اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > نظام الكورسات..أنساق إيجابية تتضمن السلبيات

نظام الكورسات..أنساق إيجابية تتضمن السلبيات

نشر في: 5 مارس, 2017: 12:01 ص

تبنّت وزارة التربية مؤخراً نظام الكورسات على الصفوف الأول والثاني المتوسط والخامس الإعدادي، بعدما طبق ذلك النظام على الرابع الإعدادي في السنة الماضية وأن تعتمد جميع الضوابط والتعليمات في العام الدراسي السابق على الصفوف أعلاه سواء في آلية الامتحانات أ

تبنّت وزارة التربية مؤخراً نظام الكورسات على الصفوف الأول والثاني المتوسط والخامس الإعدادي، بعدما طبق ذلك النظام على الرابع الإعدادي في السنة الماضية وأن تعتمد جميع الضوابط والتعليمات في العام الدراسي السابق على الصفوف أعلاه سواء في آلية الامتحانات أو تنظيم السجلات في الامتحانات، إذ يشمل تدريس نصف مادة الكتاب في النصفين الأول والثاني من الكتاب في الفصل الثاني ماعدا الخامس العلمي الذي سيطبق عليه نظام تنوع التعليم الإحيائي والتطبيقي. سيكون هناك امتحان نهاية الكورس الأول وامتحان آخر نهاية الكورس الثاني والمادة التي لا يمكن للطالب النجاح بها من الكورسين الأول والثاني تحمل ليمتحن بها الطالب في الدور الثاني. الوزارة عزت ذلك النظام الى أنه سيخفف المادة عن الطالب وسيزيد من  تنوع المعلومات ويقلل موضوع التدريس الخصوصي. لكن هل نجح هذا النظام بذلك فعلاً؟.

التكرار يولد الحفظ والحفظ يولد الفهم
الاستاذ الجامعي مثنى كاظم صادق بيّن لـ(المدى) في الأنظمة التربوية العالمية، ثمة تجارب تربوية هي باكورة الدراسات النفسية والمجتمعية للسكان وذهنياتهم، وتطبق هذه التجارب على وحدة تعليمية (مدرسة) أو وحدات تعليمية متعددة تخضع كتجارب لهذه التجربة التربوية أو تلك ضمن استشارات علمية رصينة من ذوي الاختصاص ولاسيما من هم في الميدان، أعني الملاك التربوي. مبيناً: أن نظام الكورسات الذي طبقته وزارة التربية بصورة مفاجئة، تمّ على أساس أنه نظام عالمي، معمول به في بقية الدول. لافتاً: الى أن هذه الدول غير شبيه بدولتنا من النواحي كلها، من الغريب أن نستورد مامعمول به في الخارج ونطبّقه في الداخل ونحاول خلق ظروف كتلك الظروف الموجودة هناك.
وأضاف كاظم: أن نظام الكورسات له إيجابيات، منها أنه يخفف العبء عن الطالب لأن الطالب سينهي نصف الكتاب ولايعود إليه وله درجة مستقلة به وكذلك الحال بالنسبة للنصف الآخر من الكتاب، فضلاً عن أن الطالب سيضطر إلى القراءة اليومية بشكل مستمر مما يعزز نشاطه اليومي. مضيفاً: وبذلك تكون فرصة النجاح أكبر له في نظام الكورسات أما سلبياته فهي كالآتي: الطالب الذي يرسب في الكورس الأول يعد مكملاً في هذا الكورس ويمتحنه في العطلة الصيفية أي أن الطالب لاتوجد لديه فرصة لتعديل معدله كما هو الحال في نظام الكتاب المقرر الذي فيه نصف السنة والفصل الثاني لتعديل المعدل.
واسترسل الاستاذ الجامعي: فضلاً عن أن نظام الكورسات يحتاج إلى دوام منتظم وثابت من أجل إكمال المادة وكثرة العطل والمناسبات والظروف الأمنية المربكة مسببات لتعثر هذا النظام؛ لذا سيعتمد الطالب على الملخصات والملازم التي تقتضب المعلومة ولاتنمي فكره الإبداعي. مؤكداً: إن الطالب الناجح في الكورس الأول سيترك المادة العلمية التي تمثل نصف الكتاب ولايعود إليها بعد ذلك، وبذلك فقدت ذاكرته معلومات معرفية هي نتاج الأشهر الثلاثة الأولى من السنة المدرسية. متابعاً: عكس الكتاب المقرر الذي يلازم الطالب منذ بداية السنة إلى نهايتها يقرأ فيه ويعيد المعلومات التي أخذها وبذلك يتم ترسيخها في ذهنه وصقلها وأخيراً ثمة مثل تربوي يقول: التكرار يولد الحفظ والحفظ يولد الفهم وبذلك فإن الكتاب المقرر أجدى وأنفع في المدارس الثانوية كونها مرحلة إعداد أساس معرفي لما سيكون عليه الطالب في الجامعة.

التخبط وفقدان السيطرة
أما المدرس عصام كاظم جري، فقد وصف اعتماد نظام الكورسات بالتخبط وفقدان السيطرة خاصة خلال العامين المنصرمين مستدركاً: لكنه لا يعد كذلك بالنسبه للدول المتقدمة فهو نظام متطور يسهل مسألة التعليم لدى الطلاب ويرسخ المعلومة في اذهانهم ويفتح امامهم الرغبة في إكمال الدراسة، وبالتالي ينمّي قدرة الطالب في شق طريقهم نحو مستقبل زاهر وبدوره يسهم في انشاء جيل واعد لبناء البلد.
وبيّن جري بحديثه: أصبح نظام الكورسات في العراق شبحاً يطارد الطلبة والهيئات والكوادر التعليمية والسبب يكمن في عدم التخطيط الصحيح لتطبيق هذا النظام. متابعاً: فالمدارس في العراق وكلنا على دراية، ما زالت تقف في الصفوف الأخيرة في قطاع التربية والتعليم. مبيناً: انها تعاني الكثير من الضعف والتدهور والانحطاط اضافة الى ضعف مركزية وهيمنة السلطة التعليمية.

التعليم يحتضر فهل من منقذ
وبيّن المدرس: ان المعلم شخص ضعيف امام قانون ضعيف وقرارات غير مدروسة ناهيك عن الأوامر العشوائية التي تصدر في ليلة وضحاها لتزيد الامور تعقيداً وارباكاً. متسائلاً: كيف لنا ان نطبق نظاماً عالمياً في دولة لا توفر المناهج الدراسية قبل بدء العام الدراسي. مضيفاً: مناهجنا في تغير مستمر وسطحي وغير جوهري. منوهاً: فماذا نقول عن كتب الكورس الاول توزع على الطلبة اثناء امتحانات نهاية الكورس - اي فوضى هذه.
وأضاف جري: هنا يأتي دور درجة القرار (5 درجات) تمنح للطالب في نهاية العام الدراسي حتى تغير واقع الطالب من الفشل الى النجاح وتحميه من الاحباط. مستدركاً: لكن مانراه اليوم درجة القرار اصبحت في شبه مزاد علني فالخمس درجات اصبحت عشراً ثم اصبحت خمس عشرة ولكلا الكورسين. موضحاً: أن هذا  خلاصة الكلام ما نراه اليوم من قضيه التعليم في بلاد الرافدين هو حقن التعليم بسم مميت وبطيء من جراء هذه العقول الفوضوية التي تمسك بزمام الأمور. مؤكداً: أن  كل الكوادر التعليمية وضعوا الشريط اللاصق على افواههم وعليهم تطبيق القرارات الوزارية دون مناقشة او قناعة اذا فقدت القناعة كيف يكون التعليم في العراق كمثل رجل مريض بمرض عضال يحتضر الموت في ساعاته الاخيرة فهل من منقذ .

لايلائم قطاع التعليم في العراق
حول اعتماد هذا النظام وحال التعليم في البلاد بيّنت مديرة اعدادية مطلع الفجر للبنات هاجر عبود عبد الواحد لـ(المدى)  حينما اصدرت وزارة التربية نظام الكورسات كتجربة لتطبقه على مرحلة دراسية معينة (الرابع الأدبي) فقد لاقى قبولاً ورفضاً ولكل منهما تبريره. متابعة:  فالقبول مثلاً كونه نظاماً عالمياً جديداً ينقل التعليم من مراحله الاخيرة المتأخرة لينهض به صعوداً الى مرحلة التطور ومواكبة العصر ومن جهة أخرى يخفف حدة المادة العلمية على الطالب من امتحانات واجتيازها. مستدركة: لكن الطامة الكبرى تكمن في ان اقرار هذا النظام دون دراسة علمية مسبقة فكانت تصطدم بحالات لا يمكن ايجاد الحل المناسب لها وعند الاستفسار يكون الرد كالآتي (الى إشعار آخر) وهنا تبدأ الاجتهادات والتأويلات وكلٌ يفسر القرار حسب فهمه ورأيه الشخصي فلا توجد آلية أو تكنيك مسبق.
واسرسلت عبد الواحد: من ناحية اخرى وضع المدارس والادارة وأولياء الامور أمام مأزق كبير الا وهو تغير المناهج بشكل مستمر. موضحاً: أن المدرس متحير في تدريس المادة الجديدة ام القديمة، وان كان الجواب الجديدة، اين هي الكتب؟. متسائلة: هل أخذ الطالب كفايته من المادة العلمية حتى يقدم على اختبارات صحيحة، آخر ما اقول أن هذا النظام لا يلائم قطاع التعليم في العراق.
آراء الطلبة لم تكن متفقة فمنهم مؤيد وآخر رافض، الطالب وسام علي، بيّن ان النظام مرهق ويعتمد على النشاط اليومي بوجه الخصوص. منوهاً: كما انه يحدد فرص النجاح ويختزله عكس نظام اتمام المنهج والامتحان به الذي يتيح للطالب عاماً كاملاً لأجل التعويض لافتاً: الى الظروف التي يمر بها الطالب في بلد كل ظروفه استثنائية ربما لاتسمح له بالمتابعة اليومية.  
في حين شدد زميله على اهمية اعتماد نظام الكورسات الذي يسهل للطالب فهم وتلخيص المادة الدراسية عبر تقسيمها الى اقسام حسب الكورسات. مؤكدا: أن هذا النظام يقلل من تركيز الطالب على مجمل المنهج واعادته طوال العام الدراسي. لافتاً: الى ضرورة تبني اساليب التدريس الحديثة في قطاع التعليم من اجل النهوض به.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفلام إباحية على أرصفة الباب الشرقي تتحدى الحشمة والقانون!!

السِبَح.. أسرار عميقة وأسعار مرتفعة بعضها يعادل الذهب

الجمعية الانسانية: قوانين التقاعد لم تنصفنا أبداً

(شيء لا يخطر في بالكم) أهم مكونات العطر المزيف

كل شيء عن المخدرات فـي العــراق .. أنواعها ... مصدرها.... وطرق دخولها

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram