تتأرجح الجولة الحالية للمفاوضات بين إمكانية تحقيق تقدم في بحث الملفات وبين احتمال أن تكون الجولة الأخيرة بوساطة المبعوث الدولي الحالي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا.وتدل المعطيات على جدية من قبل الطرفين، في المشاركة وفي النية ببحث القضايا التي يتضمنها
تتأرجح الجولة الحالية للمفاوضات بين إمكانية تحقيق تقدم في بحث الملفات وبين احتمال أن تكون الجولة الأخيرة بوساطة المبعوث الدولي الحالي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا.
وتدل المعطيات على جدية من قبل الطرفين، في المشاركة وفي النية ببحث القضايا التي يتضمنها القرار الدولي 2245 وبيان جنيف 1، وإن كان البحث يتم ضمن رؤى مختلفة لهذا الطرف أو ذاك، غير أنها في الأقل، لا تتعاطى مع الأمر كأنه تفاوض في الوقت الضائع. ويحاول دي ميستورا، الذي تشارف ولايته على الانتهاء، تحقيق اختراق في هذه الجولة عبر إيجاد أرضية مشتركة بين أطراف النزاع السوري، يتم البناء عليها في تطبيق القرار الدولي ٢٢٥٤.
وقدم دي ميستورا ورقة مفصلة عن السلات الأربع، التي تم الاتفاق على بحثها، وهي الحوكمة أو الحكم الانتقالي، ومكافحة الإرهاب والدستور والانتخابات، وهو يعمل مع فريقه على أساس أن مهمته مستمرة إلى أن يتقرر العكس. وقالت مصادر غربية لـ"سكاي نيوز عربية" إن طريقة التفاوض عبر تبادل الأوراق غير مجدية، وإن على المبعوث الخاص، تحديد المفاهيم ووضع سقف زمني للوفود للرد على الأوراق التي تتسلمها من أجل التقدم واختصار الوقت. ودعا المصدر إلى البناء على ما تم تحقيقه في المفاوضات، مهما كان مصير المبعوث الدولي الحالي، محذراً من إعادة المفاوضات إلى المربع الأول "وفتح باب الجحيم" بالنسبة للمدنيين، إذا ما انهارت الأمور وتواصل التصعيد العسكري.
وترفض الأمم المتحدة وفريق دي ميستورا، التعليق على الشائعات، حول احتمال تغيير المبعوث الخاص في الخامس عشر من الشهر المقبل، ويردد دي ميستورا القول إن، ذلك يعود للأمين العام للأمم المتحدة حصراً، اتخاذ هكذا قرار. من جهته، قال مصدر مقرب من الوفد الحكومي، إن الحكومة السورية، لا ترى في الوقت الحالي، شخصية أفضل أو أسوأ من الموفد الدولي الحالي، وإن كان لديها ملاحظات حول أدائه كوسيط حيادي أدت في السابق إلى رفض استقباله في دمشق وذهبت إلى حد مطالبة الأمين العام أنطونيو غوتيريس بإقالته.
لكن المصدر أشار أيضاً، إلى أنه بعد جلسة مطولة بين الوفد المفاوض ودي ميستورا، تمت"تصفية القلوب"، قائلاً إن، دمشق تحرص اليوم على أن ينجح أيّ مبعوث في مهمته ما لم يتخط حدود هذه المهمة. ويقول المصدر إن، الحكومة لم ترفض أبداً، أية دعوة من قبل الأمم المتحدة، للقاء مبعوثها الخاص في جنيف أو نائبه رمزي عز الدين رمزي.
وبخصوص الأوراق التي قدمتها الحكومة والمعارضة إلى المبعوث الدولي، أكد المصدر أن، الحكومة مرتاحة للأجواء في هذه الجولة، خصوصاً بعد أن استعادت المواقع التي خسرتها في محيط حي جوبر بدمشق، وأنها لا تخشى بحث أيّ موضوع من الحوكمة إلى الدستور أو الانتخابات.
وذكر أن الورقة التي قدمتها الحكومة تتضمن مبادئ أساسية تسهل البدء في أي حوار حول العملية الدستورية، وهي تنتظر ملاحظات الأطراف الأخرى عليها أو إقرارها، وقد سلمتها إلى رمزي ليسلمها إلى الأطراف المفاوضة الأخرى.
وتواكب روسيا المفاوضات في جنيف كعادتها عبر إرسال مساعد وزير الخارجية غينادي غاتيلوف الذي يلتقي الأطراف المشاركة، غير أن الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة لا يزال على حاله، ولم يتبلور على الأقل رسمياً، موقف الإدارة الأميركية الجديدة من هذه المفاوضات. من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم (الثلاثاء) بلاده تسمح لروسيا باستخدام قواعدها العسكرية الجوية بهدف «مكافحة الإرهاب في سوريا» على أن تكون كل "حال على حدة".
وأضاف أنه سيجري تناول قضايا إقليمية تتضمن سوريا خلال اجتماع يعقد اليوم في الكرملين.
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الثلاثاء، إن محادثات السلام السورية التي ترعاها طهران وروسيا وتركيا، ستتواصل في قازاخستان دون أن يحدد موعداً للجولة التالية من المفاوضات.
وأضاف روحاني، الذي كان يتحدث بعد ختام يومين من المحادثات في موسكو، أنه بحث الوضع في سوريا واليمن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي سياق متصل أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نقلاً عن مصادر موثوقة أمس (الثلاثاء) بأن تنظيم (داعش) سحب المئات من مقاتليه من مدينة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا.
وأوضحت المصادر، أن التنظيم قام بسحب نحو 900 من مقاتليه، وأرسلهم إلى جبهات أخرى في ريف الرقة، فيما لم يتمكن ناشطون من «المرصد» تحديد الوجهة التي جرى إرسال المقاتلين إليها.
على الصعيد ذاته، تجددت المعارك بوتيرة عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» مدعومة بقصف طائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط قرية سحل الخشب بريف الرقة الغربي، والتي تقدمت إليها «قوات سورية الديموقراطية» وسيطرت عليها أمس، وسط أنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.