TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سرّ الشوشرة على زيارة العبادي لواشنطن!

سرّ الشوشرة على زيارة العبادي لواشنطن!

نشر في: 21 مارس, 2017: 04:48 م

adnan.h@almadapaper.net

اليوم أو بعد حين، سنكتشف أن رئيس الوزراء حيدر العبادي لم يعد من واشنطن بخفيّ حنين أو باملاءات مخلّة بالسيادة الوطنية، كما رغب البعض، وهم في الغالب من من ذوي قرباه سياسياً ممّن سعوا إلى إثارة الغبار أو تعكير المياه لمنع العبادي من الصيد في العاصمة الاميركية.
ما كان العبادي سيطلب زيارة واشنطن، أو سيقبل الدعوة لزيارتها، لمقابلة الإدارة الاميركية الجديدة لو لم يكن ضامناً أنه لن يعود خالي الوفاض، فعملياً دخلنا في مرحلة العدّ العكسي للانتخابات البرلمانية المتوجب إجراؤها في غضون سنة من الآن، ولابدّ أن العبادي راغب في الوصول إلى هذا الاستحقاق وقد حقق الانجاز الاكبر لحكومته: تحرير البلاد من داعش، وبدء عملية إعادة الاعمار في المناطق التي تعرّضت في مجرى الحرب ضد التنظيم الإرهابي إلى التدمير، في سبيل إعادة سكانها النازحين إليها.
 العبادي حصل في ما يبدو على ما كان يتطلّع إليه، وهو مواصلة وتسريع الدعم العسكري والاقتصادي الاميركي للحكومة العراقية للتعجيل في القضاء على داعش وإزالة آثار عدوانه. هذا ما أفصح هو عنه في حديثه إلى المعهد الأميركي للسلام في واشنطن بعد اجتماعه مع الرئيس ترمب وأركان إدارته. قال العبادي إن إدارة ترمب ستكون أكثر فاعلية في محاربة الإرهاب من سابقتها، وإنه تلقّى تأكيدات بدعم متواصل في معركة العراق ضد داعش ومن أجل تعزيز الاستقرار والبناء في مرحلة ما بعد داعش.
"الدولة العميقة" التي يديرها داخل الدولة العراقية بعض من ذوي قربى العبادي، سياسياً، على نحو خاص، استبقت زيارة العبادي بحملة دعاية مناهضة عبر جيشها الالكتروني، للايحاء بأن الزيارة هي لإملاء شروط الرئيس الاميركي على رئيس الحكومة العراقية. مديرو الحملة فبركوا ثلاثة عشر "شرطاً" بينها: حلّ الميليشيات، وايقاف المدّ السياسي الإيراني في العراق، وانشاء 7 قواعد عسكرية أميركية، والموافقة على برنامج النفط مقابل البناء! .. وبخلاف ذلك ستكون لدى إدارة ترمب "الخطة B    "، وهي ترتيب "انقلاب عسكري" بقيادة شخصية عسكرية مقبولة في الشارع العراقي!.. وأرفقت الحملة بحملة أخرى تدعو العبادي لوقف "التحالف" مع الولايات المتحدة وعقد حلف جديد عراقي – إيراني – روسي – سوري!
بطبيعة الحال، وراء الحملة، بشقّيها، تكمن رغبة بفشل حرب تحرير الموصل وسائر المناطق التي يحتلّها داعش، كيما يُستخدم هذا الفشل لعرقلة حصول الاصلاحات التي وعد العبادي بتحقيقها حال تحرير الموصل، وأشار إليها في حديثه الى معهد السلام عندما قال إن لدى حكومته سلسلة من الإصلاحات العاجلة وفي طليعتها مواجهة الفساد، وجعل العراق بلداً ديمقراطياً، وكذا تذليل العقبات لعودة النازحين إلى منازلهم. كما إن فشل العبادي في استكمال تحرير الموصل هو هدف انتخابي لخصوم رئيس الوزراء ومنافسيه الذين يريدون تجريده من أي مُنجز، وبالتالي قطع الطريق أمام ولاية ثانية له ربما كان راغباً بها.
هل يُدرك المشوشرون على زيارة العبادي أن عملهم إنّما يرتقي إلى مستوى الخيانة، إذ تجري حملتهم في عزّ الحرب على داعش في قلب الموصل؟... أظنّهم يدركون، لكنّهم غير معنيين بتحرير الموصل وسواها في الأساس. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ناظر لطيف

    أثبت السيد العبادي أنه افضل من تولى هذا المنصب منذ 2005 عندما تولى حزب الدعوة السلطة في العراق ورغم الإخفاقات الكبيرة في مسيرة الدولة والتدهور الحاصل على جميع الأصعدة الا أنه نجح في خفيف تعجيل هذا التدهور في ظل بيئة بالغة التعقيد من تسلط الأحزاب الوصولية

  2. د عادل على

    هناك 3 خيارات للحكومه العراقيه وهى جعل الامريكان الحليف الوحيد للعراق او ان يكون للعراق علاقات استراتيجيه مع ايران وروسيا او ان نكون علاقات ايجابيه واستراتيجيه مع امريكا وايران وروسيا-----الخيار الاحسن ان لا نضع البيض كله فى سله واحدة -امريكا قادرة على

  3. الشمري فاروق

    لأن من يقومون بهذه الحمله ..هم من سلموا الموصل واربعة محافظات اخرى لداعش على طبق من ذهب وبدون اطلاق رصاصة واحده...وهم من اصدروا الاوامر للجيش بالأنسحاب

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram