بغداد/ علي ناجي في احتفالات متزامنة مع ابتداء الحملات الانتخابية التي ملأت الشوارع والساحات، وبمناسبة عيد الحب، تلونت محلات بيع الهدايا باللون الأحمر الذي يرمز إلى الحب، وجذبت هذه الألوان عددًا كبير من الشبان والشابات وامتلأت المحلات بأنواع من الهدايا معدة خصيصًا لهذه المناسبة كالشموع العائمة في عطور والمخدات على شكل قلب وشفاه والورود الطبيعية والصناعية وأقفاص الحب الحمراء إلى جانب الدمى والهدايا التقليدية،
مع الصراعات السياسية والحملات الدعائية الانتخابية التي اثرت بشكل كبير على هذا اليوم. ويقول عزيز جميل صاحب محل هدايا في الكرادة لـ االمدى "عيد الحب مناسبة غير عادية ونحن نستعد لها منذ بداية شهر شباط، وتتمثل مراسيم الاستعدادات في تصنيع وتجميع الهدايا الخاصة بالمحبين والمتزوجين، وكما ترى اغلبها يتلون بالأحمر رمز الحب والعشق".وعن الأسعار يقول جميل : يتوقف سعر الهدية على حجمها وخامتها، فهي تبدأ من الف دينار ولاتنتهي بسعر معين فالبعض يرغب بشراء هدايا ثمينة وقد راعينا في ذلك توفير الهدايا لكل الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية ، وأوضح أن هناك هدايا يتم استيرادها من الخارج وخاصة من الصين ، كالشموع والدب الاحمر وعادة ما تكون أسعارها في متناول أيدي الجميع ، وتلقى رواجًا كبيرًا بين الشباب والشابات.ويؤكد الباعة في محلات الهدايا إن أغلب زبائن عيد الحب من الشباب والشابات ممن تتراوح أعمارهم من 18 إلى 25 عامًا ويؤكدون أيضا أن الإقبال على شراء الهدايا متزايد هذا العام، على الرغم من الظروف الامنية والاجواء المتوترة بسبب اجواء الانتخابات. رشا مجيد طالبة كلية ابتسمت حين سالناها عن عيد الحب وقالت والخجل يملا عينيها (عيد الحب.. هل هناك يوم يمكن ان يكون احلى منه يوم ترى الجميع فيه يحملون الورود والهدايا والفرحة تغمرهم، ونتمنى ان لا يعكر المخربون صفو هذا اليوم الذي ننتظره من العام إلى العام لنعوض بعض ما نفتقده في أيام الحياة العراقية المريرة المليئة بالحزن والانفجارات والمشكلات الأمنية والسياسية). اما ابو رنا موظف فقال "انا في حيرة بشأن ماهي الهدية المناسبة التي يمكن ان اهديها لام الاولاد التي وقفت الى جانبي في كل نجاحاتي ،ولان اليوم هو يوم جميل نعيش خلاله لحظات جميلة.. هل اشتري وروداً حمرا او اشتري وسادة كتبت عليها أغنية للحب..ام اشتري هدية ثمينة فالنساء تحب الهدايا الغالية دريد عبد الهادي صاحب كافتريا في شارع الربيعي يرى ان مثل هذه المناسبات لا تعني له زيادة في الزبائن فقط ، بل أكثر من ذلك ففي مثل هذه المناسبات يرى الفرح في عيون العراقيين ليس العشاق فقط، بل حتى المتزوجين وكبار السن فترى الكل يريد ان يفرح بهذه المناسبة وكل على طريقته.بالفرح والضحك وكلمات الحب قابل المحبون والمتزوجون وكل من يريد ان ينشر السعادة والغبطة بين الناس امس بعضهم البعض ، محاولين ان ينسوا الوضع الأمني والمشكلات التي يمر بها العراق متمنين ان تمضي الأيام والمناسبات عليهم بخير وان لا تطالهم يد التخريب في مثل هذا اليوم الجميل وكل عام والعراق وشعبه بحب وامن واستقرار.يقول سردار احمد ( ان عيد الحب يضفي احساسا غريبا عند الشباب خاصة في العاصمة بغداد خاصة وانه تزامن مع بدء الحملة الدعائية التي ملأت بغداد بلافتات وصور شخصيات سياسية. ويضف محمد قائلا ان "الحملات الدعائية الانتخابية والصراعات السياسية اثرت بشكل كبير على هذا اليوم، لكنه اكد في القوت نفسه ان ما يحصل في العاصمة بغداد لا يمنع الشباب من الاحتفال بهذا اليوم".يشير استاذ علم الاجتماع في كلية الاداب علي المرهج الى ان "مناسبة عيد الحب هي تقليد حديث بالنسبة للمجتمع العراقي، حيث برز هذا التقليد بعد عام 2003 .واضاف المرهج ان "الانفتاح الذي حصل في المجتمع العراقي في السنوات الاخيرة والانفتاح الاعلامي والسماح بالسفر والاطلاع على ثقافات الشعوب والمجتمعات الاخرى عزز من هذا التقليد في العراق، واصبح في نظر الكثيرين عيداً مهماً لا يتخلى اي شاب عن الاحتفال به كل بطريقته الخاصة".أما محلات بيع الورود فكانت هي الأخرى تكتظ بالزبائن من الشباب، وتمتلئ بأنواع وأشكال عديدة من الورود والزهور وبرز أيضًا اللون الأحمر الذي طغى على باقي الألوان كما هي الحال في محلات الهدايا. ويبدو أن الغلاء قد طال الزهور والورود فيبدأ سعر باقة الورد الصغير من 10 الاف دينار فما فوق الا ان هذه الاسعار لم تمنع المحبين من شراء الورود.
مواطنون: بالحب نبني مجتمعا خالياً من العنف
نشر في: 14 فبراير, 2010: 07:58 م