الناصرية/ حسين العامل
أثار تزايد حالات الانتحار بين الشباب والفتيات في محافظة ذي قار المزيد من القلق بين الأوساط الشعبية، داعين الجهات المعنية إلى التدخل لمعالجة أسباب ودوافع الانتحار والحد من هذه الظاهرة الآخذة بالتزايد.
وقال الشاب ليث حسين في تصريح لـ "المدى"، وهو يستعرض جانبا من تفاصيل حالتي انتحار شهدتها محافظة ذي قار نهار الأول من أمس الخميس إن "حالات الانتحار أصبحت ظاهرة تستدعي المزيد من الاهتمام والدراسات للوقوف على أسبابها ودوافعها ووضع الحلول لمعالجتها من قبل الجهات الصحية والبحثية".
وأشار حسين إلى أن "حالات الانتحار بين الشباب والفتيات باتت حديث الشارع في الآونة الأخيرة حيث لم يمر أسبوع واحد من دون أن تحصل حالة أو حالتا انتحار في المحافظة".
وكانت وسائل إعلام محلية قد نقلت يوم الخميس الماضي عن مصدر من شرطة ذي قار قوله "بأن مستشفى الشطرة العام تلقى حالة وفاة لشاب في الـ 38 من عمره وقد أصيب بطلق ناري في الرأس".
وبين بان الشاب أقدم على الانتحار مستخدما مسدسه داخل إحدى غرف داره الواقع إلى الشمال من مدينة الشطرة.
فيما أشار مصدر آخر من الشرطة إلى أن شابا في الـ 39 من العمر ألقى بنفسه منتحرا من على منارة مسجد في ناحية البطحاء ما أسفر عن مصرعه على الفور.
وأوضح المصدر أن الشاب المنتحر كان متزوجا ولديه ثلاثة أطفال، ويعاني مشاكل حسب إفادات مقربين منه ومصادر طبية".
ويرى العديد من المواطنين الذين التقتهم "المدى"، أن دوافع الانتحار تعود إلى جملة من الأسباب، بينها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية غير المستقرة التي أشاعت أجواء قاتمة من اليأس في نفوس الشباب، إذ تتفشى البطالة وترتفع معدلات الفقر وتتضاءل فرص التعيين أمام الشباب عموما والخريجين بشكل خاص.
وأشاروا إلى أن الضائقة المالية التي يمر بها الشباب لاسيما المتزوجين منهم تجعلهم عاجزين عن مواجهة الضغوط الحياتية والمتطلبات الأسرية، وبالتالي تدفعهم للانتحار في ظل غياب المعالجات الحكومية الحقيقية لمشكلة البطالة.
ولفتوا إلى أن ضعف أداء المؤسسات الصحية والبحثية التي من شأنها أن تعالج حالات ودوافع الانتحار بين شريحة الشباب قد أسهم الى حد ما باستفحال ظاهرة الانتحار حيث لجأ العديد من الشباب والمراهقين ونتيجة لغياب الوعي وحالات اليأس والتهميش التي يمرون بها، الى تعاطي الحبوب والمواد المخدرة في محاولة منهم للهروب من قسوة الواقع.
وتقدر معدلات الفقر والبطالة في محافظة ذي قار بحسب تقرير نشرته وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية في نيسان 2010 بـ 34% وهي أعلى من معدلات الفقر في عموم العراق بنحو 11%، حيث يبلغ معدل الفقر في عموم العراق وفق التقرير الذي أعده الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات 23%.
وتتنوع طرق ووسائل الانتحار في محافظة ذي قار ما بين استخدام الشنق بالحبال، والرمي بالرصاص، والصعق بالكهرباء والغرق في مياه الأنهر وتناول السموم والعقاقير الطبية، فضلا عن الحرق ويعد الأسلوب الأخير هو المفضل لدى الفتيات عند إقدامهن على الانتحار.
ووضعت وزارة الصحة في الخامس من حزيران العام الجاري خطة لبحث ومعالجة ظاهرة الانتحار بين الشباب التي سجلت أرقاما متصاعدة في معظم أنحاء العراق والتي تباينت آراء المسؤولين والمراقبين في تحديد أسبابها.
وتتضمن الخطة برامج وتثقيفية عامة ومتخصصة للاقتراب أكثر من الشباب، والتعرف إلى الضغوط والمشاكل المؤدية إلى الانتحار، والعمل على إيجاد حلول علمية لها.
وتتضمن الخطة الحكومية عقد ندوات تثقيفية في دوائر الصحة العامة بالعاصمة والمحافظات للتعريف بأسبابها، ووضع الحلول للحد منها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، فضلا عن إدراج هذه الموضوعة في برنامج أصدقاء الشباب واليافعين الذي انطلق في مركز الصحة الأولية بدعم من الأمم المتحدة كما أفاد المتحدث باسم الوزارة زياد طارق في تصريح تناقلته "إذاعة العراق الحر" آنذاك.