مكاتب بيع المواد الانشائية المنتشرة في أطراف العاصمة ، ولغرض استقطاب الزبائن وضعت في مكان بارز لافتة كتب عليها "واصل مجيس مطروح " وتقصد ايصال مواد البناء ومنها الإسمنت الى موقع العمل مقابل سعر معين ، ووسيلة النقل تكون عادة بواسطة (عنتر ستين) الجرار الزراعي المفصول من الخدمة في المزارع والحقول والبساتين بعد تراجع القطاع الزراعي واستيراد الفجل من دول الجوار فتحول الجرار، فخر الصناعة الوطنية ، الى أعمال اخرى كنقل اسطوانات الغاز ، وحمل الانقاض ، والنفايات ، الى اماكن الطمر الصحي .
يعود تاريخ صنع "عنتر ستين" الى مطلع عقد الثمانينيات من القرن الماضي ، من انتاج شركة تابعة لوزارة الصناعة تقع في الاسكندرية ، تخصصت بإنتاج شاحنات صلاح الدين وحافلات ريم تشبه الشخاطة ، باربعين وعشرين راكبا ، لم تستطع البقاء في الشارع فأزاحتها الكيات والحافلات الجديدة المكيفة ذات الكراسي المتحركة ، المزودة بشاشات عرض المحاضرات الدينية.
مصطلح "واصل مجيس مطروح " دخل الى الحياة السياسية العراقية ، اعتمدته الأحزاب المتنفذة لتوسيع قواعدها الشعبية حتى أصبح شعارا اثناء خوضها الانتخابات التشريعية والمحلية ، يطرح عند إقامة العزائم والولائم ، والمؤتمرات والندوات ، لحث اتباع التنظيم السياسي واصدقائهم ومعارفهم على التصويت لقائمة معينة ، لطالما إدعت بانها خير من يمثل المشروع الوطني وبرنامجها المقبل سيتجسد بحملة واسعة للتخلص من المحاصصة الطائفية والمذهبية وكل اشكالها المقيتة بحسب تعبير الساسة بنقلها بواسطة عنتر ستين الى مكبات النفايات خارج العاصمة .
يفتقر العراق الى وجود مؤسسات مستقلة معنية بأجراء الاستفتاء واستطلاع الرأي وما توفر منها بشكل محدود جدا ارتبط بجهات حزبية ، اعتادت على اعلان بيانات تتعلق باتساع قواعدها الجماهرية وأعداد اتباعها ، ولطالما شكك ناشطون مدنيون وخبراء بدقة تلك البيانات ،لأنها صادرة من جهات غير مستقلة ، وأصحاب هذا الرأي كالعادة تعرضوا لاتهامات بأثارة الغبار وعرقلة تحقيق المشروع الوطني .
بعيدا عن آراء المشككين ، أعلنت وزارة التخطيط في اكثر من مناسبة ، بانها مستعدة لأجراء التعداد العام للسكان ، لكن هذه الخطوة اصطدمت بجملة عقبات ،وعراقيل ، فتعطلت لحين حسم الخلافات السياسية ، واعلان جميع الاطراف التمسك بالدستور ، لحل مشكلة المناطق المتنازع عليها ، وفي ضوء ذلك اصبح الإحصاء السكاني في خبر كان ، ودخل في رفوف النسيان بانتظار معجزة عراقية تتحقق في الزمن القريب.الاطراف المشاركة في الحكومة تجاهلت اهمية الاحصاء، فلجأت الى نظرية "واصل مجيس مطروح" لتثبت لمنافسيها بانها صاحبة القاعدة الشعبية الأوسع ، مع يقينها الراسخ بانها ستحقق أغلبية مريحة في البرلمان المقبل قد تؤدي الى إصابة زعيم سياسي بنوبة قلبية وربما يغادر الحياة منتقلا الى جوار ربه .
في الانتخابات التشريعية السابقة تولى اكاديمي متخصص بالأعلام مقيم حاليا في الولايات المتحدة اجراء استفتاء بدعم دولي لمعرفة توجهات الناخبين . النتائج كشفت عن تراجع شعبية شخصيات سياسية فشلت في الوصول الى البرلمان . احتمال تكرار التجربة وارد جدا وسيلتحق آخرون بالفاشلين في الحصول على مقعد برلماني ، وأمامهم فرصة وحيدة بقيادة عنتر ستين والتحرك نحو قواعدهم الشعبية لتحقيق المزيد من التلاحم المصيري مع الجماهير على وفق نظرية "واصل مجيس مطروح "
قائد "عنتر ستين"
[post-views]
نشر في: 13 مارس, 2017: 09:01 م