اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > محو أميّتنا .. الكروية !

محو أميّتنا .. الكروية !

نشر في: 13 مارس, 2017: 09:01 م

تفشّت الأميّة، بكل عناوينها ومظاهرها وتبعاتها، في أوساطنا الكروية التي كنا نراها ذات زمان بعيد، فاعلة وصاحبة مسؤولية وقرار على المستويات المحلية والخارجي ،  فإذا بها اليوم تعطي الدليل الواضح على الوهن الذي أصاب النسيج الكروي في العراق!
ولا غرابة في الأمر مطلقاً، فمن يتصدّر قليل أو كثير من تفاصيل المشهد عندنا وصل إلى ما هو عليه الآن، مما يراه نعمة، بعد أن ركب موجة الفوضى والضغوط والولاءات البعيدة عن كل ما يمتّ للكرة بصلة، فحلـت الولاءات المستجدة في البلاد لتكون (كارت) التوصية الذي يضمن أي موقع، في حين يتوارى أهل اللعبة الحقيقيون عن المشهد لذات الأسباب، وهم الآن ينقسمون بين من نفض يديه تماماً من العودة إلى ساحة العمل مهما تكن المغريات أو المطالبات بحكم حاجة البلاد، وبين من يتحيّن الفرصة للعودة متخذاً من الانتخابات الموعودة في العام المقبل طريقاً، وإن كنت أشك تماماً في أن أية انتخابات على الطريق ستشهد تغييراً لافتاً في الوجوه فضلاً عن الطباع والممارسات!
كنت قبل يومين في حديث مع شخصية كروية من هذا الزمان تتخذ مكاناً بين من يتصدرون المشهد.. الرجل يعرفني جيداً ولا أعرفه إلا قليلاً، فكانت مبادرة منه أن يفتح معي نافذة للحوار عمّا يجري الآن في وسطنا الكروي وكيف يمكن الانقلاب بطريقة سلمية على الأوضاع، وذلك بمنح الوجوه الكروية المشهود لها بالكفاءة والخبرة والدراية، فرصة العودة لكي تعمل!
كان جوابي سريعاً حاسماً، واعترف بأنه لم يكن وديّاً بالمرة.. قلت له: في البدء لابد أن تتفضلوا أنتم وتتركوا الساحة، كي تخلوا الطريق لمن يفهم ويريد أن يعمل.. لقد امتلأت أروقة الكرة العراقية بالأميّة بعد أن غادرها أهل الشأن.. نعم .. لابد من رحيل كثير من الوجوه التي لا تفهم في الكرة إلا بقدر ما يفهمه الشاعر المعرّي في التصوير بنظام الجودة العالية!
لهجة تهكمية لم أكن قادراً على إخفائها، أنهت الحوار الذي كان يفترض أن يطول.. بعده صرت على قناعة راسخة بأن شيئاً لن يتبدّل لا بفعل الانتخاب ولا بأيّة وسيلة أخرى منظورة، لأنني أرى أساليب الترهيب قبل الترغيب هي السائدة، وهنالك شخوص إذا جرّدتها من هذه الأساليب، فلن يبقى لها سوى أميّـتها المقيتة في الكرة لعبة وفناً وحياة وتنظيماً واحساساً بالمسؤولية!
هذه الأميّة المتفشية أوجدها النظام الكروي الذي طرأ على العراق منذ دورتين انتخابيتين في الأقل، وذلك بالتبعية لميادين وحقول حياتية أخرى قريبة من آمال الناس وهمومها.. هذه الأميّة تغور نحو أبعد نقطة ممكنة من نظامنا الكروي وصولاً إلى البيئة التي تولد فيها الهيئة العامة لاتحاد الكرة.. وهنا تبدأ في العادة حكاية أخرى يجري فيها (التجهيل) المتعمد كي لا يفكر صاحب أي مشروع كروي نظيف في الوصول إلى المكان الذي يسهم فيه بصناعة قرار كروي موزون ومدروس وصائب بدلاً من هذه الهوجة الفوضوية التي باتت اللهجة العنترية سمة لها !   
لست ممن يلقي باللوم على كفاءات وشخصيات كروية بعيدة عن الميدان اليوم، فلا أقول إنها تنكـّرت للعبة وتركت بغيابها فراغات مريرة يتم حشوها بكائن من يكون.. ذلك لأنني أدرك أن الأميّة الكروية المُطبقة التي نعيشها اليوم، لا تسمح بأي عمل له قيمة أو تتوافر فيه النوايا الخالصة لوجه الكرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

قناطر: بين خطابين قاتلين

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

يا أيام بنطال "الچارلس".. من ذاكرة قلعة صالح في سوق الخياطين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان

العمودالثامن: عقدة تشرين

 علي حسين ظهر علينا مؤخراً المحلل السياسي عماد المسافر في " نيو لوك " متطور، ليحدثنا عن مخاطر من أسماهم " التشارنة "، والرجل يقصد الشباب الذين شاركوا في تظاهرات تشرين التي أزعجت...
علي حسين

كلاكيت: ساذرلاند..الممثل أدى جميع الأدوار

 علاء المفرجي مسيرة ستين عاما، مترعة بمئتي فيلم وعدد من المسلسلات الناجحة، هي حصيلة احد أهم ممثلي السينما بالعالم، دونالد ساذرلاند.. الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع. هذا الممثل الذي قيلت بحقه الكثير...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram