اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مسرح > تضمين التراثي الإسلامي في مسرح عدنان مردم بيك

تضمين التراثي الإسلامي في مسرح عدنان مردم بيك

نشر في: 28 مارس, 2017: 12:01 ص

ولد الشاعر المسرحي عدنان مردم بك في سوريا عام  (1917 _1988م) ويعد  رائداً مهماً من روّاد المسرحية الشعرية في الوطن العربي، حيث جاء تركيزه على جمالية اللغة العربية في الكثير من نصوصه التي حملت صوتاً شعرياً يفوق الصوت الدرامي، وبهذا نجد ان شع

ولد الشاعر المسرحي عدنان مردم بك في سوريا عام  (1917 _1988م) ويعد  رائداً مهماً من روّاد المسرحية الشعرية في الوطن العربي، حيث جاء تركيزه على جمالية اللغة العربية في الكثير من نصوصه التي حملت صوتاً شعرياً يفوق الصوت الدرامي، وبهذا نجد ان شعرية والده خليل مردم بيك، قد اثرت فيه بصورة مباشرة وعلى مدى منتجه المسرحي بصورته الخاصة.
ومن خلال صياغته معظم اعماله المسرحية على وجه الخصوص ضمن اطار شعري لربما كان من الصعب ايجاده في ذلك الوقت مع انتشار المسرحية النثرية . وهذا اعطى لمسرحيات الكاتب خصوصية عالية من حيث الصياغة والتنظيم والوزن الشعري.
نشر مردم المسرحية الأولى  له وهي ((فتح عمورية)) وهو في عمر ستة عشر عاماً ورغم عمره الصغير الا ان صياغة الحدث الدرامي للمسرحية، جاء ذا توازن متكامل، وبعد عام واحد نشر مسرحية «عبد الرحمن الداخل» واتبعها بمسرحية «مصرع الحسين»، ثم نظّم مسرحية «جميل بثينة» ..ثم انقطع مدّة لا بأس بها عن النشر.
استمرت حتى العام 1956 جاءت بعدها مسرحيات ((غادة أفاميا، العباسة، الملكة زنوبيا،
الحلاج، رابعة العدوية)) مركزاً على توظيف مصادر التراث في إبداعاته الشعرية في هذه المسرحيات بصورة خاصة، من خلال تناوله شخصيات اسلامية تراثية، امثال الحلاج ورابعة وحتى العباسة، التي اثارت آنذاك، اعجاب الكثير من كتاب المسرح المعاصرين ، ثم ألف مسرحية «مصرع غرناطة» . ثم مسرحية ((فلسطين الثائرة))  و ((فاجعة مايرلنغ)) و ((ديوجين الحكيم)) و ((دير ياسين))  و((أبو بكر الشبلي)) و((المغفّل)) و((القزم)).
اعتمد مردم على استدعاء النصوص التراثية المتداولة، وضمنها في بنية النص المسرحي بصورة الحاضر  ليحدث نوعاً من التلاحم البنيوي بين كلا النصين القديم والمعاصر، وتناول القضايا التي حدثت تناولاً موغلاً ليست لمجرد انها ظواهر تاريخية حدثت وانتهت بانتهاء المحدد الزمني، وإنما لانها تمتلك دلالات شمولية قابلة للتجدد عبر مختلف الفترات .
ومن بين مجمل مسرحياته التي تحدث بها عن التراث الاسلامي بصورة مباشرة وشاملة هي مسرحية الحلاج، حيث تتحدث مسرحية الحلاج عن قصة الصوفي العربي (الحسين بن منصور الحلاج) حيث ابرز فيها مردم تأثره بالفكر الصوفي الذي لم يتناوله فقط في مسرحية الحلاج بل جاءت النظرة والمعالجة الصوفية واسعة في مسرحية رابعة العدوية ايضاً.. والملاحظ أن مردم بصوته الشعري واللغوي لم ينقل الصورة والابيات نقلاً حرفياً، بل إنه حوّر وبدل ووظف بعضاً من الابيات توظيفاً يخدم المعنى الذي يعبر عنه والذي يتناسب مع الفكر المعاصر والذي اتخذ شكلاً آخر مغايراً للصورة التي تناولها صلاح عبد الصبور من حيث  الشكل في تضمين صورة معاصرة للحادثة التاريخية، مؤكدا مردم على الموقف السياسي مسلطاً عليه الضوء الأكبر مما سلط عليه صبور ومحاولاً ربط ماهو معاصر مع ماهو تراثي أو قديم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي

سلطة المسرح ومسرح السلطة في العراق

المخرج المسرحي وخلفيته الثقافية

نقد الرياء الديني في مسرحية طرطوف لموليير

حول مسرحية تشيخوف الكوميدية (الدب)

مقالات ذات صلة

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته
مسرح

مسرحية رائحة حرب.. كايوسية التضاد بين الحرب ورائحته

فاتن حسين ناجي بين المسرح الوطني العراقي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح في تونس ومسرح القاهرة التجريبي يجوب معاً مثال غازي مؤلفاً وعماد محمد مخرجاً ليقدموا صورة للحروب وماتضمره من تضادات وكايوسية تخلق أنساق الفوضوية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram