يُعد سيزار بيلي من أشهر المعماريين في العالم ولِدَ في الأرجنتين عام 1926، وهاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1952 وحصل على الجنسية الأمريكية في عام 1964.معروف لتصميمة بعض أعلى المباني في المدن الرئيسية في العالم..واشتهر ايضاً بتصميمه برجي بتروناس التو
يُعد سيزار بيلي من أشهر المعماريين في العالم ولِدَ في الأرجنتين عام 1926، وهاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1952 وحصل على الجنسية الأمريكية في عام 1964.
معروف لتصميمة بعض أعلى المباني في المدن الرئيسية في العالم.
.واشتهر ايضاً بتصميمه برجي بتروناس التوأم (منارا بركمبر ڤيترونس) اللذين يقعان في كوالالمبور (ماليزيا) وكانا أطول برجين في العالم منذ عام 1998 حتى عام 2004.
* باعتبارك مصمماً لبعض المباني العالية الارتفاع في العالم، لماذا تعتقد أن البشر مفتونون لهذا الحد بالوصول إلى السماء؟
- الناس يتحمسون كثيرا للاشياء العالية جدا، وهذا هو السبب الذي جعل جبل ايفرست مهماً للغاية - برغم انه ليس من أكبر الجبال، ولكنه الأكثر شهرة لأن فيه اعلى قمة جبل في العالم. بالنسبة للصينيين، على سبيل المثال، تُعد الجبال المرتفعة مسارات إلى السماء؛ تربط السماء مع الأرض. تعلمت ذلك في محاضرة قدّمها مهندس صيني في متحف متروبوليتان حول الجبال المقدسة في الصين. سألته: هل أن ناطحة السحاب مؤهلة لأن تكون جبلاً مقدساً؟" فأجابني : نعم، إذا كانت نبيلة و عالية ". وقد استحسنت ذلك أن تكون : هناك أشياء عالية و نبيلة، فهناك أشكال عالية ولكنها ليست نبيلة. وهذا هو ما يهمني، أريد ان اكتشف نُبل المباني الشاهقة حتى يمكن ان تصبح أماكن مقدسة.
* عشت في بلدة توكومان، في الأرجنتين، على سفوح جبال أكونكويجا - ربما هذا هو الذي جعلكَ تهتم بالوصول إلى السماء؟
- ربما، فتوكومان تتألف من نحو ثمانية كيلومترات من سلسلة من الجبال المرتفعة جدا - ومن المدينة، يمكننا أن نرى أعلى قمة جبل ، وبرغم هذا فهذه الجبال تمتد بشكل أفقي . والحقيقة هي أنني لا أعرف حقاً من أين أتى اهتمامي بالمباني العالية. فلا يمكن أن يأتي من مسقط رأس بلدي لأنه لم تكن فيه مبانٍ عالية! لقد دهشت عندما تم بناء أول مبنى من سبعة طوابق في توكومان. (ضحك)
* هل تتذكر أول مرة رأيت فيها ناطحة سحاب في حياتك؟
- ذهبت إلى بوينس آيرس وكانت هناك ناطحة سحاب جميلة جدا تدعى مبنى كافانا. وقد بنيت في الثلاثينيات ، وكانت ناطحة سحاب لطيفة جدا، تقع أمام مكان أخضر واسع مربع الشكل. كانت هذه هي المرة الأولى التي رأيت فيها مبنى عالياً جداً، وكنت معجباً به كثيرا،و ما زلت أفعل. ومنذ كنت طفلاً، لم اكن أفكّر في المباني المرتفعة. ما زلت لا أحب المباني الشاهقة،و الطوابق العالية!
* ولا حتى ناطحات السحاب التي تبنيها بنفسك؟
- أنا زبون سيء للمباني التي أصممها! (يضحك) إذا اخترت شقة، فإني اختار واحدة في الطابق الخامس أوالسادس حتى أستطيع أن أرى الناس، والأشجار، والعالم في الشارع. فاذا كانت أعلى من ذلك، فإنها تفقدني الاتصال مع الأرض! لم أبدأ في الاهتمام بناطحات السحاب الى حين بدأت بتصميمها بنفسي.
* نشأت في الأرجنتين، فمتى أصبحتَ مهتماً بدراسة الهندسة المعمارية كتخصص وظيفي لك؟
- في ذلك الوقت، لم يكن لديَّ أية فكرة أن هناك حتى مهنة تسمى المهندس المعماري! لم أكن أعرف ان هناك مهندسين معماريين في مدينتي. بالنسبة لي، كانت الهندسة المعمارية اكتشافاً قمت به في وقت لاحق من حياتي وكان اكتشافاً غير عادي. في الأرجنتين، عليك أن تذهب من المدرسة الثانوية إلى دراسة تختص بحياتك المهنية مباشرة؛ بدأت أبحث في المهن التي تعرضها الجامعة، ورأيت ان هذه مهنة جديدة، و لم اكن قد سمعت عنها. بحثت في كل شيء عنها : وكانت تحوي الاشياء التي كنت أحبها، الرسم، والتاريخ، والتصميم، والفن - مزيج من الأشياء التي كنت اشعر دائما بالسعادة معها ... لذلك قررت أن أجرّبها وكان ذلك امراً غير عادي بالنسبة لي.
* يمكن القول انك اكتشفت الهندسة المعمارية من خلال دراسة الهندسة المعمارية؟
- هذا صحيح! لذلك، بمجرد أن أصبح موضوع دراستي كان عليَّ أن أفهمها أو اتعامل معها، وهذا ما حصل تماماً عندما بدأت أتعمّق في الجوانب العاطفية للابنية العالية. كنت بحاجة إلى فهم روح المباني العالية ، ما الذي يجعلها مهمة، ما الذي يجب أن أحاول تحقيقه عندما أُصمم بناية مرتفعة. أصبحت مشكلة مثيرة جداً للاهتمام، وشيئاً أحببته كثيرا.
* وهل قمتَ بحل هذه المشكلة؟
- حسنا، أنا أشعر بالتأكيد أن هناك استجابة عاطفية لتحدي تصميم بناية عالية . انه أمر عاطفي جدا، فكنت على تواصل معه،و كنت على تواصل مع تكوين هذه المباني وما الذي ترغب ان تكون هذه المباني ، والى ماذا تسعى أن تكون. فأحدها يطمح إلى السماء، وأنا أتفهم ذلك ، انها قوية للغاية. لا يمكن أن يكون شكل البناية هو ذاته من الأعلى إلى الأسفل. فهذا البناء يمثل بالنسبة لي امراً سخيفاً.
* ماذا تعني؟
- في رأيي، يجب أن يكون للمبنى الشاهق تاجاً، يجب أن ينتهي الى شيء يوحي بأن المبنى هو في حوار مع السماء. يجب أن يمتلك شعوراً بالثقة - هذه الثقة العاطفية بأن المبنى يحملنا. وكيف يمكنك التعبير عن تلك الثقة؟ هذا هو مفتاح فن العمارة. وفي الواقع، لهذا السبب أعتقد أن الطوابق القليلة الأولى في الجزء العلوي من مبنى كرايسلر تُثير الاعجاب الى حدٍ كبيرٍ ،لأن لديها مثل هذا الشعور. وكذلك الامر مع مبنى إمباير ستيت، فكما تعلم، إذا طلبت من طفل رسم ناطحة سحاب، فسوف يرسم شيئاً يشبه مبنى إمباير ستيت . فهو تصميم قوي جدا، وعاطفي للغاية.
* أبراج بيتروناس في كوالالمبور، التي كانت أكبر المباني ارتفاعاً في العالم حتى عام 2004، كانت مستوحاة من الثقافة الإسلامية. هل تعتبر من المهم أن تأخذ في عين الاعتبار ثقافة المكان الذي تصمم فيه البناية ؟
- أعتقد ذلك، نعم. فان يذهب عدد من المهندسين المعماريين إلى بلدان أخرى ويقومون بتصميم بنايات على طراز أمريكي، أعتقد أن ذلك أمرٌ خاطئٌ، يحتاج المرء إلى احترام خصوصيات البلد الذي يصمم فيه أعماله ، وإلا فان جميع مدننا ستصبح متشابهة في نهاية المطاف.
* وهذا لسوء الحظ ما نعاني منه بالفعل إلى درجة معينة - قبل 100 سنة، كانت المدن في آسيا تمتلك جمالية مختلفة جداً عن نظيراتها الأوروبية؟
- صحيح أننا نعاني بالفعل من بعض النواحي. وكلما صممنا اشياءً متشابهة، كلما فقدنا الحيوية في مدننا. أنا حريص جدا على عدم القيام بذلك. كانت أبراج بتروناس أكثر تعقيداً لأنني كنت بحاجة للتعبير عن المشاعر بطريقة يفهمها المسلمون، وهم أشخاص من بلد يختلف عن بلدي.
عن: موقع the talks