adnan.h@almadapaper.net
الحرب بطبيعتها تتحمّل الكثير من القيل والقال.. والقيل والقال في زمن الحرب هو معلومات كاذبة وأخرى نصف صادقة... شائعات وفبركات وتلفيقات.. وهذا فعل مقصود ومخطط له في أكثر الأحيان، وغير متعمّد في الأحيان الأخرى.
حرب الموصل ليست استثناء، بل إن وقائعها ومجرياتها عكست القاعدة تماماً، فالكثير من المعلومات الخارجة من داخل الموصل أو من خارجها كان زائفاً ومضلّلاً عن قصد، وخلف هذه العملية يقف جيش جرّار يتبع تنظيم داعش مباشرة أو له علاقة غير مباشرة بالتنظيم الإرهابي، أو أطراف لها غايات وأغراض تسعى إلى تحقيقها، وهي غايات وأغراض تتعلق باستحقاقات سياسية لمرحلة ما بعد داعش.
الحرب ليست نزهة .. ما من أحد لا يعرف هذا، لكنّ للغايات والاغراض المنوّه عنها أعلاه يعمل البعض على أن يصنع من الحبّة قبّة. وما يساعد في هذا أن الدولة بحكومتها وقواتها المسلحة، لا تبلو البلاء الحسن في ميدان الإعلام والدعاية والحرب النفسية.
أفضل وسيلة لردّ دعاية العدو هي عرض الحقائق وتقديم المعلومات الصحيحة قبل وليس بعد فوات الأوان. لو كان الإعلام الحربي يقدّم هذه المعلومات أولاً بأول، ويواجه ساعة بساعة المعلومات التي انتشرت عن موت المئات، بل الآلاف، في الجانب الأيمن من الموصل بفعل ضربات جوية للتحالف الدولي أو هجمات للقوات العراقية، كما أشيع، لأكتشف الناس في الحال أن تلك المعلومات ليست سوى مادة من مواد الحرب النفسية، ما يساعد في أن تفنّد هذه المادة نفسها بنفسها.
هذا ينطبق أيضاً على ما جرى تداوله من معلومات غير صحيحة عمّا قاله رئيس الوزراء حيدر العبادي للمسؤولين الاميركيين أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن، وعن نتائج مباحثاته مع أركان الإدارة الاميركية الجديدة. ولو كان الوفد الحكومي قد أنشأ منصّة إعلامية يومية، أو تفاعل في الحال مع حملة التشويه والتسقيط المُتعمدة التي تعرّض لها السيد العبادي وأديرت رحاها لغايات تسقيطية، لأمكن لجم تلك الحملة ووقفها عند حدّها.
كما الحرب تتطلب إدارة جيدة لضمان النصر فيها، فإن الإعلام هو الآخر يتطلب إدارة جيدة. ومعنى الإدارة الجيدة أن تكون واعية وخبيرة واختصاصية ومتفاعلة مع الأحداث. هذا الشرط يكون متوجّباً ولازماً في الظروف الاستثنائية على نحو خاص، كظروف الحرب والكوارث الطبيعية، ونحن في الآن، وعلى طول منذ سنين، في ظروف شديدة الاستثنائية.
جميع التعليقات 2
بغداد
استاذ عدنان حسين نصف الحقيقة كذبة كاملة فمن الحكمة ان تتقصوا انتم كوادر صحيفة المدى بأنفسكم وذلك عن طريق إرسال كوادركم ومعهم كاميراتهم وَيَا حبَّذا لو انت تكون ضمن هذه الكوادر الأعلامية ثم تنطلقوا الى الموصل واذهبوا الى الساحل الأيمن وترون بأعينكم وتصورون
ييلماز جاويد
أي حكومة إعتمدت الإعلام الحرّ الشريف ، وعملت بشفافية ووضوح في كشف الحقئق أولاً بأوّل . هي هَم صعبة يالعبادي ؟؟