يعوّل المسؤولون في محافظة كربلاء، كثيراً على المطار المدني الدولي، الذي سيجري الشروع ببنائه قريباً، ليس فقط على صعيد نقل الزائرين الى المدينة المقدسة، وإنما أيضاً على الصعيد الاقتصادي، بوصف المطار مشروعاً استثمارياً كبيراً، خصوصاً في مجال السياحة.&nb
يعوّل المسؤولون في محافظة كربلاء، كثيراً على المطار المدني الدولي، الذي سيجري الشروع ببنائه قريباً، ليس فقط على صعيد نقل الزائرين الى المدينة المقدسة، وإنما أيضاً على الصعيد الاقتصادي، بوصف المطار مشروعاً استثمارياً كبيراً، خصوصاً في مجال السياحة.
وردّاً على الشكوك التي أثيرت حول رصانة الشركة المنفذة (بريطانية) يؤكد هؤلاء المسؤولون ومسؤولو الشركة، أن للشركة خبرة عملية مع 300 مطار في العالم، لكن لجنة رقابة الاستثمار في المحافظة، تشدد على ضرورة التزام الشركة بالتصاميم المعدّة وبمدة التنفيذ، فيما يبدي بعض الخبراء مخاوف من أن تكون للمحسوبية دور في عملية توظيف الأيدي العاملة في المطار التي يمكن أن يصل عديدها الى 1000 موظف وعامل.
رئيس لجنة الرقابة على الاستثمار في مجلس محافظة كربلاء، زهير ابو دكة، يرى في حديث لـ(المدى)، في انشاء المطار حاجة ملحّة للمدينة، كونها تستقبل ملايين الزائرين على مدار السنة، مضيفاً أن، مشروع المطار دخل حيز التنفيذ منذ شهر، وقد صدرت فيه اجازة رسمية من قبل هيئة الاستثمار الوطنية، وأنه سينجز وفق مواصفات عالمية، وشدد على اهمية التزام الشركات المنفذة للمطار بالتصاميم المعدّة له وبالمواعيد المحددة للتنفيذ، من أجل تبديد جميع الشكوك المثارة في بعض من وسائل الاعلام تجاهها ووصفها بعدم التخصص بالعمل في انشاء المطارات.
فوزي الشاهر المدير المفوض لشركة خيرات السبطين التي تعد الجناح الاستثماري للعتبة الحسينية والمشرفة على ادارة مشروع مطار كربلاء، يؤكد أن المشروع استثماري للعتبة الحسينية، ولا تموّله الحكومة، وسيتم تنفيذه من خلال شركات محلية مع وجود استشاريين متخصصين، ويضيف: في الوقت الذي تتفهم العتبة قلق البعض على مستقبل مشروع المطار، نتعهد بتنفيذه وفق المواصفات العالمية في مدة لا تتجاوز العامين، شرط أن لا تُعطله النوايا الأخرى والمصالح الخاصة للبعض، دون أن يفصح عن ماهية تلك النوايا ومن يقف وراءها.
الشاهر يقول أيضاً في حديث لـ(المدى) إن شركة خيرات السبطين، دخلت في مفاوضات عديدة مع شركات متخصصة من الصين وبريطانيا وفرنسا وامريكا ولبنان، لتمويل وتنفيذ مشروع المطار بمرحلة أولية بطاقة استيعابية تصل الى 6 ملايين مسافر سنوياً، وبكلفة مليار و250 مليون دولار، لكن أي اتفاق لم يحصل معها كونها اشترطت تمويل المشروع بضمانات من مصارف حكومية أو ضمانات سيادية، الأمر الذي اعتذرت عنه الحكومة العراقية بكونه مشروعاً استثمارياً.
ويتابع: لذلك اتجهنا لتجزئة المرحلة الأولى منه لتكون بكلفة 250 مليون دولار، بما يخدم مليوني مسافر سنوياً، دون الحاجة لضمانات حكومية، مع الالتزام بتصاميمه المعدّة سابقاً، من قبل شركة فرنسية، وقد قررت العتبة انجاز المطار بطريقة التنفيذ المباشر، من خلال ائتلاف شركة خيرات السبطين التابعة لها وشركتي مجموعة الرضا وكوبر جيس البريطانية، وبتمويل من الائتلاف نفسه. ويشير الشاهر الى أن، شركة كوبر جيس البريطانية هي شركة متخصصة بصناعة منظومات الملاحة الجوية واجهزتها موجودة في 300 مطار في مختلف دول العالم، وليس كما يصفها البعض بأنها تُعنى بالتلفزيونات واجهزة الموبايل، مقرّاً في الوقت ذاته بعدم إمكانية قيام ائتلاف الشركات المنفذة، إنجاز بعض المفاصل الدقيقة في المشروع، مما تطلب اختيار شركات أخرى متخصصة لتنفيذها بعنوان مقاولين ثانويين وبإدارة وإشراف مستشارين من داخل العراق وخارجه.
ويوضح المدير المفوض لشركة خيرات السبطين، أنه وفق ذلك تم التعاقد مع مكتب منهل الحبوبي وهو مجموعة استشاريين عراقيين وأجانب متخصصين في مجال انشاء المطارات، للإشراف على عمل الشركات المنفذة للمطار، والتعاقد مع خبراء ومستشارين آخرين في مجال الملاحة الجوية ومنظومات المراقبة والخدمات الأرضية.
من جهته يرى رئيس مجلس إدارة شركة كوبر جيس البريطانية، ناهض الموسوي، في حديث لـ(المدى)، بأن الشكوك المثارة حول شركته، صدرت عمن يصفهم بالمتضررين من إنشاء مطار كربلاء الدولي، لأنهم ايقنوا من تنفيذه، فبدأوا بحملة إعلامية ضد شركة كوبر جيس ووصفوها بأنها شركة صغيرة غير متخصصة بعمل المطارات، لإعاقة تنفيذ المطار، لكننا جادون مع العتبة الحسينية على انشائه كما باشرنا بأعمالنا فيه قبل وضع حجر الأساس له.
ويشدد الموسوي بالقول: من ينتقد ويتهم الشركات التي تدخل للعمل في العراق من دون أدلة، هو يحاول ثنيها عن المشاركة في اعمار وبناء البلد، مضيفاً: جميع الشركات التي تفاوضت مع العتبة الحسينية، طلبت ضمانات سيادية شريطة دخولها في مشروع المطار، باستثناء شركتنا فقد تعهدت بدفع اموال للعتبة في حال عدم تشغيل المطار، فكيف يجري الحديث عن عدم مهنيتها بهذا الشكل المجحف؟ ويقول أيضاً إن، شركة كوبر جيس لديها شراكة مع مجموعة الرضا في العراق، وهما يموّلان معاً مشروع مطار كربلاء بمبلغ 200 مليون دولار، وهو أكثر بـ"85 % من اصل كلفة المرحلة الاولى منه، كما نمتلك مهندسين وخبراء متخصصين بالملاحة الجوية واتصالات الطيران، ولدينا أعمال في العراق في مجالات السكن والنفط والمطارات. ويستطرد، نمتلك أيضاً شهادة تخصص بأعمال القواعد الجوية، وعملنا دقيق في مجال الأجهزة والقواعد الجوية، وقد تجاوزت المطارات التي عملنا بها الـ300 مطار في مختلف دول العالم.
ويبدو أن الخبير الاقتصادي في جامعة كربلاء، طالب الكريطي، في حديث لـ(المدى)، متفائلاً بهذا المشروع وآفاقه، ويقول إن، جدواه لا تنحصر بعدد ما سيوفره من فرص عمل فقط ، بل بما سيرفعه من حجم الطلب على الخدمات السياحية وازدهار الاقتصاد في المجالات المرتبطة بالقطاع السياحي، والتي قد يصل حجمها الى الضعف عما هو موجود حالياً، مؤكداً: واذا ما انشئ بالمواصفات العالمية وبخدمات عالية، لاسيما انه يقع في منطقة مستقرة أمنياً وقريبة من مركز المدينة، مما يجعله مطاراً مثالياً يفضله الزائرون على غيره من مطارات العراق، وسيسحب جزءاً من حركة الطائرات منها.
وقد يكون مطار كربلاء في بداية انشائه، متخصصاً بنقل المسافرين فقط ولا يوجد فيه أيّ جانب لنقل البضائع ، الأمر الذي سيجعل عدد موظفيه ليس كبيراً ولا يتجاوز الـ500 ، اما اذا تمكنت المحسوبية من عملية التوظيف، فإن عدد العاملين قد يرتفع الى 2000. حتّى هذا العدد، بحسب رأي الكريطي، يعد قليلاً جداً قياساً بفائض الأيدي العاملة في كالمحافظة والطلب على فرص العمل، لا سيما أن الجهة المنفذة للمطار غير ملزمة بتشغيل أبناء المحافظة أو غيرها.
وفي كل الأحوال فإن بإنشاء المطار ستعمّ الفائدة كل الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بقطاع السياحة في المحافظة والبلد بشكل عام، كما يؤكد الكريطي، وينعكس عمل المشروع ايجاباً أيضاً، على جباية الضرائب للدولة في حال تمكنت الحكومة من تنظيم ملف الضرائب بشكل مناسب، منوهاً، الى ضرورة حل التشابك بالنظم الضريبية المحلية والمركزية الذي قد يجعل المردودات المالية قليلة جداً لحكومة كربلاء المحلية.