بقلم/ زيدان الربيعي هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها،
حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.نتحدث في الحلقة الرابعة والأربعين عن مسيرة حارس مرمى فريق القوة الجوية والمنتخبات العراقية السابق كاظم شبيب عبد السادة الذي ولد في بغداد عام1952 ولعب 25 مباراة دولية، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياتهبدأ كاظم شبيب حياته الرياضية في ممارسة لعبة كرة القدم مع فرق الأزقة ومن ثم تحول إلى الفرق الشعبية في منطقة (كمب الأرمن) التي تسمى الآن بمنطقة الكيلاني في الباب الشرقي، وببرغم أن اللاعبين في بداية حياتهم الرياضية يتأثرون بالمهاجمين الكبار سواء من النجوم المحليين أم العرب أم العالميين إلا أن كاظم شبيب خالف هذه القاعدة وتأثر بالحارس المرحوم ستار خلف الذي كان قدوته في الملاعب ومن خلال هذا التأثر بدأ يقف في مركز حراسة المرمى. وبعد أن بدأ يفصح عن إمكانات فنية جيدة يرافقها كل مواصفات الحارس الجيد من طول ولياقة بدنية عالية ومرونة في التعامل مع الكرات قرر فريق شباب الطليعة أن يضمه إلى صفوفه في بدايات سبعينيات القرن الماضي. وفي عام 1973 تمت دعوته للعب مع فريق البريد والبرق، حيث رافق مع هذا الفريق الكثير من الوجوه المعروفة على الساحة المحلية وقبل انضمامه إلى هذا الفريق التحق بالخدمة الإلزامية وتم اختياره ليكون حارسا لمرمى فريق قوات بغداد حيث كان هذا الفريق يلعب في دوري الدرجة الثانية. ويرى كاظم شبيب أن انطلاقته الصحيحة في عالم الكرة كانت من فريق البريد الذي تم من خلاله ضمه إلى صفوف منتخب الشباب الفائز ببطولة شباب آسيا التي جرت في الكويت عام 1975 لكن قرارا من اتحاد الكرة آنذاك صدر بحل أندية المؤسسات ليتم حل فريق البريد والبرق ما جعل كاظم شبيب ينضم إلى فريق المواصلات وبعد ذلك حدث التحول المهم في حياته الرياضية عندما قرر الانضمام إلى فريق الطيران "القوة الجوية حاليا" الذي لم يتركه حتى موعد اعتزاله اللعب عام 1988.مسيرته مع المنتخبات: ربما كان كاظم شبيب غير محظوظ بالمرة، لأن لبروزه تزامناً مع وجود حراس مرمى كبار عديدين في المنتخبات الوطنية أمثال جلال عبد الرحمن، رعد حمودي، فتاح نصيف، وكان المدربون دائما يحرصون على زج حارس مرمى واحد في البطولة الواحدة وحتى البطولات المتتالية وهذا الأمر جعل نصيب كاظم شبيب من المباريات مع المنتخبات الوطنية قليلا برغم انه لعب لهذه المنتخبات طوال عشر سنوات ولم يبتعد عنها إلا مرات قليلة. وقد بدأ كاظم شبيب مسيرته مع المنتخبات الوطنية في بطولة شباب آسيا في الكويت عام 1975 التي أحرزها المنتخب العراقي لأول مرة في تاريخه من أول مشاركة فيها ونظرا للمستوى الجيد الذي قدمه في تلك البطولة تم اختياره كأفضل حارس مرمى فيها. كما كان كاظم شبيب في العام التالي مع منتخب الشباب في بطولة آسيا التي جرت في بانكوك، حيث فقدنا اللقب بسبب ركلات الجزاء الترجيحية ثم شارك مع المنتخب الوطني في تصفيات دورة مونتريال الاولمبية عام 1976. وبعد ذلك تم استدعاؤه إلى المنتخب العسكري الفائز في بطولة العالم العسكرية التي جرت في دمشق عام 1977 والتي أحرزها منتخبنا العسكري، ثم كان مع المنتخب الاولمبي الذي شارك في تصفيات دورة موسكو الاولمبية التي جرت في بغداد عام 1980 بعدها تواجد مع المنتخب نفسه في نهائيات دورة موسكو الاولمبية عام 1980 أيضا، حيث لعب في مباراة دورالثمانية ضد المنتخب الألماني الديمقراطي آنذاك بديلا لفتاح نصيف الذي اهتزت شباكه أربع مرات في ظرف "17" دقيقة فقط وتمكن كاظم شبيب من إيقاف حالة الانهيار التي صاحبت منتخبنا الاولمبي في تلك المباراة.وتواجد مع المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم التي جرت في الرياض عام 1981 ومن ثم أسهم في فوز منتخبنا الوطني بدورة الخليج العربي السابعة التي جرت في مسقط عام 1984 ، كما كان من المساهمين في تأهل منتخبنا الاولمبي إلى نهائيات دورة لوس أنجلوس الاولمبية التي جرت تصفياتها في سنغافورة عام1984 إلا انه لم يتواجد في نهائياتها لكنه عوض ذلك الغياب بالتواجد مع المنتخب الوطني الفائز ببطولة مرليون الدولية التي جرت في سنغافورة عام 1984 أيضا حيث كانت هذه البطولة قد مثلت خاتمة مسيرته مع المنتخبات الوطنية.رحلته مع القوة الجوية كما ذكرنا في سياق الحديث أن كاظم شبيب لم يترك فريق (الطيران) القوة الجوية حاليا حيث خاض أول مباراة مع هذا الفريق ضد الزوراء عام 1975 إلا انه لم يكن موفقا فيها بعد أن اهتزت شباكه أربع مرات، لذلك هو لا يريد الحديث عن هذه المباراة، لكنه استطاع التعويض في المباريات اللاحقة ليكون الحارس الأول للفريق لأكثر من "12" عاما، حيث شهدت هذه الأعوام أشياء
الحارس كاظم شبيب.. شجاع" منطقة الجزاء"..حلّق مع الطيران بابداع
نشر في: 16 فبراير, 2010: 04:32 م