اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هل قلتِ نفط ؟!

هل قلتِ نفط ؟!

نشر في: 28 فبراير, 2017: 07:12 م

ali.h@almadapaper.net

يصحو النائب العراقي من النوم  ، وقبل أن يفرك عينيه ، ويأخذ فاصلاً من التثاؤب نراه يصرخ  " احذروا المؤامرة"،
بالأمس حاولتُ أن أمسك نفسي من الضحك بصوت عالٍ ، وأنا أقرأ  البيان الثوري الذي أصدرته النائبة عن دولة القانون فردوس العوادي،  وهي تحذر ترامب بأنها ستقطع له " أُذنيه " ، لو حاول مجرد محاولة أن يتصنت على ما يجري في بلاد الرافدين !
النائبة العزيزة تريدها حرباً  لاهوادة فيها  ، ضد الجنود الاميركان ، لماذا ياسيدتي ؟ لأن  الرئيس الاميركي ترمب قال إنه سيعيد إعمار العراق مُقابل النفط،  ولهذا هي تنصح ترمب بأن يهتم بشؤونه الداخلية  ، وإلّا سيتحول ائتلاف دولة القانون الى  مقاومة مسلحة  تقتنص  الاميركان في شوارع  بغداد والمحافظات  .
وتحت تأثير الفضول الصحفي الذي يرفض أن يفارقني، بحثتُ في معظم المواقع الإخبارية العالمية عن الخبر الذي يريد فيه السيد ترمب ان " يخمط "  حصة السيدة النائبة فردوس العوادي من  النفط العراقي  ، فلم أجده ، ولمتُ نفسي على جهلي باللغة السنسكريتية  ، التي قرأتْ فيها السيدة النائبة الخبر ، ونقلته الى عموم عشائر دولة القانون  !
من الغباء نفي أطماع السيد ترمب في العراق . لكن من الجهل ألا نلاحظ أن شعار نفطنا لنا أورثنا الجوع والخراب والطائفية على مدى أربعة عشر عاما ! ، ومن الغباء أيضا أن لانسأل السيدة النائبة  عن أموال النفط  وأين صرفت ، ، فالناس تريد أن تسمع حقائق لا خطباً، تريد ان تطمئن على مستقبل أبنائها لا على مستقبل أعضاء البرلمان والحكومة، ، السيدة النائبة  ، الناس ربما تصدّق  أنك ستحاربين الاميركان وتطاردينهم من شارع الى شارع ، من اجل ان يبقى النفط عراقيّاً، مثلما ستصدّق  النائب كاظم الصيادي وهو يذرف الدموع على متظاهري الكوت ، لو أخبرهم لماذا كان يشتم متظاهري ساحة التحرير ويصفهم بالخونة  ،  فياسيدتي النائبة العزيزة  الناس يعتقدون ، أن في هذه البلاد الكثير من قطّاع الطرق من سياسيين ومسؤولين سرقوا ثمار النفط  ، وخيراته قبل أن تصل إلى مستحقيها.
مَن نشر  الخراب في هذه البلاد ؟ مَن ملأ أجواء العراق  كل يوم بالسموم الطائفية والتحريض؟ من أبقى  هذا الشعب  في حالة يأس قاتل  ؟ مَن حرم العراقي من التفكير في يومه وفي مستقبله ؟ هل هي صحف وفضائيات  ترمب،   أم منصات البرلمانيين التي لم تقدِّم  لنا  سوى طبخات عديمة الطعم والرائحة  مكتوب عليها بخطّ عريض " تسوية وطنية "   
يا سيدتي  أرجوك كفى  شطارة. وفّري على العراقيين المزيد من الأسى ،  ودعكِ من المؤامرة   ، فالمؤامرة الحقيقية هي استمراركم على كراسيّ البرلمان كلّ هذه السنين  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram