TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > طهران تحذر .. أنقرة تتوعد .. والمالكي لايمانع

طهران تحذر .. أنقرة تتوعد .. والمالكي لايمانع

نشر في: 11 مارس, 2017: 07:42 م

ali.h@almadapaper.net

تقول لكم إيران : " لن نسمح لواشنطن ان تبقى في العراق بعد تحرير الموصل " ثم تطرح عليكم سؤالاً : " منذ متى كان القرار بأيدكم ؟". وقبل أيام أخبرتكم أنقرة بانها حامية لحمى السنّة في العراق ، وفاضت واستفاضت وهي تحذر من الاقتراب من قواتها المتواجدة في العراق ، في الأشهرالماضية كان نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي مشغولا بالحرب على حيدر العبادي وتأديبه، بعد أن ارتكب خطيئة الجلوس على كرسي رئاسة الوزراء ، فخامته يصر هذه الايام ان رئاسته للوزراء خلال الثماني سنوات الماضية، فُرضت عليه، لكنه والكلام " لفخامته "، لا يمانع في عودة ثالثة لو ان الشعب أراد ذلك.
تمنيت أن يقرأ جميع الساسة العراقيين مذكرات اثنين ممن صنعا تاريخ بلادهم، ونستون تشرشل وشارل ديغول فسوف يتبين لهم بوضوح معنى ان يساهم السياسي في كتابة صفحات ناصعة من تاريخ بلاده , ، فقد كان لدى الرجلين الفهم الحقيقي لمعنى السياسة والشعور الوطني، والسعي لإنجاز عمل تاريخي وطريقة الولوج إلى هموم الناس.
وللرجلين منذ ولادتهما موهبة التأليف وقد تميز تشرشل بأسلوب ماهر في الكتابة جعله يخطف جائزة نوبل، وفي لحظة من المرح أسّر إلى أحد الشبان بالقول "نحن جميعاً ديدان" ليلتفت إلى إحدى السيدات التي اغتاظت وقلقت مما سمعت ليقول لها "لكن أعتقد بأني دودة برّاقة".
ولم يقل تشرشل يوما ان فترة حكمه هي الأنجح والأفضل مثلما اخبرنا إبراهيم الجعفري ، الذي اجتاحت البلاد في عهده أخطر موجة عنف طائفي، طبعا " الفيلسوف " لم يستدع للمحكمة ولم يتجرأ احد أن يسأله حتى هذه اللحظة عن أسباب القتل على الهوية الذي انتشر في عهده .
أخطاء كثيرة ارتكبها مسؤولون سابقون وحاليون ولن نسمع أن القضاء تدخّل وطالب بمحاسبتهم، بل العكس نراهم مصرين على أنهم أصحاب التغيير، وأنهم الذين أنقذوا الناس من مخالب صدام وعليه يحق لهم أن يسرقوا من المواطن حريته وكرامته بعد أن سرقوا منه أمنه وحاضره ومستقبله وثرواته.
سأعود ثانية الى ونستون تشرشل الذي قال ذات يوم "ان الديمقراطية هي افضل الأنظمة السيئة لكن عندما تسوء يكون سوؤها فظيعا"، وسوء الديمقراطية هو الذي جعل تشرشل يحترم الإعلام حتى حين وجه الأخير سهام النقد اليه ودفعه إلى ان يتقاعد، يذكر المؤرخ البريطاني جيفري وبست أحد ابرز كتاب سيرة رئيس الوزراء البريطاني السابق، ان الرجل حظيّ بنصيب كبير من المقالات والتقارير التي هاجمته، ويتساءل المؤرخ ما الذي يستطيع السياسيون الآخرون إضافته إلى سجل تاريخ حياتهم اكثر من خدمة وطنهم خلال سنوات حرب ضروس؟ وأي رجل آخر غير تشرشل حين يواجه عاصفة إعلامية شرسة يتقبل الأمر ويذهب ليجلس في بيته ، ليكتب مذكراته.
ازدهرت الشعوب والأمم بقادة أصروا على إشاعة روح العدالة وبث الأمل في النفوس، بينما غرقنا نحن مع مسؤولين لا يتوقفون لحظة واحدة عن تذكيرنا بانهم ليسوا طلاب سلطة، لكنهم لايمانعون .
يا سادة لقد دفعنا وما نزال ندفع أثماناً باهظة بسبب عشق فخامته للكرسي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram