بقلم / إياد الصالحيمرّ واحد وتسعون يوما على قرار اللجنة الاولمبية الوطنية بحل الاتحاد العراقي لكرة القدم وتسريح اعضاء مجلس ادارته من الخدمة بلا مسوغات قانونية او ادلة تخضع رئيس واعضاء الاتحاد المذكور تحت المساءلة والعقاب ، وبدت انعكاسات القرار محليا ودوليا اكثر سلبية، بل وتدين الاولمبية نفسها في ظل عدم اقتناع الرأي العام بدوافع القرار وفق بنود القانون الساري وليست ( مسلّة) الاهواء الشخصية المبتدعة التي يراد لها ان ( تمشّي) قانون المزاج بالإكراه على افراد جمهورية كرة القدم !
شقاوات وعنترياتحقيقة وليس ضربا في الخيال لو قدّر لكاتب دراما محترف تناول أزمة الكرة في بلدنا والغوص في كواليسها ، قطعاً لن يضاهيه احد في تقديم حلقات مشوّقة من مسلسل مثير بخيوطه البيض والسود ، فيه خليط عجيب من شقاوات (التصريح) وعنتريات (العناد) ورجال ظل قساة القلوب الذين لا همّ لهم سوى زيادة مشاهد الغموض وإخفاء أمل الحل لإظهار الحلقة الاخيرة التي كلما نترقب رؤيتها تظهرهناك مشكلة جديدة تضيف إثارة وجدلاً وحتى تهكّماً بين الناس إزاء عنصر المبالغة وافتعال الاحداث بشكل يطيل امد الحلقات مع مزيد من المفاجآت !ولم يقتصر دور البطولة في أزمة الكرة العراقية على رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي ورئيس اتحاد الكرة المنحل حسين سعيد اضافة الى ادوار ثانوية لرجالات الاولمبية والاتحاد حاول بعضهم ان ( يخرج عن النص) ويتعملق امام الجمهور قبل ان ينال علقة ساخنة بأقلام الصحافة الرياضية فضحت مآربه ونواياه وأدبت منطقه الذي يفترض الا يخرج عن مصلحة الوطن)!rnمبادرة مشفرةاقول هناك اكثر من بطل يحاول التظاهر بالبكاء المرّ على اللعبة ، ومشهد التمزق بين اهلها ، مثلما انبرى بعد صمت طويل عدنان درجال وفتاح نصيف عضوا المنتخبات الوطنية سابقا والمقيمان في الدوحة حاليا للتعبير عن تضامنهما مع الوطني في محنة الكرة ، وقدما مبادرة (مشفرة) الى رعد حمودي وحسين سعيد لا يُعرف مضمونها الا بلقاء قريب في الدوحة على غرار أنموذج ( المساعي الحميدة) سيئة الصيت في دهاليز السياسة التي ظاهرها انساني ونقيّ ويفرّج الهَمّ عن شعب ما من قبضة حاكم مستبد وباطنها يفوح بالمساومة ومقايضة المصالح وإسكات طرف مقابل مكسب مغرٍ لا يدع مجالا للممانعة وفي الوقت نفسه يحقق الهدف من المساعي (النبيلة جداً)!ربّ سائل يسأل: لماذا تؤخذ في الاعتبار النيات السيئة وليس النيات الطيبة في هكذا مبادرات غامضة لن يكون الوطن مكانا لها ولم يكن لأصحاب المبادرة أي موقف متفاعل ولو بكلمة (نحن معكم) في كثير من الأزمات التي اكتفوا بالتفرج وتصيّدوا الوقت المناسب لاحقا للتعبير عن التأسّي والمشاطرة بمشاعر الحزن لما آل اليه الوضع المزري لكرة العراق!rnصداقة معطلةنعم يجب على كل فرد في جمهورية الكرة العراقية ان يرفع صوته ومعه الإعلام الرياضي ايضاً قائلاً : ما جدوى المبادرة التي يزعم عدنان درجال انها تضع حداً للأزمة ، وما فائدتها وسط انجذاب كل طرف الى مركز عناده وحجته ، ولماذا طُرحت الآن بعد 91 يوما من المراقبة بدم بارد ؟! والتساؤل الأهم بعد كل ذلك : هل درجال لديه الرمز السري لفك شفرة الصداقة المعطلة بين حمودي وسعيد؟ فاذا كان الامر كذلك يعني هناك صفقة تحت الطاولة يراد منها إخضاع مصلحة الوطن رهينة جلسة توافقية يعرف حساباتها درجال بدقة، كيف لا وهو احترف التجارة العامة في الدوحة وعلّق بدلة (التدريب) للابد بعد ان أثرت نتائجه المتداعية مع الوكرة في علاقته ضمن محيط عمله الحر فآثر التفرغ للمحافظة على مصالح متوازنة مع الجميع.فما مصلحة درجال في قضية لم يترك الاعلام الرياضي حلاً إلا وطرحه ، ثم هل تناسى ان هروب الفرقاء الى الدوحة يعد نسفا للجهود التي سبق ان قدمها الاخوة في اللجنة الاولمبية الكردستانية في اجتماع السليمانية الذي اقيم برعاية ملا بختيار رئيس اللجنة المذكورة الذي تمخض عن مسودة اتفاق بين الطرفين تمهيداً لإنهاء الأزمة لولا تنصل الاولمبية الوطنية في اللحظات الأخيرة بتأثير فاعل مجهول ، وهناك من غمز في قناة الوساطة القارية لابن همام في الملف مانحاً درجال الضوء الأخضر للملمة الفضيحة ومحاولة عدم تشضيها الى مساحات واسعة ! لماذا لا نرضى بالحلول المحلية ونسعى لرتق رقعة شق الصف بدلا من نشر غسيلنا في الخارج؟rnصوت العقلولابد هنا من الاشارة الى المبادرات المهمة التي كشف عنها (اساتذة) حمودي وسعيد ودرجال ونصيف وغيرهم وهم : مؤيد البدري وهشام عطا عجاج ود.عبد القادر زينل وجمال صالح بضرورة الإذعان الى صوت العقل لا القلب : لا حلّ إلا بإعادة عقارب ساعة الأزمة لتقف عند توقيت فيفا المطلوب وهو استعادة اتحاد الكرة شرعيته وتقديم لائحة الانتخابات خلال 45 يوماً.هل هي كبيرة على العراق التضحية بموقف صغير من شخوص نهلوا الجاه والخير والرفاه من سمعته يوم كانوا ارقاما لا تُرى في رصيده البشري من لاعبي الأندية قبل ان تصحبهم منتخباته الوطنية الى عالم الشهرة وبلوغ نواصي العز والسباحة في الثراء؟أفيقوا من غيبوبة المكابرة وانحنوا للصوت المعتدل الذي يرى الحل في حل انفسكم من قبضات نزعاتها اللئيمة احيانا بوضع مصالحكم أولا على خطوط المواجهة وتعشقون المؤانسة على طبول بعض المنافقين من المحسوبين ظُلما في (ملعب) الصحافة الرياضية وهم يهتفون كل يوم على هوس التشجيع المصري ( بالطول بالعرض.. صاحبنا يهز الأرض) !rnمناديل الغضبان شرف الكرة العراقية لن يدنس بصفقات مريبة كالتي
الكرة العراقية .. أزمة وطن أم صفقة مريبة لـ( تاجر الدوحة)؟!
نشر في: 16 فبراير, 2010: 04:54 م