اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > اشتداد الخلافات بين (المهاجرين والأنصار) يعجّل من نهاية داعش في القائم!

اشتداد الخلافات بين (المهاجرين والأنصار) يعجّل من نهاية داعش في القائم!

نشر في: 18 مارس, 2017: 12:01 ص

(أبوعبدالله الكربولي) أحد الذين أخطأوا بالقائم، وكاد أن يدفع حياته ثمناً لهذا الخطأ، فهو ضابط سابق بأربعينيات العمر لم يرجع إلى الخدمة بعد عام ٢٠٠٣، ولجأ للزراعة وتجارة الأغنام، ابو عبدالله  دخل الكلية العسكرية في زمن النظام السابق نزولاً لرغبات

(أبوعبدالله الكربولي) أحد الذين أخطأوا بالقائم، وكاد أن يدفع حياته ثمناً لهذا الخطأ، فهو ضابط سابق بأربعينيات العمر لم يرجع إلى الخدمة بعد عام ٢٠٠٣، ولجأ للزراعة وتجارة الأغنام، ابو عبدالله  دخل الكلية العسكرية في زمن النظام السابق نزولاً لرغبات والده، بينما كانت رغبته الاتجاه صوب كلية هندسة الميكانيك خاصةً وأن معدله آنذاك، يؤهله لدخول الكلية، وبعد عام ٢٠٠٣ لم يلتحق عسكرياً، وفضّل ممارسة حياته الطبيعية عبر الزراعة، فأسّس مزرعة نموذجية، تشمل دواجن ومواشي وبيوتاً زجاجية للخضروات.

لكنه اعتقل من قبل القوات الأمريكية، بعد أن وشى به أحد أقربائه، وبقي بحدود الاسبوعين، ولمّا لم يجدوا شيئاً قرروا إطلاق سراحه، لكنه طالبهم بتعويض مادي أو معنوي، كما طلب منهم بعض الأسمدة والمعدات الزراعية البسيطة لتطوير الأرض، وبالفعل أوصلوا إليه بعض أنواع الأسمدة وأبحاث زراعية ومواد ميكانيكية. وبعد أن سيطر تنظيم القاعدة على الأنبار بالأعوام  ٢٠٠٥ و٢٠٠٦ و٢٠٠٧ تم اختطافه بحجة العمل مع الأمريكان، ولم ينج منهم إلا بعد دفع مبلغ قدره ٤٠ الف دولار، آنذاك فقرر السفر الى سوريا مع عائلته ليعود الى الأنبار، بعد أن هدأت الأوضاع، لكن المزرعة النموذجية، تحوّلت إلى خراب لكن رغم ذلك أعادها الى سابق عهدها.

مقاومة مركز شرطة القائم
وعن الكيفية التي دخل فيها التنظيم الى القائم، يروي الكربولي لـ(المدى) الكل سَمِعَ وقرأ كيف أُحتُلت الموصل من قبل بضع مئات من الأرهابيين دون اية مقاومة. متابعاً: فأول من دخل، عناصر لمدينة القائم لاتتجاوز اعدادهم الـ(400) عنصر عن طريق الجزيرة، ثم منطقة الرمّانة بعد انسحاب قوات الحدود، والذين كانوا اغلبهم من الموصل، وانسحابهم جاء مفاجئاً، خاصة بعد اتصال أهاليهم بهم وأخبروهم بأن التنظيم سيطر على جميع ارجاء مدينة الموصل. مضيفاً: أن أول دخولهم كان على مركز شرطة العبور، حيث قاوم افراد المركز مقاومة قوية إلا أن نفدت ذخيرتهم، وكان عددهم بحدود (150) شخصاً بين ضابط ومنتسب بعدها انسحبوا، لكن التنظيم اختطف بحدود (25) منتسباً من الذين قاوموا وهم من أهالي مناطق الرمّانة والربط والباغوز، وأعدموهم رميآ بالرصاص. مسترسلاً: بعدها انسحبت كل القطعات العسكرية والأمنية، وتعرضوا لإطلاق نار كثيف من الخلايا النائمة، التي كانت بالقائم، وظهروا بمجرد دخول عجلات التنظيم للمدينة واستشهد على أثرها بحدود (30) منتسباً وضابطاً، فيما استولى التتظيم على آليات مختلفة   .
وأوضح الكربولي: أنه خلال اليومين الأوليين، خرج الكثير من اهالي القائم، وبخاصة عوائل منتسبي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية والعوائل ميسورة الحال، لأن التنظيم خلال الأيام الأولى، لم يغلق جميع الطرق وكان يستعمل الحيلة لاستمالة عواطف الناس. مستطرداً: على الرغم من أنهم أعلنوا بشكل مباشر عن دولتهم المزعومة، كما أن التنظيم لم يجبر أحداً على الانضمام معه. مستدركاً: لكن جميع من معه بالقائم، إما كان بالقاعدة أم الفصائل المسلحة مسبقاً أم بايع تنظيم داعش بالسر، قبل احتلال المدينة ام انتمى حديثاً بسبب طمعهم بالمكاسب وتطرّفهم وجهلهم وكرههم للإنسانية .

الترف للدواعش والضنك لأهل القائم
ويسترسل أبو عبدالله بحديثه لـ(المدى) بعد أن تمكن التنظيم من السيطرة على كل القائم، قاموا بالاستيلاء على الأسواق والمؤسسات الحكومية ومنازل المنتسبين والضبّاط ومزارع الميسورين، وبدأت اعداد كبيرة من الأجانب والعرب يصلون تباعاً للقائم، وكثير منهم أتوا مع عوائلهم (الاوزبكيين والروس والشيشان والقوقاز وأوربيين وامريكان، والعرب من المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان والأردن وسوريا والسعودية وفلسطين). مضيفاً: أصبحنا غرباء في مدينتنا، فلم استطع تحمّل ماجرى، وانا أرى شيوخ وشباب ومراهقي وحتّى بعض نساء القائم، يساندون ويساعدون الدواعش على أبناء جلدتهم، وبقيت طوال ستة أشهر مع عائلتي داخل المزرعة دون خروج نهائياً، وكنت اقضي الحاجات الضرورية من خلال إرسال قائمة طلبات بيد أي سائق أجرة لسببين.
وبيّن الكربولي: أن أراذل القائم من الملوّثين اجتماعياً صاروا يتحكمون برقاب العباد وبأرزاقهم، فالدواعش كانوا يربحون يومياً ملايين الدنانير، جراء التجارة بالمواد الغذائية والمحروقات المقبلة من سوريا والعقارات بكل أنواعها (منازل، أراض، محال، معامل، بسطيات) بينما كان يعاني المواطن غير المنتمي للتنظيم، الأمرّين بتوفير ابسط حاجياته اليومية. مشدداً: أن القيادات بالقائم، اغلبهم عراقيون، وهذا لايعني أن العرب  والأجانب لم يكونوا ذات أهمية. مردفاً: على العكس، يُعتبر هؤلاء اصحاب النفوذ الأقوى بالقائم وكلمتهم مسموعة لدى زعيم التنظيم الارهابي، فأنيطت للعرب حصراً المحكمة الشرعية والتي اتخذت من أحد جوامع المدينة مقراً عاماً لها.

التبشير بدخول الدواعش
وتابع ابو عبدالله حديثه: كما كانت القائم مقراً لما يسمّى بولاية الفرات التي تولى أمرها الإرهابي (ابو أنس السامرائي) والتي تمتد من حدود منطقة الدير الى مدينة حديثة، وأبو أنس، هو أول من أعلن قيام دولة الخلافة المزعومة، وهو أول الذين دخلوا للقائم مع مجموعته الإرهابية، وهو من الجيل الأول بالقاعدة وفي سجله الاجرامي العديد من الجرائم، آخرها خطف اربعة من أولاد شيوخ البو محل على طريق بيجي - حديثة اثناء عودتهم من أربيل عام 2013 ولم يطلق سراحهم إلا بعد أخذ فدية، وأرسل في حينها رسالة معهم أن سيل "الدولة الإسلامية" قادم وسيغطّيكم . مشيراً: الى أبي داود المحلاوي، نائب والي الفرات ومسؤول الأمنية (الذي ذُبِحَ  لاحقاً بسوريا من قبل الدواعش أنفسهم بعد هزيمتهم في حديثة، اثناء ما هاجموا بخمسين انتحارياً وبحدود 500 إرهابي حيث كان مسؤولاً عن ما تسمّى الغزوة، واعطى أمراً بالانسحاب بعد أن تصدى لهم الجيش والشرطة والعشائر) منوهاً: الى أن أسماء بقية الارهابيين الذين دخلوا القائم، منهم ابو فاطمة الحرداني نائب والي الفرات اللاحق/ مسؤول الحسبة أبو مصعب الكربولي أبو النور الكربولي مسؤول البحث والتحري/ أبوطلحة السوري مسؤول الشرطة العسكرية أبو عزام الشعباني مسؤول الشرطة الاسلامية/ مرضي الحرب مسؤول الموارد المالية للدواعش (قتل بضربة جوية) / الملا حميدي الجغيفي مسؤول شؤون العشائر (قتل بضربة جوية) / ابوعبيدة الراوي مسؤول عقارات الدولة/ ابوعبد الله العزاوي القاضي الشرعي (من أهالي بغداد).

التعذيب وتقطيع الأجساد
وأضاف الكربولي: أن هؤلاء قاموا بتفجير مقر اللواء ومقر مديرية الشرطة وجميع المخافر الحدودية بعد أن سرقوا جميع محتوياتها، وكانوا يصرّحون علناً بأن (العوام) وهم الذين لم يبايعوا داعش، عرضةً للمساءلة بأيّ وقت. مضيفاً: فبعد أن اجبروا المنتسبين الذين بقوا بالقائم على التوبة وأخذ سلاحهم (البندقية والمسدس) رجعوا بعد ذلك وخطفوهم وعذّبوهم ثم أخذوا فدية من أهاليهم وقتلوهم بحجة مساعدة (الطواغيت) كما يسمونهم. متابعاً: وبعض الأحيان يتحجّجون وقد حدث أنهم قاموا باختطاف شاب في الثلاثينيات من العمر كان يعمل بقيادة الحدود بوشاية من أحدهم وعذّبوه بطريقة وحشية وكانوا يسألونه عن سلاح BKC كان بذمّته ولم ينجو إلا أن باع ذووه سيارة قديمة لديهم واشتروا سلاح BKC وأعطوه للتنظيم لتخليص ولدهم من التعذيب.
واستطرد أبوعبدالله: فِي احدى الجمع تأخر أحد اصحاب المحال التجارية في غلق محله فجاءت سيارة الحسبة وترجّل منها تونسي ضخم الجثة كثيف شعر الرأس واللحية، وحاسبه على تأخيره للذهاب الى الجامع وكفّره، فما كان من صاحب المحال إلا مجادلته وإفحامه بالشرع، فلم يستطع التونسي إجابته أو الرد عليه ليشهر سلاحه ويقتله. مستطرداً: كانوا يخطفون الناس على الشبهات ويطلقون عليهم أنواع الافتراءات، لكن اكثرُ المناظر بشاعة والتي غيّرت مجرى حياتي، تلك التي عذبوا فيها أربعة أشخاص من أهالي حديثة خطفهم التنظيم مسبقا،ً حيث قطّعوا أجزاء من اجسادهم بالساطور وهم أحياء ومن ثم ذبحوهم أمام أنظار الناس. مبيناً: أن وجهاء المدينة هم أول من قُتِل على أيديهم، والسبب معروف بطبيعة الحال، لأنهم لم يبايعوا ولم يعطوا من أموالهم، فكان القتل نصيبهم، ويوضح أن، الدواعش المتواجدين حالياً بالقائم، أغلبهم مصابون إصابات بالغة جرّاء الضربات الجوية، فلا يمكن أن ترى احداً منهم سليماً.

لماذا قبّلت الأوزبكية يد ولدها
ويروي الكربولي قصصاً لايمكن تخيلها سوى بالأفلام، فكيف لأطفال يقتلون بمساعدة أمهاتهم، وهذا ماحدث فبعد أن يدخلوا الأولاد الذين لاتتجاوز أعمارهم ١٢ سنة معسكرات تدريب، يُخرجوهم للتنكيل بالناس، والغريب ما شاهدته من عائلة أوزبكية، حيث قتل ابنهم الذي لايتجاوز عمره العشر سنين رجلاً بدوياً يرعى الأغنام امتنع عن دفع ما يسمونه زكاة الأغنام، في وسط القائم، وكانت أمه تُقبل يده وتشدُ عليه وهي فرحة بما فعله، بل أن نساء ما تسمى الحسبة والبحث والتحرّي أذاقوا نساء القائم السمّ الزعاف من خلال التضييق حتى داخل البيوت، فويلها من التي يجدن معها اكسسوارات نسائية بشتى أنواعها، ناهيك عن التجسّس وإيصال المعلومات التي  راح ضحيتها الكثير من أهل القائم، ولابد أن نشير إلى أن هناك عوائل لم يُعرف عنهم أنهم بالتنظيم، لكنهم تصاهروا مع عناصر التنظيم، وبخاصة القياديين منهم، وهذه الظاهرة لم تعهدها حتى الموصل والتي تُعتبر مركز ثقل التنظيم.

الحنين للعسكرية بسبب تصرفات التنظيم
 لم تكن القائم بمعزل عن المدن التي سيطر عليها التنظيم، فوصل إلينا كل ماسمعناه وأرجعونا الى قصص التاريخ، حينما كنا نسمع بسبي النساء ولم نكن نعقلهُ إلا حين رأيناه بأمّ أعيننا اكثرُ من ١٥٠ سبيّة أيزيدية ومن مختلف الأعمار وزعهن التنظيم على قيادتهم من العراقيين والعرب والأجانب، لكن الحصة الأكبر كانت لما يسمى مسؤول ديوان العشائر (الملا حميدي الجغيفي) والذي قُتِل ومعه اثنان من مرافقيه بضربة جوية دقيقة بالقائم حيث كان في بيته خمس ايزيديات يعاملهن وبحسب شهود عيان كالجواري، وفِي منطقة أخرى من القائم، هربت اثنتان من الايزيديات، وأجارهما أحد الأشخاص من أهل القائم ولولا وشاية بعض المنافقين من جيرانه لما عرف التنظيم مكانهما، وحاول هذا الشخص ان ينقذهما حيث عرض عليهم مبلغ عشرة آلاف دولار مقابل بقائها لديه، فرفضوا ثم فاوضهم على شاحنة (تريلة) فرفضوا ثم عرض عليهم أن يتزوجهما فرفضوا، فما كان منه إلا أن يرفض تسليمهما لهم، فقتلوه بدم بارد وأخذوا الايزيديتين الاثنتين من جديد.  
يقول مصدر أستخباري لـ(المدى) إن الأجهزة الاستخبارية العراقية تطوّرت بأسلوب عملها وأمسى مسرح العمليات مكشوفاً تماماً لها، وهذا بفعل تعاون أهالي المناطق التي كان التنظيم يسيطر عليها، وبفعل الخطط التي رُسمت لاختراق التنظيم. مردفاً: ولا يمكن أن ننكر أن التنظيم  استطاع أن يفجّر عدة مفخخات على مستوى بغداد والمحافظات. مستدركاً: لكن يقابل هذا الخرق تفكيك خلايا للاغتيالات واعتقال مطلوبين وإفشال مخططات انتحارية وضربات جوية لأهداف خطرة والاستيلاء على متفجرات كان العدو يروم إيصالها إلى بغداد ومحافظات الوسط بحيل لا تخطر على بال أحد.
أبوعبدالله الكربولي أحد هؤلاء الاشخاص الذين تعانوا مع الاجهزة الاستخبارية إذ يقول: على الرغم اني غادرت العسكرية باقتناع إلا أن المشاهد المؤلمة والظلم الكبير أرجع اليّ الحنين للعسكرية، وسألت نفسي هل من المعقول والمنطقي أن يسيطر هؤلاء الشراذم على مقدّراتنا. مضيفاً: فتواصلت مع بعض الإخوة الثقاة وعن طريقهم استطعت إيصال اقتناعي بضرورة التواصل مع خلية الصقور الاستخبارية، وبالفعل تم التواصل وإيصال أدق المعلومات عن تحركاتهم وأعدادهم وأماكن تواجدهم، وتمّ توجيه عدة ضربات جوية، قُتِل على أثرها الكثير من عناصر التنظيم ومع كل ضربة دقيقة يُزرع أمل جديد، فتم استهداف عدة معامل للتفخيخ ومضافات ونقاط إعلامية.

التعذيب يجبر الكربولي على الاعتراف
وبشأن اعتقاله من قبل التنظيم وكيف حكم عليه بالإعدام، ذكر الكربولي: لم يكن يصبرني على جور وظلم الدواعش إلا الضربات الجوية والسيكارة، والأخيرة كانت ممنوعة تماماً بالقائم، والذي يُمسك بها، فعقابه شديد الجلد والسجن والغرامة. مردفاً: الى أن جاء اليوم المشؤوم، حينما كنت ارعى بالأغنام في عمق الجزيرة، ولم انتبه لمفرزة الدواعش، كانت خلفي ورصدوني أُدخن سيكارة تلو الأخرى، وبمجرد أن رجعت لمزرعتي طوّقوا المكان وأخذوني لجهة مجهولة. موضحاً: أنه بقي دون طعام أو شراب ليوم كامل، بعده تم نقله الى سجن فيه بحدود ٢٥ شخصاً كلهم بتهمة التدخين أو المتاجرة بالسكائر. مبيناً: أنهم انهالوا عليه بالضرب والشتائم حتى فقد وعيه وبعد أن صحى تكرر نفس المشهد.
وأضاف الكربولي: أنهم أرادوا انتزاع اعتراف بأنه تاجر دخان، سيما وأن احد أقاربه منتمي للتنظيم، قد أخبرهم أنه يملك أموالاً كثيرة من خلال تجارة السكائر، والصحيح، أن ابا عبدالله كان يشتريها من شخص آخر. مؤكداً: انه بسبب التعذيب، اعترف أنه تاجر سكائر وبصم على ذلك، واصعدوه الى ما يسمّى بالقاضي الشرعي، فحكم عليه بدفع ١٦ مثقال ذهب سورياً، وبعد أن تسلموا المبلغ حوّلوه الى مكان آخر معتقداً انهم سيطلقون سراحه، ولما سأل الموجودين، تبيّن أنه محكوم عليه بالقصاص أي (القتل رمياً بالرصاص أو الذبح) فأيقن بأنهم قد يكونوا عرفوا بمساندته الأجهزة الأمنية من خلال رفدهم بالمعلومات، لكنه رغم الحكم كان سعيداً فقد استطاع مقاومة هؤلاء الارهابيين حسب مقدرته.

الصقور الاستخبارية بالمرصاد
ليس من عادة خلية الصقور الاستخبارية ترك مصادرها أو المواطنين الذين يساعدونها عرضةً للخطر والمشاكل والاعتقال، اذ يقول مصدر استخباري لـ(المدى): بعد أن عرفنا أن التنظيم يحتجز الكثير من المواطنين بتهم ما أنزل الله بها من سلطان، تم تشكيل فريق عمل لتحرير هؤلاء الأبرياء وكان التحدي يخصّ الزمان والمكان، فالسرعة كان لابد منها ولايمكن التنفيذ من دون معرفة الأماكن. مضيفاً: فتمت تهيئة احد المصادر الشجعان، في القائم للمهمة، مستغلين نفس طريقة اختطاف المواطنين بتهمة التدخين، ويضيف اضطررنا للتضحية بمصدر مهم كان قد أوهم التنظيم، بأنه أحد مؤيديهم وتلخصت المهمة، قيام المصدر بالتدخين أمام بعض جواسيس الدواعش. متابعاً: بل وإخبارهم أن من يريد الدخان (سكائر ومعسل الأركيلة) على استعداد لبيعه شريطة أن يكون ثقة ولا يتفوه بكلمة أمام اي غريب، وماهي إلا ثلاثة أيام حتى أتت عجلات داعش واقتادتهُ وتعرض لتعذيب شديد.
واستدرك المصدر: لكن المصدر التزم بالاتفاق من اجل غايات أسمى، واعترف لهم أنه يبيع السكائر، ففرضوا عليه غرامة بحدود ١١ ألف دولار وفِي هذه الأثناء، تم التنقّل به الى أربعة سجون بحدود الشهر ونصف الشهر، ولكونه من أهالي القائم كان يعرف أين يذهبون به، فتم دفع المبلغ وخرج بسلام. مسترسلاً: بعدها مباشرةً تم سحبه وعائلته بعد أن اتفق مع مهربين بالقائم لإخراجه من المدينة دون أن يشعر فيه التنظيم كون المهربين أنفسهم متعاونين مع التنظيم، وبعد ثلاثة ايام وصل لمنطقة آمنة في الانبار، وكانت عملية بغاية الدقة والصعوبة أيضاً. مضيفاً: انه وبدلالة المصدر، تم استهداف السجون من قبل خلية الصقور الاستخبارية بالتعاون مع القوة الجوية العراقية، في وقت واحد حيث كانت الضربات دقيقة جداً تمّت بصواريخ نوعية قُتِل على أثرها حراس السجون من الإرهابيين دون أن يتضرر من كان محجوزاً بأضرار جسيمة واستطاعوا الهرب.

صبي يخترق بيت قائد داعشياً
بعد أن استطاع أبو عبدالله الكربولي ومن معه من سجناء يقدر عددهم  ١٦ سجيناً محكوماً عليهم بالقصاص النجاة، بين أن فكرة الهرب كانت خطرة جداً وقد تكلف الكثير، لكن بالتأكيد لا خيار لنا. مضيفاً: من ضمن الذين حكم التنظيم عليهم بالقتل صبي بالثالثة عشرة من عمره كان قد دخل مع رفاقه الثلاثة إلى بيت أحد قادة الدواعش حيث أخذوا اللابتوب الشخصي ومجموعة من الدفاتر والأوراق ومسدساً وناظوراً، وتبيّن أن هؤلاء الصبية، أرادوا الثأر لذويهم الذين قتلهم التنظيم بحجج واهية. مستدركا: لكن سوء القدر أوقعه بقبضتهم وكان همي أن أخرجهُ سالماً لأنه تعرض لتعذيب لا يتحمله عشرة رجال مجتمعين، حيث تم إيصاله الى أهله بحديثة، بطريقة لايمكن ذكرها، وهي نفس الطريقة التي اخرجتُ بها عائلتي وبنفس الساعة التي هربتُ فيها. وأنهى الكربولي: كلامه قائلاً إن، التنظيم بالقائم بأضعف أحواله منذ عام ٢٠١٤ وكثيراً ما كنا نرى وبخاصة خلال الأشهر الأخيرة، شجارات تتوسع إلى حدوث إطلاقات نارية بين ما يسموهم (المهاجرين والأنصار) فكليهما يوجّه أصابع الاتهام بالخيانة للآخرين، وهم لايعرفون أن الأجهزة الاستخبارية اخترقت أعقد الحلقات لديهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفلام إباحية على أرصفة الباب الشرقي تتحدى الحشمة والقانون!!

السِبَح.. أسرار عميقة وأسعار مرتفعة بعضها يعادل الذهب

الجمعية الانسانية: قوانين التقاعد لم تنصفنا أبداً

(شيء لا يخطر في بالكم) أهم مكونات العطر المزيف

كل شيء عن المخدرات فـي العــراق .. أنواعها ... مصدرها.... وطرق دخولها

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram