رحل عن دنيانا الموسيقار الأسطوري تشاك بيري – الذي يعود له الفضل في اختراع موسيقى  الروك أند رول - عن عمر ناهز التسعين عاماً ، كما أعنت مصادر الشرطة المحلية في ولاية ميسوري الاميركية إن رجال الإسعاف الذين تم استدعاؤهم لمنزل بيري عثروا عليه

رحل عن دنيانا الموسيقار الأسطوري تشاك بيري – الذي يعود له الفضل في اختراع موسيقى  الروك أند رول - عن عمر ناهز التسعين عاماً ، كما أعنت مصادر الشرطة المحلية في ولاية ميسوري الاميركية إن رجال الإسعاف الذين تم استدعاؤهم لمنزل بيري عثروا عليه فاقداً للوعي وحاولوا تقديم المساعدة لإنقاذ حياته من دون جدوى.. ووصف المغني والشاعر الأمريكي بوب ديلان ، بيري بأنه "شكسبير الروك أند رول." اما المغني الانكليزي ميك جاغر، فقد رثاه  قائلا ان موسيقى بيري "أضاءت لنا سنوات المراهقة"،في حين وصفه المغني والملحن الامريكي  بروس سبرينغستين بأنه "من اعظم مَن كتب أغاني الروك اند رول على الاطلاق"، "لقد كان بلا جدال هو الملك".

وترك بيري وراءه أعمالاً كبيرة من بينها "مايبلين" و"رول أوفير بيتهوفن" و"جوني بي غود"، أثرت بأجيال من الموسيقيين. وأعلن يوم عيد ميلاده التسعين   في تشرين الاول الماضي انه يستعد  لإصدار ألبوم جديد – هو الاول له منذ 38 عاما. ومن المتوقع أن يصدر هذا العام.
وقالت الشرطة "ان  أسرة الفقيد تطلب احترام خصوصية الحدث خلال هذا الوقت العصيب ."
وقال عنه . مايكل جاكسون : ان تشاك بيري هو المبتكر الحقيقي لروك اند رول " اما  جون لينون عضو فريق البيتلز فقد قال عنه" إذا اردت ان تعطي لروك اندر رول اسم آخر يمكنك ان تسميه تشاك بيري ".
ومهارته كعازف غيتار ألهمت اجيالاً من الفنانين ، أمثال كيث ريتشاردز، و جورج هاريسون، بروس سبرينغستين، وبيت تاونشيند.
وكان تأثيره كبيراً بحيث ان أغنيته "جوني بي غود" سبقته الى السماء، فهي اغنية الروك الوحيدة التي نقلها مسبارا "فويجر 1" وفويجر 2" الى جانب كنوز اخرى للبشرية، الى الفضاء لتطلع عليها المخلوقات الفضائية في حال وجودها. والمسباران يحلقان الان خارج النظام الشمسي,.ولكن بيري اكتسب سمعة كونه شخصاً عنيداً  في بعض الأحيان.
ويتحدث المغني جيري لي لويس عن الجدالات التي كانت تحصل بينهما فيقول : كان مصراً على  انه ملك الروك أند رول وكنت أجيبه، بل أنا ، فكان يبرهن على أحقيته باللقب
ويتذكر  لويس ايضا ان والدته قالت له: "الآن أنت والفيس ممتازان  ولكنكما لستما مثل  تشاك بيري".
وكانت  لبيري مشاكساته  مع القانون، فقد دخل السجن  ثلاث مرات على الأقل.
أمضى  ثلاث سنوات من حكم بالسجن لعشرة اعوام ، عاماً بتهمة  السطو المسلح وسرقة السيارات في عام 1944.
وفي عام 1960، عندما كان نجماً مشهوراً، أدانته هيئة محلفين كان جميع اعضائها من  البيض بخرق  القوانين والاتجار بالبشر  ". وأُسقطت عنه هذه الاتهامات بعد أن أدلى القاضي بتعليقات عنصرية!
وفي عام 1979 أمضى  120 يوما في السجن بسبب تهرّبه  "الضريبي." وكتب بيري في مذكراته "يبدو انني أرتكب خطأ كبيراً كل 15 سنة.
وعلى الرغم من كل ذلك، فحالما أُعلن خبر وفاة بيري، حتى سارع موسيقيون بارزون إلى نعي الفنان الراحل، مشيدين بموهبته وتأثيره.
ووصفه المغني ومؤلف الأغاني هيوي لويس بأنه "ربما أهم شخصية في كل (تاريخ) الروك اند رول".
وأضاف لويس "أعماله الموسيقية وتأثيره سوف تدوم للأبد".
ولِدَ تشاك بيري في 18 تشرين الاول/اكتوبر 1926 في سانت لويس في ولاية ميزوري وتعلم عزف الجاز على الغيتار خلال طفولته وراح يقوم باعمال متفرقة. واصبح مصفف شعر وتزوج وأنجب الاولاد وكان يحسن أجره الشهري بالعزف على الغيتار في نوادٍ عندما تنبه الى موهبته فنان البلوز مادي ووترز.
سجل عام 1955 اول اغنية له "مايبلين" التي لاقت رواجاً كبيراً وشكلت بداية عقد من النجاح. وسجل بعد ذلك "ثرتي دايز" و"نو موني داون" و "رول اوفير بيتهوفين" (1956) واصدر اغانيه الناجحة "سكول دايز" و"روك اند رول ميوزيك" في 1957 و"سويت ليتل سيكستين" و"كارول" و"جوني "بي غود" في 1958 و"ليتل كويني" و"ممفيس تينيسي" و"باك إن ذي يو اس ايه" في 1959.
في نهاية الخمسينيات كانت شهرته ونجاحه كبيرين وأغنياته منتشرة اينما كان. وتمكن بمواضيعه البسيطة والعامة ان يطال اهتمامات المراهقين من سهر ومغازلة وفتيات وسيارات ومدرسة، فاصبح الفنان الاسود معبود شباب ابيض معجب بموسيقى الروك. ومن بين هؤلاء شاب نمساوي يدعى ارنولد شوارزينغر.
ويقول النجم الهوليوودي الكبير "عندما كنت في سن العاشرة وأحلم كل ليلة بالانتقال الى الولايات المتحدة كنت أستمع الى تشاك بيري".
في عام 1955 التقى بمدي ووترز الذي أخبره عن شركة بإمكانها إنتاج أغنيته الأولى. وفي عام 1957 انضم مع إفرلي بروذرز وبادي هولي وبعض الموسيقيين الآخرين، وأخذوا بالتجول في الولايات المتحدة لإحياء الحفلات الموسيقية. وفي السنوات التالية أصبح أكثر شهرة، كما كان من أنجح الموسيقيين في إحدى فترات نشاطه. وقد أثر على الكثير من الموسيقيين وعازفي الروك والبوب اللاحقين، وأغلبهم من عزفة القيثارة مثل تشاك بيري.
صنفت مجلة رولينغ ستون العازف تشاك بيري كسادس أفضل عازفي القيثارة في التاريخ
. وقد فاز في عام 1984 بجائزة "غرامي" عن إنجازاته على مدار حياته، كما كان ضمن أوائل الفنانين الذين أُدرجت أسماؤهم في الصالة الفخرية للروك اند رول في عام 1986.
وقام العديد من الفنانين والفرق الموسيقية بأداء أغنيات بيري، ومنهم المغني الراحل إلفيس بريسلي وفريقا البيتلز و"رولينغ ستونز".
*عن الاندبندنت