اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > استغلت المناطق الشعبية ونشرت التطرّف... جوامع الموصل هل ستشيّد ما هدمته

استغلت المناطق الشعبية ونشرت التطرّف... جوامع الموصل هل ستشيّد ما هدمته

نشر في: 4 مارس, 2017: 12:01 ص

تباينت آراء سكان الموصل حول مسؤولية الجامع مما حصل ودوره المستقبلي، إذ توجّه اصابع الاتهام للجوامع بأنها أحد أسباب تمدد تنظيم داعش في المدينة، عن طريق السيطرة على عددٍ منها من قبل متطرفين استغلوا العاطفة الدينية لمرتاديها وتمكنهم من تجنيد ضعاف النفوس

تباينت آراء سكان الموصل حول مسؤولية الجامع مما حصل ودوره المستقبلي، إذ توجّه اصابع الاتهام للجوامع بأنها أحد أسباب تمدد تنظيم داعش في المدينة، عن طريق السيطرة على عددٍ منها من قبل متطرفين استغلوا العاطفة الدينية لمرتاديها وتمكنهم من تجنيد ضعاف النفوس والجهلاء وتكوين جيش يسير وراء التطرف الفكري،  بعض رجال الدين والعلماء من الذين تعرضوا للاضطهاد على يد تنظيم داعش، أكدوا أن الجوامع بريئة مما حصل، لكن المتطرفين سيطروا عليها بالتهديد وبالإرهاب، ولا بد أن يعود المسجد ليأخذ دوره في المجتمع كمؤسسة لنشر الخير والسلام والمحبة ومحاربة التطرف والغلو.

الجوامع تستغل المناطق الشعبية
 رامي عبدالله خريج جامعي ذكر لـ(المدى) نعم كان للجامع دور سلبي فيما حصل للموصل خلال السنوات السابقة حتى احتلالها من قبل تنظيم داعش. متابعاً: كانت هناك خطب تحريضية، وكان هناك اشخاص  يعتلون المنابر ويروّجون للفتنة والطائفية، أبرزهم المدعو ابو ايوب العطار وشفاء النعمة. مؤكداً: ان عملهم نشط في المناطق الشعبية حيث المستوى والوعي البسيط، الأمر الذي يساعد في انتشار دعاة الفكر المتطرف مستغلين الجهل والعاطفة.
 وشدد عبدالله على ضرورة أن يكون دور الجامع محدداً بالحديث عن الأمور الدينية فقط، ويترك الحرية للناس فيما يعتقدونه ويعتنقونه من افكار. مسترسلاً: وأن لا يفرض التدين بالقوة وعن طريق الارهاب، من يريد الدين يذهب للجامع لا يعترض عليه أحد ومن يريد العلمانية يترك له الخيار لا يحاربه أو يعترض عليه أحد. منوهاً: بدل من خُطَب تعترض على المظاهر والازياء وغيرها، عليهم أن يعلموا مرتادي الجوامع الابتعاد عن التطرف .
 واستطردا الجامعي: يجب أن نعترف بأن التطرف خرج من تحت سقوف الجوامع، فهناك غُسِلت العقول والأدمغة عبر الدروس والخطب والمحاضرات. لافتاً: الى كتب الفتنة والتحريض والفكر الشاذ. متسائلاً: لماذا لا نعترف بذلك ومن يريد أن يتجاهل فهذا شأنه، لكن على الحكومة والمجتمع أن يعي ما حصل في الموصل ومن كان السبب.

رفض الاستهزاء برجال الدين والجوامع
تذهب شريحة أخرى من اهالي الموصل، بأن للجامع دوراً مهماً في المرحلة المقبلة وما بعد داعش، إن كان من ناحية الارشاد والنصح ضد التطرف أو من ناحية التوعية، وهذا حسب مستوى خطيب أو شيخ الجامع، مثلما بيّن ذلك المواطن الموصلي ياسر حسين، يجب أن يكون دور للجامع في تثقيف الشباب بالفكر الصحيح والنصح نحو حب الآخرين وليس كرههم. مبيناً: يجب أن يظهر رجل الدين في المجتمع على انه مصلح وداعٍ للخير وأن يتقترب من الشباب ويقترب الشباب منه، حتى يفهم كل طرف الآخر وتُفتح  بينهم قنوات الحوار والتواصل وإلا ستكون هناك هوّة  كبيرة وضعف فهم كل طرف للآخر.
 وأضاف حسين:  كما علينا عدم الانجرار نحو تشويه سمعة الجوامع أو الائمة والخطباء، والاستهزاء بهم  أمر خاطئ لأن في كل دولة ومجتمع هناك دين ودور عبادة ورجال دين، وهناك احترام لهم، فلماذا لا يكون هذا الاحترام في بلد اغلبيته مسلمة مثل العراق وخصوصاً الموصل. مردفاً: نسمع دعوات للاستهزاء بالجوامع والمتدينين ورجال الدين بحجة محاربة داعش بل وتحمليهم ما حصل للموصل، وهذا أمر خاطئ، يجب أن يحدد الصح والخطأ دون خلط اأوراق.
وأوضح المواطن الموصلي: علينا  أن لا ننسى أن لجوامع الموصل وقفات ايجابية سابقاً، وبخاصة في ايقاف عمليات السلب والنهب عام 2003 واشترك الجميع حتى المسيحيين والايزيديين. مبيناً: أن ذلك يدل على مدى ثقة الاهالي بالجوامع، فهل نأتي اليوم ونتهمها بأنها كانت سبب التطرف عندئذ يكون داعش قد حقق أحد أهدافه وهو تشويه الاسلام ومؤسساته. مؤكداً: إذا كانت هناك جوامع خرج منها المتطرفون فلتحدد وتذكر اسماؤها دون تعميم.

العدالة ودور الجوامع ما بعد داعش
 في الموصل مشاهد نادرة لا تكون في مناطق أخرى، فقد تجد أن الجامع يجاور الكنيسة أو يقابلها، في مشهد تعايش بين الاديان، قبل أن يأتي داعش ويتخذ الجوامع مخابئ له نجح الى حد كبير في تشويه سمعتها.
الشيخ حسان محمد، أحد أئمة الجوامع الذين طاردهم تنظيم داعش قال لـ(المدى) هناك من الائمة والخطباء من تنظيم داعش نفسه، وهذا ليس بأمر غريب، كونه تنظيماً دينياً متطرفاً. مردفاً: فلا بد أن يكون له خطباء وأئمة يستعين بهم لنشر فكره المنحرف، فهم منحرفون عقائدياً وضالون ومعروفون لدى اهالي المدينة من خلال خطبهم التحريضية ومواضيع الفتنة التي كانوا يروّجونها بين المجتمع. مضيفاً: بعد أن احتل تنظيم داعش للمدينة، أول ما فعله هو السيطرة على جميع الجوامع، فقام بإبعاد كل إمام وخطيب عن الجوامع بل انه فرض الإقامة الجبرية على بعضهم واعتقل وعذّب الكثير واعدم عدداً منهم، فيما لا يزال مصير الكثير مجهولاً من الذين اعتقلهم التنظيم .
 وبشأن دور الجوامع في المرحلة المقبلة بيّن الشيخ محمد: أن للجوامع دوراً كبيراً في المرحلة المقبلة، يتعلق بفضح التنظيم وفكره المنحرف المتطرف. مضيفاً: وآخر أن نسمّي الأشياء والأفعال بمسمياتها دون خوف أو تستر، فلا يستطيع أحد أن يلغي الجوامع أو أن يقول ابعدوا الإسلام عن الحياة فهذا أحد أسباب نشوء المنظمات المتطرفة بحجة الدفاع عن الدين أو المذهب.

حماية رجال الدين الصالحين
واسترسل رجل الدين: يجب أن تأخذ الجوامع دورها في مهمة طرح الاسلام بشكله الصحيح، إسلام يدعو للعمل والخير وحب الوطن وحب الآخر مهما كان دينه أو انتماؤه لطالما كان مسالماً. مضيفاً: كما يجب أن يقدم المجرم للعدالة وللحكومة ولا يحق لأحد خارج إطار الأجهزة الحكومية، أن ينصب نفسه حاكماً أو أن يأخذ حق أيّ مكون أو انسان لأن ذلك سيشيع الفوضى في المجتمع.
كما أوضح الشيخ حسان، أن المطلوب من الحكومة أن تعمل على ترويج احترام المؤسسات الدينية كافة ودعم العلماء والخطباء، الذين يعملون على تثقيف المجتمع بشكل ايجابي. مشدداً: وأن يتم التعريف بالائمة الذين يدعون للإصلاح والتسامح، وعدم ترك الجوامع للمتطرفين مرة أخرى من الذين ارعبوا الناس وأرهبوهم وأرهبوا الأئمة والخطباء، فقد قتلوا قبل حزيران 2014 العديد من الخطباء لأنهم كانوا يتحدثون صراحة عن الفكر المتطرف على المنابر.

تحديد عدد الجوامع وخطب موحدة
الوقف السني في نينوى، أكد أنه وضع ضوابط صارمة للسيطرة على المؤسسات الدينية كافة ومنع السيطرة عليها من قبل أية جهة تعادي الدولة العراقية أو تحاول نشر التفرقة وبذور الفتنة، في جولة مكوكية على جوامع الموصل المحررة يعمل مدير الوقف السني في نينوى أبو بكر كنعان، على زيارتها والإطلاع عليها وتفقدها ومعرفة من كان يسيطر عليها إبان حكم داعش من الأشخاص، وحجم الدمار الذي لحق بالجوامع،
عن ذلك يقول ابو بكر لـ(المدى) بهدف السيطرة على اداء ومهام الجوامع في الموصل هناك ضوابط جديدة البناء في المستقبل ولا يكون أي شيء إلا بترخيص من قبل أوقاف نينوى، حتى عدد الجوامع في كل منطقة سيحدد ليتم السيطرة عليها. مردفاً: ولن يرتقي على المنبر إلا من كان خطيباً ومعيّناً على الملاك الدائم، وهناك خطب موحدة أو محاور للخطبة توزع من قبل الأوقاف على الجوامع، وهناك تنسيق مع القوات الأمنية والحكومة المحلية في هذا المجال. مضيفاً: أن داعش عندما احتل الموصل خرّب كل شيء، ابعد اغلب منتسبي الأوقاف عن الجوامع، واليوم من عمل مع الدواعش في الجوامع سيتم فصله واحالته الى الجهات الأمنية للتحقيق معه إن كانت عليه مؤشرات أمنية.
 وأوضح مدير الوقف السني: عمد تنظيم داعش الى نشر الفكر الاجرامي والظلامي المنحرف الذي شوّه الاسلام والجوامع والعلماء. مضيفاً: اليوم مطلوب من الجوامع والعلماء والمدرسين وكافة شرائح المجتمع، بتقديم الاسلام الصحيح وفضح الفكر المتطرف الذي روّج له داعش. مؤكداً: أن جرائم داعش بحق الجوامع كبيرة جداً، فهو لم يجعل لها حرمة، فشوّه سمعتها وهذه اكبر جريمة، وفجّر جوامع قيّمة وأثرية وتأريخية، فعل كل شيء لا يوصف. مبيناً: انه فجر وهدم 37 جامعاً، وهناك جوامع قام بعمل فتحات في جدرانها، وقام بتخريب المخطوطات والمنابر والنقوش الأثرية، لم يبق أي شيء تأريخي في الموصل، وهذا التنظيم أجرم بحق كل شيء، الجوامع والانسان وحتى الحيوان والحجارة.

ضحايا الجوامع والتطرف
  وبشأن الدور الحكومي وكيفية التعامل مع هذا الملف المهم والحيوي، دعا محافظ نينوى نوفل السلطان، الى توحيد الخطاب الديني للجوامع والأئمة والخطباء في المحافظة وقال لـ(المدى) لابد من اعطاء صورة حقيقية  تظهر للعالم وأهل الموصل والعراقيين الصورة الحقيقة للإسلام. مشيراً: الى أن ما حل بالموصل هو ظلم وكلنا مسؤولون عما حصل عن الموصل، ولايمكن لأحد أن يخلي مسؤوليته عن ذلك، ماذا جنى أهالي الموصل من احتلال داعش للموصل. مضيفاً: أن اعداداً كبيرة من شباب الموصل ذهبت ضحايا على يد  داعش ولا توجد عائلة أو شخص في الموصل لم يذهب له أحد اقاربه أو افراد عائلته أو اصدقائه أو معارفه على يد تنظيم داعش.
 وأوضح السلطان: على أئمة وخطباء الجوامع الذين نعتز بهم، أن يكونوا رجال سلام. منوهاً: فعندما يعتلون المنبر فإن دوره مهم وخطير في نفس الوقت، إما أن يجعل الناس تنجرف أو يهديهم الى الطريق القويم الذي يخدم الانسانية والبلد. مبيناً: نحتاج الى اعادة صورة الجامع كمؤسسة تثقيفية توعوية في المجتمع وهذا يقع على عاتق رجال الدين.

ضوابط ومحددات لرجال الدين
مع كل ذلك يبقى للجوامع دور خطير في كيفية بناء أو هدم المجمتع وتفكيك نسيجه الاجتماعي وتفريق مكوناته كما حصل في الفترة السابقة من تاريخ البلاد خاصة بعد نيسان 2003 بهذا الشأن اوضح الباحث الاجتماعي يوسف ابراهيم لـ(المدى) أن للجامع دوراً خطيراً ومركباً، اذ يمكنه فعل كل شيء خاصة في ظل الظروف الملتبسة التي يعيشها البلد. مشيراً: الى احداث العنف الطائفي التي ضربت البلاد بعد تفجير مرقد الامامين وكيف لعبت الجوامع بتأجيج الفتنة من خلال بعض الخطب التحريضية ضد الآخر. عازياً ذلك الى الفوضى السياسية نتيجة دخول الدين ورجال الدين في الحقل السياسي الذي يفترض أن يكون حكراً على اصحاب الشأن السياسي.
واستدرك ابراهيم: لكن ما حدث من زج رجال الدين بالسياسية وصعودهم في الانتخابات ولّد جملة أمور، ادخلت الصراعات الدينية في فحوى السياسية لتنعكس بالتالي على المجمتع ونسيجه. مشيراً: الى أن ما حدث للمسيحيين والايزيديين قبل مرحلة احتلال داعش، وكيف كانوا حذرين من الدخول الى المدينة، حتى أن بعضهم هرب قبل سنين من احتلال داعش للموصل، والسبب تحريضات بعض الجوامع على هذه المكونات. داعياً: الى ضرورة وضع ضوابط ومحددات لكل أئمة الجوامع، وأن يتم التركيز في الخطب على الجوانب الشرعية فقط كالصلاة والصوم وغير ذلك، وأن تكون هناك مراقبة على الخطب والجوامع التي يشك في خطابها الديني المتطرف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفلام إباحية على أرصفة الباب الشرقي تتحدى الحشمة والقانون!!

السِبَح.. أسرار عميقة وأسعار مرتفعة بعضها يعادل الذهب

الجمعية الانسانية: قوانين التقاعد لم تنصفنا أبداً

(شيء لا يخطر في بالكم) أهم مكونات العطر المزيف

كل شيء عن المخدرات فـي العــراق .. أنواعها ... مصدرها.... وطرق دخولها

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram