بغداد/ المدىلم يزل تاريخ العراق الحديث موضوعا بكرا في الكثير من حلقاته، على الرغم من الدراسات والبحوث والمقالات الكثيرة التي تناولته، وما زال المتلقي متلهفا لمعرفة اسرار هذا التاريخ الجاهلية وغوامضه وفي الوقت نفسه نجد ان تاريخ مصر الحديث اصبح معروفا بدخول آخر الى ما كتب عنه وهو الدراما التلفزيونية فضلا عن الاعمال السينمائية الكثيرة التي ابرزت ما يريده المتلقي دون العودة الى مصادره او مراجعة.
 وفيصل الاول ملك العراق ومؤسس الدولة العراقية 1921-1933 لم يزل تاريخه الزاخر، حري بالاعمال التلفزيونية بعد تجارب متواضعة لم تضف شيئا الى الذاكرة الجمعية. ومن هنا بدأ كاتب الدراما عباس متعب الناصر، كتابة نصه الدرامي عن الحياة العامة في عهد فصيل الأول، وفق رؤية جديدة معتمدة على المصادر الرئيسة في ذلك، بعد عملين دراميين هما (مملكة الشر) و(الشيطان امرأة) وقد عرضا على احدى الفضائيات المحلية. وبعد عودته من دمشق قال عباس متعب لاخيرة المدى: لهذا العمل الكبير استغرف وقتا لا يستهان به بعد ان تم جمع عدد كبير من المصادر والوثائق والصور النادرة واللقاءات مع عدد من المؤرخين. واضاف: ان الشخصية المحورية في المسلسل شاب متعلم له صلة بالحركة الوطنية المتأججة منذ ثورة العشرين ويعمل موظفا في البلاط الملكي في الوقت نفسه ليكون الشاهد على الحركة التاريخية انذاك والصراع الثلاثي المحتدم بين الحركة الوطنية والبلاط والمندوب السامي البريطاني، وما تضمنه ذلك من حوادث مريبة ومفارقات، وانتهى بشبهة جنائية دارت حول وفاة الملك فيصل الاول خارج العراق. وذكر الناصر الدراما العراقية لم تزل لاسباب غير خافية بطيئة الايقاع ضعيفة التأثير ولا يمكن اللحاق ولو بعيداً عن تطور الدراما العربية التي قطعت اشواطا سريعة في معالجة قضايا كانت شبه محرمة سابقا في الوقت نفسه الذي الذي مكثنا تحت قيد الخوف والرقيب القديم والجديد.