TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :حقوق وواجبات

كردستانيات :حقوق وواجبات

نشر في: 15 فبراير, 2010: 05:16 م

وديع غزوانتميز إقليم كردستان بالمحافظة على روح المحبة والاخوة والتسامح وحرص قواه السياسية والمواطنين على تنقية الاجواء من كل نظرة مذهبية وطائفية وعنصرية لذا فان اختلاف وجهات النظر محترمة ما دامت في اطارها السياسي وبعيدة عن كل ما يثير البغضاء والمشاحنات ا ويزرع بذورتمزيق نسيج المجتمع .
 وقد وعت القيادة الكردستانية مبكراً حقيقة جوهرية مفادها استحالة بناء دولة ديمقراطية في اي بلد تكون شعارات قواه السياسية مبنية على اسس طائفية او مذهبية .. حقيقة اكدتها تجارب من سبقنا من البلدان , كما ان سياسات التهميش والاقصاء هي الاخرى تنخر في بناء هيكيلية الدولة وبالتالي ستقوضها عاجلاً ام اجلاً مهما ادعت او امتلكت من وسائل القوة .. لذا فقد عملت هذه القيادة سواء على صعيد بناء الإقليم او بناء التجربة الديمقراطية في العراق ,على اتباع سياسة متوازنة وحكيمة في علاقاتها مع الاطراف السياسية الاخرى اساسها المكاشفة والصراحة . فعلى صعيد الوضع الداخلي وترسيخ التجربة الكردستانية كان هنالك شبه اتفاق بين الاحزاب والكيانات السياسية , بما فيها المعارضة ,على الابتعاد عن الخطاب الديني الطائفي . اما على صعيد العملية السياسية في العراق ككل فقد سعت ,هذه القيادة ,ومنذ الايام الاولى لما بعد 2003على لعب دورفاعل مع كل القوى السياسية بغض النظر عن توجهاتها ومنطلقاتها الفكرية لتشكيل جبهة موحدة هدفها تقوية قواعد التجربة الديمقراطية الجديدة , وتحملت جراء موقفها العقلاني والمتوازن هذا الكثير لكنها نأت بنفسها من الانجرار الى مواقف تعصبية وعنصرية رغم ان بعض الاطراف كانت تفوح من ثنايا طروحاتها ابشع صور هذه النظرة المتعصبة والترويج لها تحت لافتة الحرص على وحدة العراق وغيره من الشعارات التي حاولت تلك الاطراف من خلالها دس السم بالعسل . ورغم تعدد الاديان والقوميات في الإقليم وانتشارها بهذه النسبة او تلك في كل محافظات كردستان , فان الجميع يعيش بامن وامان ويمارس شعائره بحرية وفي اطار قوانين واجراءات تكفل حقوقهم وتصونها ..حقوق هي من مسؤولية النظام السياسي ومن ضمنه الحكومة لحمايتها وتطويرها للاحسن , وواجبات ازاءها تجاه الوطن يتحمل الجميع مسؤولية النهوض بها , في مقدمتها ترسيخ بناء تجربة ديمقراطية وهذا لا يتحقق دون مجتمع موحد ومتماسك انظاره تتجه لعراق جديد خال من كل انواع القهر وتهميش الآخر تعيش فيه جميع المكونات بطمأنينة واستقرار . ان مهمة كهذه ليست مستحيلة اذا ما توفرت النيات الصادقة .. نعم انها صعبة وتحتاج لجهود وتضحيات وقبلهما نكران ذات لتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية الضيقة . فهل سنتمكن كمواطنين من ا ختيار الذين تتوفر فيهم هذه المواصفات ؟ سؤال اجابته ستكون بعد السابع من آذار .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram