قرأت واستمعت لعشرات ردود الأفعال المتصدية لخسارة منتخبنا الوطني فرصة اللحاق بركب المتنافسين على بطاقتي ونصف بطاقة ملحق آسيا نحو التأهل لمونديال روسيا 2018 ، وإذا استثنيت المتشنّج ومن يشعر بمرار المأساة الكروية التي أفرزها التعادل الإيجابي مع منتخب استراليا في ملعب باص الإيراني فإن غالبية التحليلات كانت منطقية ووصلت الى تشخيص العلة أو العلل وانتهت الى نهاية افتراضية لا تقبل الجدل هو أن المنظومة التي عملت على إعداد المنتخب لهذه التصفيات قد فشلت في الإدارة فشلاً ذريعاً يأذن بعدم جدوى استمرارها في العمل ذاته ، وفي الجانب الفني أيضاً لم يكن الحال بأفضل من سابقه ، وبذلك يحتّم علينا المنطق أن نجنح نحو التجديد والتغيير لتجاوز الخطأ ومن تسبب فيه.
وفي الحديث عن الجانب الفني الذي يبدو أكثر تأثيراً في نفوس الجماهير المكتوية بنار النتائج الضعيفة إذا ما سلمنا بأن الجانب الإداري كان شديد التواضع والوهن طوال الحقب الزمنية التي تواترت على الرياضة العراقية فإن ما شدّني الى هذا الجانب حالات كثيرة افتقرنا فيها المعالجات الضرورية التي تفرض تواجد الخبرة لدى المدرب واللاعب معاً ومنها على سبيل المثال إشارة بسيطة لمحلل رياضي إيراني رصد للاعبنا علاء مهاوي اضاعته 10 دقائق أو أكثر في التحضير للرميات الجانبية التي اعتمدها المنتخب الاسترالي في تشتيت الكرات وخاصة في الشوط الثاني فقد استهلك اللاعب الذي عانى نقص الخبرة بكل تأكيد وقته ووقت المنتخب الثمين في الاستفادة من كل دقيقة مخصصة للمباراة وقد كان منوطاً به هذا الجانب ولم يعمد المدرب شنيشل لتجاوز هذا الخلل وهو يبحث عن الوقت الذي مضى متسارعاً من دون أن تكون له أية حلول تذكر.
لم يأخذ شنيشل بحساباته سوء الأحوال الجوية وأرضية الملعب المتعبة التي انتقدها المدرب الاسترالي بوستاجيلو وقال بالحرف الواحد أنها ستفرض عليه تغيير الجانب الخططي بما يؤمن عدم فقدان طاقة اللاعبين ، بينما ذهب مدرب منتخبنا متبجحاً بعبارات المديح التي كالها خصمه عن قوة المنتخب الوطني المفترضة وتطور مستواه وكأنة انقاد الى الفخ برسم الكلمات وليس بالشباك!
آثرت أن أعرّج على جوانب بسيطة وإشارات حول مباراتنا مع المنتخب الأسترالي ولم أشأ أن أعدّد فرص التهديف التي لاحت لنا وللاستراليين أيضاً ولم يكن منتخبهم مرعب آسيا فقد ظهر متواضعاً وليس بالفريق الذي لا يقهر كما شاهدناه في بطولة أمم آسيا الأخيرة 2015 التي كسبها على أرضه.
إن جميع التحليلات سواء من متخصصين رياضيين أو إعلام رياضي حللت بموضوعية كبيرة الأخطاء بصورة دقيقة ، ويقيناً أن من يروم الاستفادة في التحضير الى بطولة أخرى ويعمل بها مجتهداً سوف لا يعاني كثيراً للتوقف عند العلل المشار اليها والمركونة جانباً، ومن الممكن استدعائها متى ما أردنا ، ولكن المهم أن لا تكون مع ذات الاشخاص في المنظومة التي أعدّت وعملت في الفترة الماضية فنياً وأدارياً لأن المجرّب لا يجرّب كما يقال في الأمثال ، كما علينا أن نؤمن بأن الحقبة التدريبية التي أتت بشنيشل مدرباً قد انتهت الى غير رجعة ، وما تبقى عليه في مقبل المباريات لإسقاط فرض المشاركة هو حفظ ماء وجه الكرة العراقية من خسارات منكرة واللعب لإثبات الهوية التي لا تجعلنا صيداً سهلاً لمن يريد كسب النقاط والأهداف.