علي القيسي حذرت السلطات المعنية في محافظة كربلاء ، امس الاول ، من تنامي ظاهرة قيادة الدراجات النارية من قبل فئات المراهقين المغامرين، الذين شكلوا بتصرفاتهم الصبيانية،مصدر ازعاج في شوارع المدينة المكتظة بالناس، فضلا عن ارتكابهم العديد من الحوادث التي ذهب ضحيتها ابرياء.
ويعد هذا التحذير بمثابة جرس انذار، بعد تنامي ظاهرة المهووسين بقيادة دراجاتهم النارية في اغلب مدن البلاد، في ظل غياب تام للسلطات المسؤولة عن محاسبتهم، وهم بلاشك نتاج طبيعي لقصور المؤسسات التربوية، وغياب قسري لمراكز الرعاية العلمية والثقافية والنوادي الشبابية القادرة على ترويضهم، وزجهم في مشاريع تنموية لها القدرة على استثمار الطاقات الشابة المهدورة، من اجل ان يعود النفع عليهم وعلى المجتمع ايضا.ان الفتيان في هذه المرحلة من العمر جبلوا على التحدي والعنفوان والتمرد، وما صورة المخاطرين بالدراجات النارية الذي شكلوا ظاهرة سلبية في حياتنا اليومية ، إلا واحدة من صور عدة لجنوح المراهقين نحو طرق غير محمودة تهيمن على قطاعات كبيرة منهم، حتى ان "الكبسلة" بات لها سوق رائجة بينهم، ليفلت بذلك عقالهم ، ولم تعد الضوابط والسلوكيات الاجتماعية المتعارف عليها تحد من طيش البعض منهم او توقف هوسهم بأنماط من المغامرات المقلقة لذويهم وللمجتمع!يبدو ان النكوص الذي اصاب العملية التربوية في بعضها وجوهرها له تأثير واضح على سلوكيات هؤلاء الصبية، فضلا عن قصور الجهات المعنية إزاء هذه الشريحة الحيوية ، هو الاخر ساهم في تدهور حال الصبيان ليتحولوا من قوى ايجابية فاعلة في البناء والتحضر الى قوة عمياء مهمشة لا هدف لها سوى اشباع الرغبات.احسب ان تلبية حاجات ومتطلبات الشباب هي مسؤولية المجتمع برمته، وليس من مسؤولية الدولة وحدها.لذا نقول التربية السّوية هي من مسؤولية البيت والمدرسة والشارع!!. نعم الشارع الذي يضم قوى خيّرة كثيرة تشعر بالمسؤولية الملقاة عليها،ونظرة سريعة الى مقاهي الانترنيت المنتشرة هنا وهناك ستجد اغلبها قد رفع لافته تحذر المراهقين من تصفح المواقع الاباحية بل وتمنع ذلك ليس بامر جهة رسمية ما، ولكن بامر الضمير الاخلاقي والقيمي لاصحاب هذه المقاهي الذين يشعرون بأن الرواد،هم كابنائهم وعلى هذه الشاكلة سنجد صورا اخرى ملونة بالحب والمسؤولية. والمجتمعات لا ترتقي ويسودها السلم الاجتماعي من دون تكاتف وتآلف جميع الفئات الاجتماعية.من هنا اعدّ تحذير سلطات كربلاء من تنامي ظاهرة قيادة الدراجات النارية من قبل صبية مراهقين ملفتا للنظر، وبحاجة الى وقفة تأمل تجاه ظواهر عديدة اعترت المجتمع في غفلة من المعنيين بالشأن التربوي. لعلنا نصحح ونتدارك ما حصل.والحكمة تقول" نحن لانحصل على السلام بالحرب وانما بالتفاهم".
كلام ابيض : مخاطر الدراجات النارية
نشر في: 14 فبراير, 2010: 06:40 م