدتها.بدأت ستون مسيرتها الفنية بالاشتراك في برنامج اكتشاف المواهب عام 2004،.
تقدمت ستون لاختبارات أداء مسلسل الأبطال الخارقين ، إلا أنها لم تتمكن من الفوز بالدور، وفي عام 2007؛ نجحت في الفوز بأحد الأدوار الرئيسة في مسلسل Drive، إلا أنه تم إلغاؤه بعد 7 حلقات فقط!
شاركت ستون عام 2007 في الفيلم الكوميدي Superbad أمام النجمين الشابين مايكل سيرا وجوناه هيل، وتلته في عام 2008 بفيلمين آخرين كان عام 2009 هو نقطة الانطلاق الحقيقية لستون، حيث قدمت فيه 3 أفلام، أولها دور قصير مع النجم ماثيو ماكونهي في فيلم Ghosts of Girlfriends Past، والثاني الذي صنع شهرتها Zombieland مع النجمين وودي هارلسون وجيسي أيزنبيرج، الأخير هو Paper Man مع النجمين جيف دانييلز ورايان رينولدز.في عام 2010؛ قدّمت ستون أولى أفلام بطولتها المطلقة ؛ الذي حقق نجاحًا كبيرًا وقت عرضه، ونالت عنه ستون ترشيحًا لجائزة الجولدن جلوب، وفي العام التالي؛ كانت لها تجربة أخرى مشتركة ناجحة وهي Crazy, Stupid, Love مع النجوم ستيف كاريل وجوليان مور ورايان جوزلينج
هذه المقابلة أُجريت معها قبل اعلان نتائج جوائز الأوسكار لهذا العام
اخترنا لإجراء المقابلة المكان المفضل لايما ستون لتناول اكلة السوشي في احد مطاعم لوس انجليس البسيطة  بعد أن حصلت بالكاد على مقعد، بدأت تحدثني عن متاعبها  مع آلام الحجاب الحاجز. "أنا محرومة من  الأطعمة الغنية بالتوابل". والسبب ، يعود الى مشاكل في  المعدة شخصت عندها منذ الولادة "انا  مثل امرأة عجوز في هيئة سيدة شابة".
التقيت للمرة الأولى بايما ستون لما يقرب من 11 دقيقة، ولكن بدا الأمر وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن بعيد الأصدقاء القدامى.وهي دمثة وسهلة المعشر بشكل لا يصدق  مما يجعلك  تنسى تماما  أنها نجمة سينمائية على الإطلاق.
وكثيرا ما تجعلك تتذكر نجمتها المفضلة الممثلة  ديان كيتون، فهما متشابهتان في الشكل الجميل، والابتسامة الرائعة وخفة الدم، ولكن في تركيبة ستون هناك الكثير  من خفة الظل الساخرة والقدرة على لفت الانتباه و الحماس في التمثيل مما ابعدها عن ان تكون ممثلة مملة، ولديها ايضا الكثير من القواسم المشتركة مع بطل مفضل آخر لديها وهو النجم توم هانكس.
تعيش ايما ستون في نيويورك. وقد خففت من مشاعرها تجاه لوس انجلس مؤخرا ، والتي وصفتها ذات مرة واحدة بانها بمثابة الوطن لها ، ولكن لم تتحمل البقاء فيها . "انا  أتصور انها تشبه العاصمة واشنطن  "حيث تكون محاطا بكل هؤلاء الناس الذين يحصلون على مناصب حكومية او يفقدونها  ، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفكر فيه اوتتحدث عنه." في نيو يويورك،تستطيع ان تحضر العروض المسرحية أو   تشاهد الأفلام السينمائية  مع حلقة من الأصدقاء في مقدمتهم الممثلة  جنيفر لورانس. "نحن نذهب في رحلات معا، ونمضي أوقاتاً في منازل بعضنا البعض".
عندما التقيت بها ، كانت في لوس انجليس حيث يتنافس فلمها الرائع "لا لا لاند"  على 14 من جوائز الأوسكار هذا العام ، بما في ذلك جائزة أفضل ممثلة لايما ستون.
وقد فازت من قبل بجائزة أفضل ممثلة في جوائز البافتا هذا الشهر عن دورها في الفيلم ذاته.بالنسبة لأولئك الذين لم يشاهدوا فلم  "لا لا لاند" حتى الآن ، فإنه فلم موسيقي  ، آسر في حلاوته ، عن اثنين من الحالمين بهوليوود – ايما ستون كممثلة مكافحة، وريان جوسلينج كرئيس فرقة لموسيقى الجاز مع أحلامه بأن يفتح ناديه الخاص - يقعان في الحب بينما كانوا يرقصون ويغنون في لوس انجلس. يعرض الفلم صورة  رومانسية للمدينة
عندما يُذكَر حفل توزيع جوائز الأوسكار،   تقول عنه، "أنا أحاول عدم التفكير به" – مزاجها يتجه نحو الانتقاص من الذات، وليس اعلاء شأنها  تردد النكات، ولا تتبجح. "أنا اركز  فقط على ما نجحت في القيام به في لحظة معينة ، وليس بالضرورة الى اين سيؤدي هذا النجاح".
هناك شيء آخر حاولت ان تتجنب الحديث عنه ولكنها فشلت ،. فايما ستون كانت من مؤيدي هيلاري كلينتون وقد اغاضها فوز دونالد ترامب. "انا لا زلت اجد من الصعوبة تخيل  ما سيحدث بعد ذلك، أو ما يجب القيام به"، كما تقول. "لا أستطيع التوقف عن التفكير بالضعفاء الذين  يتم تجاهلهم وتركهم جانبا – ويتم تهميشهم بشكل أكبر مما كانوا عليه بالفعل منذ مئات السنين - وكيف ان هذا الكوكب سوف يموت دون مساعدتنا. ".
يساعد شرب "هل تريد أجل؟" تتساءل. نحصل على زجاجة وحجر يصب لي كأساً، في العرف الياباني. أعود لصالح، وذكر أن ناقشت مرة واحدة هذا شيء من آداب مع رئيس الطباخين في طوكيو، الذي شبه ملء كوب واحد نفسه للاستمناء العام.
أنهت ستون مؤخراً عامها الثامن والعشرين ، لكنها مثّلت لأول مرة عندما كانت في السادسة من العمر  ، في حفلة موسيقية في المدرسة .
كانت طفولتها مريحة في بعض النواحي، ومضطربة في نواحٍ أخرى. كانت فتاة عصبية للغاية، وعرضة لنوبات من الهلع. "كان  دماغي  يقوم بتكبير سيناريو أسوأ الحالات 30 مرة. "عندما كان عمري نحو 7 سنوات، كنت مقتنعة ان  منزلنا كان يحترق. لم تكن هلوسة، مجرد ضيق في صدري، وشعور بانني  لم اعد أتمكن من التنفس، وكأن العالم على وشك الفناء. وكانت هناك الكثير من المواقف  من هذا القبيل، ولكن كان قلقي مستمراً. كنت أرغب دائما في أن أسأل أمي مئة مرة كيف سيكون اليوم   رائعا ام لا ؟ كان القلق يساورني على الدوام من كل شيء مما أضطر اليها للذهاب بها الى الطبيب. "وساعدني ذلك كثيرا "، كما تقول "وألّفت  كتاباً بعنوان "أنا أكبر من   قلقي" ولا زلت احتفظ به الى الآن  : ورسمت وحشاً أخضر صغيرا على كتفي ليذكرني دائما بأن كل هذه الأشياء ليست صحيحة. وفي كل مرة أستمع إليه ، فإنه يصبح أكبر. إذا استمعت  اليه ،سوف يسحقني ،  ولكن إذا اشحت  برأسي عنه واستمريت  في فعل ذلك – عدم السماح له بالتحدث معي، و لا أعطيه الاهتمام الذي يستحقه  - فانه  سينكمش ويتلاشى ".
ثم اكتشفت طريقة أخرى لتقزيم  ذلك الوحش، وهو التمثيل  اي  تكريس نفسها لعالم مختلق  من أجل تخليص عقلها من العالم الحقيقي. "لقد بدأت التمثيل في   مسرح الشباب، والقيام بادوار الكوميديا"، "يجب عليك أن تحسن من ادائك   ، وهذا أمر مناقض للقلق." وقالت إنها بدأت التدريب على التمثيل مع مدرب كانت له بعض الصلات مع  نجوم هوليوود مما ساعد ايما ستون . ودفعها ان تخبر والديها حين كانت تبلغ  من العمر 14 عاما،   انها تريد ان تترك المدرسة الثانوية، وتنتقل الى لوس انجليس وتبذل قصارى جهدها ، لأن تصبح ممثلة محترفة.
قرّرا السماح لها وإعطاءها  الفرصة بالتمثيل ، وفي كانون الثاني عام 2004، انتقلت ستون مع والدتها للعيش في شقة الى الجنوب من هوليوود. كانت هذه الخطوة مؤقتة ظاهرياً، وتقول ستون "، كانت كما لو ،" كنا ذاهبين إلى هناك بشكل مؤقت ، وليس الى الابد "تدربت لمدة ثلاثة أشهر، ولم احصل على أي شيء على الإطلاق، ثم توقفوا عن الارسال في طلبي." لم اكن على استعداد للاستسلام ، فحصلت على عمل  في مخبز – ورغم اني لم اكن أُمثّل  فقد كانت عندي فرصة البقاء هناك. "".فرصتها الكبيرة كانت المشاركة في فلم الرجل الطائر و فيلم كوميديا سوداء أمريكي انتج عام  2014 من إخراج أليخاندرو غونزاليز إيناريتو الذي قام بالمشاركة في كتابته وإنتاجه. الفيلم من بطولة مايكل كيتون وإيما ستون. ويجسِّد فيه  مايكل كيتون دور نجم هوليوودي كان مشهورًا منذ عقود بتجسيده شخصية رجل خارق يحاول الآن استعادة مجده من خلال مسرحية هو بطلها.وترشحت فيه ايما ستون لجائزة افضل ممثلة مساعدة في حفل الاوسكار ذلك العام وقد حصد الفلم جوائز افضل فلم وافضل مخرج وافضل سيناريو وافضل تصوير سينمائي سجّل فيلمها الاخير - لالا لاند  - الذي كتبه وأخرجه دميان شازال ، اسمه في تاريخ جوائز غولدِن غلوب "الكرة الذهبية"، بعدما أصبح هذا العمل أول فيلم يفوز بسبعٍ من هذه الجوائز.لذا لا يبدو مفاجئاً أن ينال "لالا لاند" أيضاً، الذي تدور أحداثه في لوس أنجليس، نصيباً يفوق ما يبدو وأنه حصته العادلة من الترشيحات لجوائز الأوسكار. فالعمل مرشحٌ لنيل كل جائزة في كل فئة يمكن تصورها تقريباً، بما في ذلك ترشيحه لنيل جائزتين في فئة أفضل أغنية مُعدة لفيلم سينمائي.لتصبح الحصيلة 14 ترشيحاً، تجعله يقف على قدم المساواة مع فيلميّ "أول أباوت إيف" (كل شيء عن إيف) و"تيتانيك".
 عن: صحيفة التايمز البريطانية