TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مطلوب.. زوج

مطلوب.. زوج

نشر في: 17 مارس, 2017: 09:01 م

عرض عليّ أحد اصدقاء الصفحة، أن أكتب مقالاً حول دعوة النائبة جميلة العبيدي، لإقرار قانون يقضي بإلزام الرجل الزواج من أكثر من امرأة لحل مشكلة الأرامل والمطلقات والعوانس، والذي وجد له صدى في الشارع العراقي، أكثر من تطورات القتال في الموصل، وكل القضايا الأخرى المحلية منها والعربية والدولية.. ولأن الصديق ينتمي الى فئة الذكور فقد طلب مني أن أكتب بحيادية تامّة كوني انتمي الى فئة الإناث...
لكي تصل رسالة الكاتب الى القرّاء، لابد أن ينظر بعين واحدة الى من يود الكتابة عنهم فلا تميل كفته الى جهة ما، بل يطرح القضية التي يجد ضرورة في وصولها الى القارئ ويقترح لها حلولاً أو يضعها بين أيديهم ليحكموا بأنفسهم، وهذا ماسأفعله، فإن كانت النائبة العبيدي، تجد نفسها محقّة في دفاعها عن شريحة النساء المتضررات من الترمّل والطلاق والعنوسة، باقتراح تزويجهن ودفع مبالغ مالية للرجال، لتسهيل ارتباطهم بهن، وتجد في ذلك وسيلة ناجعة لتخليصهن من الانحدار أخلاقياً، ومنح الأرامل والمطلقات الشابات منهن، فرصة بناء أسرة، فالرجل يجد نفسه محقّاً أيضاً، في تحصيل حقّه في الزواج، إن كان شاباً عاجزاً عن ذلك ماديّاً ويجد أغلب المتزوجين من الرجال، ارتباطهم بأمرأة أخرى أو عدّة نساء، حقاً طبيعياً يضمنه الشرع وقانون الأحوال الشخصية أيضاً، أما النساء المتزوجات، فمن حقهن الدفاع عن حياتهن الأسرية والاحتفاظ بأزواجهن بعيداً عن منافسة أخريات لهن عاطفياً ومادياً.. ولكن، وبحيادية تامة اتساءل أما كان الأحرى بالنائبة العبيدي، أن تغوص في أعماق المشكلة لحلها جذرياً بدلاً من البحث عن حل قد يفاقم مشاكل المجتمع، فالزواج الثاني يعني مسؤولية مضاعفة وسبل إنفاق جديدة ومشاكل عائلية لاتنتهي، وقد يستغل البعض المنحة المادية الممنوحة لهم استغلالاً فاسداً بتسلمها، ثم الانفصال بالاتفاق مع الزوجات أو خداعهن !! ألا تجد العبيدي الحل، في انقاذ المرأة من الحاجة الى الرجل كمعيل بتمكينها من الإنفاق على نفسها وأولادها ويتحقق ذلك ببساطة حين توفر الدولة فرص عمل للنساء والشباب، ولأن الدولة عاجزة عن إنقاذهم من البطالة والتقشف، مازال مستمراً فلايمكن أن يكون الحل بتكوين أسر جديدة
، ومايرافق ذلك من متاعب..
ذات مرة ، قدّم أحد الأقارب، هدية لابن شقيقته، فقال له الشاب شاكراً:"يوم عرسك خالو".. ومن المعروف إن هذه العبارة، تدغدغ آذان أغلب الرجال المتزوجين، لكن الرجل اعترض على كلام الشاب، لأنه قالها أمام زوجته ولم يراع مشاعرها الانثوية، فمجرد التفكير بامرأة أخرى يجرح كرامة الزوجة!! ربما هي حالة نادرة بين الرجال، لكنها تلخص ماتشعر به المرأة التي تجد نفسها مجبرة على مشاركة امرأة اخرى بزوجها، وهذا شيء تلتقي فيه كل النساء... كيف يمكن إذن أن تصبح إهانة كرامة الزوجات قانوناً يشرّعه مجلس النواب، فيأخذ حيزاً كان يمكن أن يشغله الاهتمام بقضايا أكثر فائدة للوطن.. لعلني ابتعدت عن الحيادية وبدا رفضي للقانون واضحاً مابين السطور، لكن من شروط الكتابة، أن يكون الكاتب منطقياً ليقنع قرّاءه والمنطق العراقي، يقول بأن مشاكل البلد أساسها الحروب والسياسات الخاطئة والفساد، وقد أبدت إحدى النساء استعدادها لتقبل زوجة ثانية، مقابل أن يُمنح زوجها وظيفة ومسكناً، ففي الوقت الذي يصعب فيه الحصول على تعيين وقطعة أرض تضمن حياة الأسرة الأولى، لايكون الحل قطعاً، في الزواج بامرأة أخرى وتكوين أسرة جديدة، حتى لو كانت الدعوة لذلك محاولة دعائية استعداداً للانتخابات..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram