TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ديمقراطية" 4 حصان"

ديمقراطية" 4 حصان"

نشر في: 10 مارس, 2017: 09:01 م

خارج التصنيف السائد بجعل الدول في  مراتب  متقدمة وأخرى ضمن العالم الثالث او المتخلفة هناك من ينظر لها من زاوية أخرى  تستعير اشكال واوصاف النساء .الدولة المستقرة سياسيا وامنيا ، الخالية من الازمات ، وقانونها يسري على الجميع وتمتلك مؤسسات رصينة ، تكون غنية وجذابة وذات قوام ممشوق يسر الناظرين ، تمتلك صداقات واسعة وسخرت ثرواتها بالعمران والبناء وتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية فأصبحت  من الدول المانحة  ، هذا النوع من الدول  لا وجود له في المنطقة العربية الا باستثناءات قليلة جدا ، فهي تعيش في اوضاع مزرية ، وتمتلك اللسان الطويل في توجيه الاتهامات ، وغالبا ما تعلق اسباب فشلها على شماعة المؤامرات الصهيونية ، وسرقة ثرواتها من الدول الاستعمارية .
خارج قراءات المحللين السياسيين والخبراء الستراتيجيين المتعلقة بتشخيص أسباب الأزمات والمشاكل الأمنية، هناك من ينظر الى الدول المدرجة ضمن تصنيف العالم الثالث من زاوية اخرى فوجود مكبات النفايات في شوارع العاصمة ، يعني ان تلك الدولة قذرة ، يعاني شعبها مشاكل صحية ، الامراض منتشرة ، والمستشفيات ميدان واسع لنشاط القطط تشارك الراقدين في الردهات طعامهم ، في هذه الدول تكون تصريحات المسؤولين اكثر من افعالهم ، نخبها السياسية منشغلة بصراع توسيع نفوذها ، وبرلمانها يضم نجوم الفضائيات لحرصهم الشديد على الاطلالة اليومية عبر شاشات فضائيات احزابهم المدعومة من المال والرزق الحلال ودعم دول الجوار.
الدولة صاحبة الحظ والبخت مثل فتاة شابة ارتبطت برجل "خوش ادمي يخاف الله " فضمنت الاستقرار ، والسعادة وتكون قسمتها موضع حسد ، اما صاحبة القسمة السودة (المصخمة) فتظل تندب حظها وتشتم الاستعمار والصهيونية  وأصحاب الاجندات الخارجية .
النخب السياسية فشلت في تحقيق  رغبة  العراقيين  في إرساء  قاعدة  دولة مواطنة  ، انشغلت بخلافاتها المزمنة   فكانت النتيجة مؤسسات  مختلة  تعاني الترهل ، تحتاج الى عمليات  مساج وشفط الدهون  لاستعادة رشاقتها .  في العاصمة بغداد  بأحياء الكرادة والمنصور والجادرية وشارع فلسطين افتتحت مراكز  لتقديم خدمات المساج علي ايدي خبراء وخبيرات من دول جنوب شرقي اسيا ،  الاقبال على المراكز سجل  ارتفاعا ملحوظا ، خاصة ان التجربة جديدة ، مع وجود رغبة لدى بعضهم في خضوع اجسادهم للمسات المزاج الناعمة للحصول على متعة الاسترخاء ثم الانتقال الى عالم آخر خال من منغصات الحياة اليومية .
 احد أصحاب تلك المراكز  يزعم  انه توصل الى اكتشاف خلطة  أعشاب باستخدامها يستطيع الشخص  كبير السن العودة الى صباه  بمعنى آخر "فرمتة " كل اعضا ء الزبون   بمنحها قوة  اثنين حصان ، من دون الحاجة الى منشطات قد تكون سببا في انتقاله الى جوار ربه ، يوم لا ينفع لا مال ولا بنون. مكتشف الخلطة على استعداد  لتطويرها  وتقديمها وصفة جاهزة  للزعماء السياسيين  لعلها "تفرمت "عقولهم ، تحفزهم على إعادة النظر بمواقفهم السابقة  وتهديهم الى الصلاح والإصلاح ، وتمنح العملية السياسية قوة أربعة حصان  ، تعزز الديمقراطية على إيقاع اغنية المطرب الراحل فهد بلان " وركبنا على الحصان نتفسح سوا " .  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram