لم يكن رينيه ماغريت، يرى نفسه فنّاناً، بل بالأحرى إنساناً مفكراً، ينقل أفكاره من خلال اللوحة. وكان يسعى طوال حياته إلى إشباع الرسم بالمعنى المعادل لذاك الذي تنطوي عليه اللغة. وبدافع من حبه للاستطلاع وتآلفاته مع فلاسفة عصره، مثل مايكل فوكو، فإنه أبدع
لم يكن رينيه ماغريت، يرى نفسه فنّاناً، بل بالأحرى إنساناً مفكراً، ينقل أفكاره من خلال اللوحة. وكان يسعى طوال حياته إلى إشباع الرسم بالمعنى المعادل لذاك الذي تنطوي عليه اللغة. وبدافع من حبه للاستطلاع وتآلفاته مع فلاسفة عصره، مثل مايكل فوكو، فإنه أبدع نتاجاً لافتاً للنظر، وطوّر رؤية متغيرة إلى العالم انعكست في خليط من الرسم الدقيق المحكَم والعمليات التصورية.
( وكان ماغريت ( 1898 ــ 1967 )، كما ورد في ويكيبيديا، فناناً سرياليا بلجيكياً. أصبح مشهوراً، نظراً لأعماله الفنيّة المتمثلة في عدد من الصّور الذكية والمثيرة للفكر. وكان الهدف المقصود من أعماله هو تحدي تصورات المراقبين والمتابعين حول مفهوم الواقع واجبار مشاهدي لوحاته لكي يصبحوا شديدي الحساسية تجاه ما يحيط بهم).
ويلقي معرض " ماغريت .. خيانة الصور Magritte. The Treachery of images "، المقام خلال الفترة 10 شباط ــ 10 حزيران 2017 في المتحف الوطني للفن الحديث بباريس بالتعاون مع قاعة شيرن كونستهول فرانكفورت بألمانيا، الضوء على تحقيقات ماغريت الفلسفية في خمسة فصول. وتعكس صوره بالكلمات رؤاه الأساسية بشأن العلاقة بين اللغة والتخيل البصري. أما الصيَغ التصويرية الجوهرية الأخرى، فمنشغلة بالأساطير المتصلة باختراع الرسم وتعريفه.
ويُعد ماغريت واحداً من أهم رسّامي القرن العشرين. ومقارنةً بالطرق المستندة على الحلم والأوتوماتيكية التي كان يدّعيها السرياليون الباريسيون المصاحبون لأندريه بريتون، فإن لغة ماغريت البصرية الفريدة تأسست في التجليات البلجيكية للسريالية، التي كانت تدعو لتطبيق الطريقة الديالكتيكية والتفكير العلمي. وكان هناك تعبير يُسمع بشكل شائع قرب نهاية القرن التاسع عشر، وهو تعبير " غباء الرسامين "، وهو يعكس الرأي الفلسفي آنذاك بأن الشعر يحتل منزلةً فوق الرسم وأن الكلمات هي فوق الصور.
ولم يكن ماغريت راغباً في قبول ذلك القياس. ودافع عن المقام الفكري لفنه طوال حياته وسعى إلى الارتقاء برسمه في البدء إلى مستوى الشعر، وأخيراً إلى مستوى الفلسفة. وكان يقوم، مقتفياً أثر المقاربة شبه العلمية، بإشباع لغته البصرية بموضوعية المعجم اللغوي. ونجد موضوعاته ــ الغليون، التفاحة، البطيخة، الشمعة، الستارة، الشعلة، الظل، القبعة .. إلخ ــ تتكرر في مجموعات وسياقات مختلفة متنوعة في لوحاته.
ويسلط المعرض الضوء على الصيَغ التصويرية الأكثر أهميةً لماغريت، والتي تتعامل مع أسطورة اختراع الرسم وتعريفه، كما جاء آنفاً. وتحمل الطريقة شبه العلمية التي استخدمها شهادةً على عدم ثقته بالأجوبة البسيطة والواقعية التبسيطية. وتقدم قاعة شيرن الآن نحو 75 عملاً فنياً، بما في ذلك تحف عديدة جُلبت من متاحف عالمية ومن مجموعات عامة وخاصة أيضاً.
عن: The art wolf