عن حياة اليانور ماركس ابنة الفيلسوف العظيم كارل ماركس صدر في عام 2014 كتاب بعنوان (حياة اليانور ماركس) قامت بتأليفه راشيل هولمز وهي كاتبة بريطانية معروفة وقد اشاد عدد كبير من النقاد والصحف والمجلات بهذا الكتاب لروعة تصويرها أحداث حياة هذه
عن حياة اليانور ماركس ابنة الفيلسوف العظيم كارل ماركس صدر في عام 2014 كتاب بعنوان (حياة اليانور ماركس) قامت بتأليفه راشيل هولمز وهي كاتبة بريطانية معروفة وقد اشاد عدد كبير من النقاد والصحف والمجلات بهذا الكتاب لروعة تصويرها أحداث حياة هذه الشخصية الاستثنائية .
يمكن للمرء أن يكتب كتابا كاملا عن حياة نساء عظيمات دمّر حياتهن رجال سيئون.مثل كاثرين مانسفيلد وجون ميدلتون موري، جين ويلز وتوماس كارلايل، وهناك ايضا اليانور صاحبة الروح الوثابة ، والابنة الذكية، لكارل ماركس، التي ارتبطت في عام 1884 مع إدوارد افلنغ ، الرجل الذي كان الجميع قد اتفق اعلى انه كان نذلاً، والذي وصفه هنري هينمان أحد مؤسسي الحزب الاشتراكي الديموقراطي ب"القبيح ومثير للاشمئزاز"، بعد ان التقى الزوجين الشابين تحت رعايته لاول مرة وليست مجرد نظرات الداهية افلنغ أو حقيقة أنه يضيع وقته في اللهو ولا حتى عادته في الصراخ بوجهها هو ما جعل الناس تشمئز منه ، بل خداعه لها وتحطيم سمعتها وسرقة الأموال الضئيلة التي كانت بحوزتها ، ومن ثم زواجه من عشيقته من وراء ظهرها، وهي لم تكن آخر الاهانات لها كما تعتقد مؤلفة الكتاب راشيل هولمز، بل انها تخمّن انه ربما كان قد قتلها.خلافاً للقصة المتداولة عن انتحّارها بالسّم
وهذه الاتهامات بالقتل امتدت لأكثر من 100 سنة - فالاشتراكيون يحبون القيل والقال وكان هناك الكثير من الهمس المتداول بعد أسابيع من جنازة اليانور ماركس، التي حضرها حشد كبير من الزملاء في العمل والحركات النقابية. حيث رحلت اليانور وهي في الثالثة والاربعين من العمر في 31 آذار 1898. .
. تزوج كارل ماركس وجيني في عام 1843. وفي ذلك الوقت، كان ماركس طالب قانون، تحول إلى صحافي راديكالي، كتاباته ونشاطه السياسي ساهما في الأوقات المضطربة التي من شأنها أن تنفجر قريباً من خلال ثورات العام 1848 التي هزت الأنظمة الملكية في أوروبا ولكنها لم تُسقطها. وكما كان عمله يُلفت انتباه الحكومات المعادية في كل مكان، كان ماركس وزوجته في أوقات عديدة، في خضمِّ الحركة؛ إذ تم طرده أو عَمَد إلى الفرار من بلد إلى آخر - ألمانيا، فرنسا، بلجيكا - وفي بعضها قبل دقائق من إلقاء القبض عليه. بعد نشر «البيان الشيوعي» في عام 1848، أصبحت الحياة في القارة الأوروبية محفوفة بالمخاطر بشكل حقيقي بالنسبة إلى ماركس، وفي العام التالي انتقل وعائلته إلى لندن.
وكامرأة في طور النضوج، عزمت إليانور على توجيه الاتهام إلى الرأسمالية، وكتبت أنه في لندن تحمَّلت الأسرة «عاماً من الفقر الرهيب، ومن المعاناة المريرة - هذه المعاناة بالصورة التي كانت عليها لا يمكن إلا أن تكون معروفة ومألوفة لشخص غريب مفلس في أرض غريبة»، وكان هذا صحيحاً، وكان من الصحيح أيضاً أن الأسرة قرأت معاً شكسبير، وتنقلت لمسافات طويلة، واستمعت إلى الموسيقى، وكان بيت العائلة مفتوحاً أيام الآحاد لكل ثوري أو زائر أو منفيٍّ في لندن، يتحدثون في السياسة دون توقف. في السراء والضراء، جعلت الأوضاع المادية الشاقة، الحياة نابضة بالشعور المتدفق من هذا الرجل الاستثنائي الذي انكبَّ على كتابة «رأس المال» على طاولة المطبخ لنحو 12 عاماً.
بين 1844 و 1855، أنجبت جيني ماركس سبعة أطفال، ثلاثة منهم فقط يعيشون في مرحلة البلوغ: جينيشن، لورا وإليانور. نمت البنات الثلاث «يعشن ويتنفسن المادية التاريخية»، ولكن لا أحد تنفس المادية التاريخية أكثر عمقاً مثلما فعلت إليانور، وهي الأصغر بينهن
كبُرتْ إليانور لتصبح لاعباً رئيسياً في صعود الاشتراكية البريطانية، تعيش حياتها في امتداد غير منفصل من أجل ما ولدت له.
كانت فتاة جميلة - عيناها السوداوان والمعبرتان، شعرها الأسود بتجعُّده الطفيف، وذكاء منذ طفولتها، عاطفية، وجدلية. برغم أنها محبة للأدب واللغات والموسيقى والمسرح، كانت دائماً ما تضعها السياسات المتطرفة على ما يشبه النار. جرت الاشتراكية في عروقها وتوهجت على بشَرَتها. قبل أن تبلغ العشرين من عمرها، كانت تجادل بأن حركة العمَّال الإنجليزية في حالة جمود، وأنه لابد من القيام بعمل ما، وكانت تتألم للقيام بذلك، كانت إليانور من بين الأعضاء المؤسسين لأول منظمة اشتراكية في بريطانيا وبقيت تناضل في صفوفها حتى وفاتها ، حاضرت وكتبت دفاعاً عن الاشتراكية. ساعدت في تنظيم الإضرابات والمسيرات والحملات الانتخابية. ولعبت دوراً في صراعات شرسة استمرت وانتابت كل مجموعة اشتراكية كانت تنتمي لها. وغالباً ما كان يُنظر إليها على أنها مستبدة، وتتصرَّف كما لو كانت الاشتراكية ملكية خاصة بها، ولكن غالباً ما كان واضحاً لديها أن المظلومين في الأرض كانوا حقيقيين جداً بالنسبة لها، لم يكونوا افتراضيين أو اختراعاً. «أحيانا أتساءل كيف يمكن للمرء الاستمرار في العيش مع كل هذه المعاناة من حوله». وكان لإيمانها الصادق بالاشتراكية فضل في تمسُّكها الحريص والصارم.
في عام 1885، بينما كانت ترتب لمهرجان عيد الميلاد للأطفال، كتبت رسالة قالت فيها: «لن نتمكن في المستقبل القريب من جعل الأطفال يفهمون أن الاشتراكية تعني السعادة».
عندما كانت في السابعة والعشرين من عمرها، التقت إليانور إدوارد أفيلينغ - المفكر الحر، مدرس علم الأحياء، وتلميذ داروين - في غرفة القراءة بالمتحف البريطاني. بدءا يعيشان معاً، وادخلته بشكل أعمق إلى الأوساط السياسية.
كانت لها طاقة غير عادية تحولت إلى طريقة فكرية تختص بها، مثل روزا لوكسمبورغ وإيما غولدمان قبلها، عانت إليانور عبء اتخاذ الموقف الفردي، كانت امرأة قوية ولكن في عالم غالبيته الساحقة من الذكور، تم اعتبارها امرأة غريبة الأطوار. كل من تلك النسوة كانت أكثر وحدة من أي من رفاقهن الذكور،. الرجال الذين أحببن، لديهم نقص بما هم عليه -. كُنَّ محترمات حقاً بتألُّق العقل والروح، وبما تمتعن به من قوة وبسالة.
عن: الغارديان ونيويورك تايمز