أربيل /آكانيوزاذا كنت ضيفا على اقليم كردستان، وقمت بزيارة الى مدينة اربيل، فنقترح عليك ان تتوجه من فورك الى شارع الاسكان التجاري، الذي ينتعش وتدب فيه الحياة منذ غروب الشمس حتى ساعات الصباح الأولى، وستجد عند مرورك بهذا الشارع، كل ما تحتاجه من مستلزمات،
 من محال بيع وجبات الأطعمة الخفيفة، وحتى متاجر بيع المواد الكهربائية. مدينة اربيل، عاصمة إقليم كردستان، واحدة من مدن الإقليم الكبيرة، تتألف من 84 حيا سكنيا، ويبلغ تعدادها السكاني 807000 نسمة. وينشط في شارع الإسكان، أصحاب المحال التجارية ومارة، وباعة ومشترون، يحيون حياة الليل ويضيفون حركة نشاط تجارية على تعاملات البيع والشراء، وقد اعتاد بعض المواطنين على التنزه في هذا الشارع يوميا. وخلال السنوات الاخيرة الماضية، انتشرت في مدينة اربيل اعداد كبيرة من الاسواق التجارية الكبيرة، و"المولات" ومتاجر التبضع العصرية، حيث تدب الحياة ليلا في المتاطق التي تنتشر فيها هذه الاسواق والمتاجر، ولكن على الرغم من ذلك، تبقى لشارع الاسكان خصوصية مميزة، وغالبية المعتادين على ارتياده لا يستعيضون عنه وعن التنزه فيه بأي مكان آخر، مهما كان الاغراء كبيراً. يقول صاحب اسواق في الشارع تحسين حمد (50) عاما ان "سوق اسكان موجود منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكان آنذاك عبارة عن عدد من المحال الصغيرة، وكنت الوحيد الذي افتتح محلي فيه حتى ساعات متأخرة من الليل، اما خلال التسعينيات فقد تم افتتاح عدد من المطاعم مما اسهم في تنشيط حركة هذاالسوق، حتى توسعت واصبحت على شكلها الحالي الذي نراه اليوم". غالبية الشباب في اربيل يتجمعون في هذا الشارع لقضاء أوقات لهو اثناء الليل، كما يقول صاحب احد المطاعم ريناس سلام، ويضيف ان "غالبية مواطني المدينة، وبالاخص الشباب، معتادون على قضاء اوقاتهم في سوق اسكان ليلآ، وترى اكثر المطاعم تبقى مفتوحة وتقدم خدماتها للزبائن حتى ساعات متأخرة من الليل، فمطعمنا يبقى مفتوحا حتى الساعة 11 ليلا". يتضمن سوق الاسكان العديد من المحال التي تبيع مختلف البضاعات، الى جانب المقاهي والكازينوهات والمطاعم، فضلا عن عربات لبيع الفواكه والحلويات ومختلف الاطعمة التي يقبل الناس على شرائها. ولا يقتصر سوق الاسكان على الاطعمة والكافتريات، بل يجد المواطنون فيها جميع مستلزماتهم الضرورية التي يحتاجونها، وبشكل خاص خلال ساعات الليل، فلا يضطر سكنة الحي اوالمناطق القريبة منه الى التوجه الى مكان آخر لشراء مستلزماتهم، لأن جل ما يحتاجونه من ضرورات الحياة يجدونه في هذه السوق التجارية التي تتوسع يوما بعد يوم. ويصف المواطن سعد الله حسين(52) عاما مظاهر الحياة في سوق الاسكان بالقول، ان الحياة الليلية في هذا الشارع متميزة ونشطة على الدوام، ولكن هناك ظاهرة هي قلة النساء اللواتي يترددن على اسواق هذا الشارع، فنمط الحياة وكثرة الكازينوهات والمقاهي اعتاد ارتيادها اغلب الرجال، حتى صارت السمة المميزة لهذا الشارع الذي يكون اكثر مرتاديه من الرجال، اما النساء فحضورهن نادر الى هذه الاسواق، حيث يحضرن مع افراد عائلاتهن في بعض الاحيان، وجدير بالقول ان قوات الشرطة والامن دائمة التواجد في هذا الشارع لحماية المواطنين ومراقبة الجو العام لهذه الاسواق وهي تواصل نشاطها التجاري حتى ساعات متأخرة من الليل. ويدلي المواطن بفرين غريب"وهو موظف حكومي" بدلوه للحديث عن تواجده اليومي في هذا الشارع بالقول "اثناء ساعات النهار نكون منشغلين في دوائرنا ومؤسساتنا التي نعمل فيها، ولا تسنح لنا الفرصة لارتياد المحال والاسواق، لذلك فاننا نتوجه ليلا للتبضع وشراء مستلزمات البيت والعائلة في هذه الاسواق، التي تدب فيها الحركة والنشاط حتى ساعات متأخرة، وغالبا ما اتفق مع الاصدقاء للتواصل معهم والاطلاع على احوالهم بأن نلتقي في الكازينوهات والمقاهي الموجودة في منطقةالاسكان لشهرتها وموقعها الذي يعد قلب العاصمة اربيل. في سوق الاسكان، ترى عدداً كبيراً من مشجعي الاندية الرياضية الكردستانية والعراقية والاوروبية، وكل محل او مطعم جديد يفتتح تجد فيه اثرا لتخليد ناد او منتخب رياضي، او صور لاعبي الفرق الرياضية، واكثر من ذلك، فان هناك عددا من المطاعم والكافتريات يحمل اسماء الاندية الرياضية مثل: كافتريا ريال مدريد او برشلونة.. وفرق رياضية اخرى. ويشهد شارع الاسكان، احتفالات صاخبة خلال الليالي التي تفوز بها فرق نادي اربيل او بروسك"هذان الناديان من اشهر الاندية الرياضية في اربيل".. ولكن حماسة المشجعين والشباب تكون في أوجها عند وجود مباراة تجمع منتخبي ريال مدريد وبرشلونة، لوجود مشجعين كثيرين لهذين الناديين بين شباب مدينة اربيل. ويروي المواطن موحسين حمه امين صاحب محل تجاري في الاسكان، قصص احداث ظريفة تحصل في هذا الشارع ويقول ان "سكنة مناطق بعيدة عن سوق الاسكان يرتادون هذا الشارع في اغلب الليالي، ويقضون اوقات مسلية خلال وجود مباراة كرة قدم تجمع الاندية التي يشجعها بعض مرتادي السوق، وعند فوز فرقهم فانهم ينظمون حفلات كأنها حفلات اعراس ويقومون بأداء رقصات ودبكات على انغام الموسيق