يربط الموسيقي الروسي مودست بتروفيتش موسورسكي  (1839 – 1881) في حياته وموته بشهر آذار، فقد ولِدَ في 21 آذار وتوفى في 28 منه. موسورسكي هو مؤلف العمل الشهير "صور في معرض" للبيانو، وقد اشتهر العمل أكثر بعد توزيعه للأوركسترا من قبل الفرنسي موري

يربط الموسيقي الروسي مودست بتروفيتش موسورسكي  (1839 – 1881) في حياته وموته بشهر آذار، فقد ولِدَ في 21 آذار وتوفى في 28 منه. موسورسكي هو مؤلف العمل الشهير "صور في معرض" للبيانو، وقد اشتهر العمل أكثر بعد توزيعه للأوركسترا من قبل الفرنسي موريس رافيل. ورافيل ليس الوحيد الذي وزع أعمال موسورسكي، بل هناك الكثير غيره مثل ريمسكي – كورساكوف الذي وزع أو أعاد توزيع بعض أعماله كما هو الحال مع "ليلة على الجبل الأقفر" الذي اشتهر بعد توزيعه، وقلما تقدم النسخة الأصلية. وقد اشتهر أكثر بنسخة جديدة مع إعادة توزيع من قبل قائد الاوركسترا ليوبولد ستوكوفسكي في فلم والت دزني الشهير فنتازيا (1940).
كتب أول أعماله أثناء دراسته في المدرسة العسكرية، ويعود أقدم عمل له إلى تلك الفترة (في 1852، بعمر 13 سنة). التقى بورودين بعد تخرجه من المدرسة مباشرة، ثم بالاكيريف ولاحقا كيوي وريمسكي – كورساكوف ليشكلوا ما يعرف بجماعة الخمسة، الذين مثلوا التيار الروسي القومي الرومانتيكي. استقال من الجيش في العام 1858 ليتفرغ للتأليف الموسيقي. كان يكتب للبيانو فقط لحد تلك الفترة، ويقوم بالاكيريف بتوزيعها للأوركسترا. عاب عليه أصدقاؤه استعماله الخشن للهارموني، بكثير من "الأخطاء" الأكاديمية، لكن هذه "الخشونة" بالذات هي ما تعطي أعماله تميزها وخصوصيتها. مثلا رفض بالاكيريف تقديم عمل موسورسكي "ليلة على الجبل الأقفر" المذكور ودعاه إلى تصحيح الهارموني، ورفضها ثانية حتى بعد التصحيحات وطالب بتصحيحات جديدة لم يقم بها موسورسكي لاحقا، حتى قام ريمسكي – كورساكوف سنة 1886 بإعادة توزيع العمل بعد وفاة موسورسكي.
لكن أهمية موسورسكي تكمن في أعماله الأوبرالية، وفي أغاني الأطفال وسلسلة أغاني ورقصات الموت (أعاد توزيعها للأوركسترا غلازونوف وريمسكي – كورساكوف في 1882، ثم شوستاكوفيتش لاحقاً سنة 1962). أهم أوبرا هي بوريس غودونوف (1869) وخوفانتشينا (1880) التي لم يتمكن من اكمالها، فأكملها ريمسكي – كورساكوف بعد إجراء تغييرات كثيرة عليها. ثم قام شوستاكوفيتس سنة 1959 بتنقيح الأوبرا استنادا إلى النسخة الأصلية التي كتبها موسورسكي، وهي النسخة التي تقدم اليوم.
توفي موسورسكي مبكراً بعد مشاكل صحية ومعاناة طويلة مع الكحول، لكن تأثيره على مسار الموسيقى الروسية كان كبيراً، خاصة على بروكوفييف في مجال الأوبرا، وشوستاكوفيتش على العموم، خاصة في سنوات حياته الأخيرة.