عنما يحين موعد السفر - هذي المرة - لن توضب الملكة اليزابيث الثانية حقائبها، فلن تصطحب أيّة حقائب، ستترك مجوهراتها النفيسة النادرة في الخزائن المغلقة، وستعاف قبعاتها المتعددة الأشكال والألوان، وملابسها المرصّعة بالجواهر الحقيقية معلقة في المشاجب. ستتخلى عن سياراتها الباذخة وأثاث قصورها .. و.. و..، ستتركها كلها وتغادر حاسرة إلا من لباس متواضع يدعى الكفن.
……….
اتابع - ببعض فضول - الاستعداد والتهيؤ لوفاة ملكة أدت مهامها على أفضل وجه، بعد بلوغها التسعين، وبعد (٦٥) سنة، متربعة على سدّة العرش، كأطول فترة لملكة، لا تنافسها إلا الملكة (فيكتوريا).
منذ اعتلائها العرش عام ١٩٥٢، تعاقب على الحكم في المملكة (١٣) رئيساً للوزراء، مقابل (١٢) رئيساً للولايات المتحدة الأميريكية.
……….
يقال أن الملكة نفسها، شاركت في التخطيط لمراسيم الجنازة الَأضخم في تاريخ بريطانيا، حيث سيتوافد كثير من قادة ورؤساء العالم لحضور مراسيم التشييع.
عند إعلان الوفاة رسمياً، سيعلن الحداد لمدة إثني عشر يوماً، تتوقف فيها كثير من البرامج، سيما البرامج الكوميدية. على جميع قنوات البث الرسمية، يتوقع المراقبون تقاطر نحو مائتي ألف شخص، لإلقاء النظرة الأخيرة على الجثمان المُسجّى للملكة، في إحدى قاعات كنيسة (ويستمينستر)، في حين يصطف جحفل من الحرس الملكي على جانبي الشوارع المؤديّة للكنيسة . وستنكس أعلام ورايات الاتحاد البريطاني لمنتصف السواري، ولسوف تقرع أجراس الكنائس دون هوادة، سوف تغلق البنوك أبوابها ويتوقف عمل سوق الأسهم، ولسوف يتغير النشيد الوطني (يحفظ الله الملكة)، سوف تسك عملة جديدة تحمل صورة الملك الجديد، الذي سيقسم يمين الولاء للبرلمان والكنيسة، يتساءل البعض عن احتمال تنازل الأمير (تشالز) عن حقه في العرش لابنه (ويليام) ، تلك توقعات يجري تداولها سرّاً وعلانية دون جزم أو تأكيد.
………
بحزن دفين، أقارن مراسيم وبرامج رحيل الملكة الحضاري الوقور- وهي على قيد الحياة - أقارنه بترحيل البعض من رؤساء وملوك دول العالم الثالث.. بالقتل أو النفي أو بانقلاب أو بإزاحة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
## : التفاصيل أعلاه، مستلة من بعض الصحف البريطانية والمواقع الإلكترونية.
رحيل ملكة !
[post-views]
نشر في: 15 مارس, 2017: 09:01 م