تذكرت وأنا أتابع الهزائم الثقيلة للكرة الشاطئية العراقية أمام الإمارات واليابان، ما دار من حديث بيني وبين مدرب أحد منتخباتنا النسوية التي تهمّ بالمشاركة في بطولة آسيوية منذ أيام، وأدركت من حديثه المكرّر، أن الشارع الرياضي مدعوٌ الى تقبّل الهزائم المنكرة مهما يكن شكلها، لأن المشاركة المستمرة -حسب اعتقاده- وتوالي الهزائم سيوصلنا ذات يوم الى حافة الفوز أو سلوك طريقه المقرّب في أقل تقدير، محاولاً بشتى الطرق، إقناعي أن لا اتكلم ، بل وأدعو وسائل الإعلام الأخرى الى التحلّي بالصبر وعدم الإشارة الى أيّة هزيمة سوى بروح الأمل المزعوم بالمستقبل الذي لابد أن يطرق الأبواب دون أن نسعى اليه بالعلم والمعرفة والتجارب .
الحديث السالف لا يختلف أيضاً مع حديث الكابتن راشد داود مدرب الكرة الشاطئية الذي التقيناه مرات وحدثنا عن مجهودات جبّارة لصناعة قاعدة جديدة للعبة الفتية بالعراق والتي قال عنها بعد رحلة شرم الشيخ، بأنها طوت طريق العزلة تماماً وأمسكت بالركب العربي والآسيوي، مشيداً بقدرات نجوم واعدة في سماء اللعبة، يضاف الى ذلك شكواه من قلة التجهيزات والمعسكرات المعدّة للمنتخب لتجهيزه آسيوياً، وإن يكن الحال قد اختلف تماماً في البطولة الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم في ماليزيا حالياً، حيث اكتسب الفريق من ناحيتي الوقت والتجهيز، ما لم يحض به فريق آخر، فضلاً عن المعسكرات الداخلية والخارجية وإجراء المباريات الوديّة، وأجزم أن الخسارة الثانية أمام اليابان بفارق أحد عشر هدفاً هي المسمار الأخير في نعش هذا الفريق الذي لم يحمل من تواجده في الساحة الرملية سوى الأسم وهو يئن تحت وطئة 17هدفاً مزّقت شباكه في مباراتين رسميتين أمام الإمارات واليابان، كما لا يمكن توقع أن تكون النتائج المنتظرة له أمام بقية فرق المجموعة الثانية، بأفضل مما حصل إن لم يكن العكس .
لا أشك لحظة واحدة، أن الأعذار الجاهزة هي ذاتها التي ستسوقها لنا بعثة المنتخب وستكون شبيهة بما طرح منذ عشرات السنين، حول أيّة إخفاقات مريرة من عدم وجود ساحة مخصصة للفريق ومعسكرات ودوري كروي للعبة، وأندية تتعاطى معها ، وإن المشاركة كانت اختبارية إعلامية أكبر منها تنافسية، لأن دول العالم متقدمة ومدعومة بهذا الضرب من الألعاب، وإن سلمنا وتماشينا مع كل هذه الأعذار التي ستُعاد علينا بمشاركات النساء أيضاً وبعض الألعاب الأخرى، ألا ينبغي أن نسأل أنفسنا عن جدوى المشاركة أصلاً وما ستنتج عنه في قادم الأيام ؟ هل ستكون بمثابة درس يصلنا بالمجان ؟ إن كان الحال كذلك، فأين هي العِبر من جميع المشاركات الكارثية السابقة؟
أسئلة فلكية تدور في مدار واقعنا الرياضي، ولم تجد من يجيب عنها أبداً، بل تجد من يتنصل عنها ويركنها الى خانة النسيان لعلّ الوقت يتداركها ببركة هذه النعمة ريثما نصحو على مشاركة أخرى أشدّ إيلاماً.
الشاطئية في بحر الرمال !
[post-views]
نشر في: 8 مارس, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
اختيار نواف سلام رئيساً للحكومة اللبنانية
البرلمان يُنهي القراءة الثانية لقانون الموازنة ويرفع جلسته
"تقدم" تقاطع جلسات البرلمان احتجاجاً على عدم إدراج قانون العفو العام
مصير قانوني العفو العام والأحوال الشخصية "غامض": لا اتفاق سياسياً على التمرير
التجارة تطلق وجبة جديدة من الطحين لصالح البطاقه التموينية
الأكثر قراءة
الرأي
من المسألة الصهيونية إلى التحدي الفلسطيني: ماهي الوسيلة نحو الانعتاق الذاتي وبناء الذات
محمد صبّاح (1-2)في نهاية القرن التاسع عشر، كانت أوروبا تمر بتحولات فكرية واجتماعية عميقة، حيث نشأت أفكار جديدة تتعلق بالهوية القومية والعرقية، وعلاقتها بالدولة. في هذا السياق، ووسط الأزمات التي كان يعيشها اليهود في...